خدمة مجانية للتمييز بين الطباعة ثلاثية الأبعاد الافتراضية والحقيقية
تختلف التصاميم ثلاثية الأبعاد المُخصّصة للشاشات (لدواعٍ مرئية) عن التصاميم المُخصّصة للطباعة (لدواعٍ تجسيديّة)، بحيث إذا استخدمت تصميماً مرئياً للطباعة ستنتج عنه عدّة أخطاء. ولذلك، لا بدّ من تصحيح هذه الأخطاء الناجمة قبل إرسال أيّ تصميمٍ مرئيّ للطباعة.
هذا ما تسعى إليه "ميكسد دايمنشنز" (Mixed Dimensions (MXD3D، الشركة الأردنية العاملة في الولايات المتحدّة والمعنيّة بطرح حلولٍ لمشاكل الطباعة ثلاثية الأبعاد. فهذه الشركة أطلقت نسخةً تجريبيّةً مجانيّة لخدمتها "مايك برينتابل" MakePrintable المُصمّمة لتعديل وتصحيح نماذج مرئية ثلاثية الأبعاد لتصبح صالحةً للطباعة.
كيف تعمل؟
إنّ الخدمة الجديدة عبارةٌ عن أداةٍ تعمل بواسطة الإنترنت لتصحّح الأخطاء الشائعة في النماذج المرئية، والتي تتعلّق بسماكة الجدار والزوايا والأجسام المتقاطعة.
تعمل "مايك برينتابل" من شركة "ميكسد دايمنشنز" MXD3D كوسيطٍ بين شركات البرمجة (software) وشركات الأجهزة (hardware). ففي البداية يتمّ تصميم النموذج المرئي بواسطة برامج مثل "بليندر" Blender و"سكيتش اب" Sketch Up، ومن ثم يقوم المُصمِّم بتحميل النموذج على "مايك برينتابل" حيث يتمّ تعديله وتجهيزه للطباعة.
وأخيراً، يتمّ إرسال النموذج إلى متجر للطابعات ثلاثية الأبعاد مثل "شايب وايز" Shapeways التي تتعاون مع "مايك برينتابل" حيث يستطيع المستخدم إرسال النموذج المعدّل إلى المتجر تلقائيّاً من موقع الخدمة؛ وبالإضافة إلى ذلك، تسعى "مايك برينتابل" في المستقبل إلى التعاقد مع برامج التصميم.
بدوره، يقول مهند تسلق، المدير التنفيذي والشريك المؤسّس لـ"ميكسد دايمنشنز" MXD3D، في بيانٍ صحفي: "نهدف من خلال ‘مايك بينتابل‘ إلى اختصار الساعات والأيّام من العمل التي يتطلّبها تجسيد أجسام ثلاثية الأبعاد."
وبالإضافة إلى الحدّ من هدر الوقت، يعتبر ميشال مقدح، مدير التسويق، أنّ "مايك برينتابل" تقلّل من الأضرار الماديّة. ويقول في مقابلةٍ مع "ومضة": "إذا كنت قد طبعت نموذجاً [غير مهيئٍ للطباعة]، فتكون قد أهدرتَ وقتاً ومالاً [أنفقته على المواد]."
والخدمة المجانيّة هذه تُتيح للمستخدِم أن يُحمّل أكثرمن 20 صيغة ملف file format، وأن يتلّقى العمل المُعدّل بصيَغ STL وOBJ وSVG.
التحديّات
التّحدّي الأصعب لمستخدمي الطباعة ثلاثية الأبعاد، وفقاً لمقدح، هي أنّ القطاع يستمرّ في تطوير نفسه بسرعةٍ فائقة. فمع كلّ عامٍ جديد، نجد طابعاتٍ أسرع قد تصدرّت السّاحة، وأنّ المواد المُستخدَمة للطباعة قد ازدادت.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ تكلفة الطّابعات مرتفعة، إذ أنّ الطابعة الجيّدة تُكلّف حوالي10 آلاف دولار. وبالرغم من أنّ الطابعة التّجارية سعرها رخيصٌ نسبيّاً ويبلغ حوالي 400 دولار، إلّا أنّ سرعتها وكفاءتها محدودتان.
كما ويوضح مقدح أنّ معرفة الناس بهذا النوع من الطباعة ما زال محدودة، ما يعني أنّ التّوعية عاملٌ أساسيٌّ يجب العمل عليه وأخذه بعين الاعتبار.
وبعيداً عن التّحديّات، يتوّقع مقدح أنّ للقطاع مستقبلٌ ناجح فيقول إنّ "جهاتٍ مهمّة تنضّم إلى هذا المجال باستمرار، كشركة ‘مايكروسوفت‘ Microsoft و‘أوتودسك‘ Autodesk و‘جوجل فينتشرز‘ Google Ventures؛ كلّها تريد جزءاً من الطباعة ثلاثية الأبعاد، لكنّها لا تعرف إلى أين تذهب، ولذلك فهي تحاول الاستحواذ على شركاتٍ ناشئةٍ من جميع أنحاء العالم."
من جهةٍ ثانية، يعتبر مقدح أنّ القطاع في المنطقة قد تقدّم، فالمهتمّون بالطباعة ثلاثية الأبعاد والمُختصّون بالمجال بدأوا يَظهرون في بعضٍ من الدول العربية كالأردن ودبي والسّعودية.
وبالتوافق مع نظرة مقدح الإيجابيّة، بدأت الطباعة ثلاثية الأبعاد بشكلٍ بطيءٍ ولكن مؤكّد، بالدخول في المجالات المختلفة كالإعمار والصناعة. وذد ظهرَت بعض هذه المؤشّرات في "معرض دبي للطباعة الثلاثية الأبعاد" 3D Print Show والمسابقة التي تنظّمها "ناسا" NASA لتشييد بيوتٍ مطبوعة للفضاء.