القيادة للجميع: شركة "هاوكار" تسعى لتمكين ذوي الهمم في الشرق الأوسط من قيادة السيارات
بقلم: كيث جيه. فرنانديز
في الشرق الأوسط، يُطلق على الأشخاص ذوي القدرات الخاصة أو الذين يعانون بعض أنواع الإعاقة اسم "ذوي الهمم"؛ وذلك بسبب الجهد الهائل الذي يبذلونه ليحظوا بحياة عادية مثل الآخرين. وبالنسبة لرائدة الأعمال التونسية خديجة جلولي، ينطوي هذا الجهد على تصميم سيارة مناسبة لهم.
وقالت خديجة، التي تستخدم كرسيًا متحركًا هي الأخرى: "تتمثل فكرتنا في توفير سيارة كهربائية للأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة، وهي سيارة صغيرة ذات مقعد واحد يمكن دخولها مباشرة على كرسي متحرك. وبصفتي شخص يعاني قدرة محدودة على الحركة، أواجه صعوبات في السفر مسافات بعيدة منذ أن كنت في الجامعة".
تُعَّد سيارة "هاوكار" هي وسيلة خديجة لتوسيع عالمها والاستمتاع بحياة أكثر استقلالية. إذ يمكن لمستخدمي الكراسي المتحركة دخول هذه السيارة الكهربائية الذكية مباشرةً والقيادة إلى وجهتهم.
وقالت خديجة: "إنها أكثر أمانًا من السكوتر الكهربائي ومناسبة للإعاقات الجسدية المختلفة، وهي ذات سرعة منخفضة تبلغ 45 كم/ساعة، ويمكنكم شحنها مباشرةً في المنزل باستخدام موصل إضافي".
وتعمل خديجة –التي تحمل شهادة في تكنولوجيا الغذاء- على هذه الفكرة منذ 2016 مع صديقها والشريك المؤسس للشركة سيف الدين عيسى، وهو مهندس ميكاترونيك شغوف بالسيارات.
وأضافت خديجة: "ستتيح هذه السيارة للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية إمكانية التنقل مسافات طويلة يوميًا وستمنحهم الاستقلالية والحرية للذهاب إلى مكان الدراسة أو العمل أو التسوق أو الخروج لمقابلة الأصدقاء دون تحمل عناء التفكير في كيفية ذلك أو البحث عن مساعدة".
وتوجد سيارات مخصصة لذوي الإعاقة بالفعل في بلدان أخرى. ففي هولندا، توجد سيارات كانتا المخصصة لذوي القدرات الخاصة للقيادة في مسارات الدراجات الهوائية بسرعة 45 كم/ساعة منذ عام 2006، في حين طُرِحَت سيارات شيريوت ذات المقعد الواحد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 2014. وهناك سيارات مماثلة قيد التطوير في جمهورية التشيك والمملكة المتحدة. ولكن بشكل عام، ما زالت هذه السيارات محصورة في أسواقها المحلية، وتُعَّد معظم السيارات المتاحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمثابة نسخ معدلة لاستيعاب مستخدمي الكراسي المتحركة كركاب وليس سائقين.
وتعكس شهادات مستخدمي سيارة هاوكار على موقع الشركة الحاجة إلى تبني هذه الفكرة، وخاصةً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا -السوق التي تستهدفها الشركة- إذ قالت خديجة:
"البنية التحتية ووسائل النقل العام ليست مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونحن بحاجة إلى تحسين ظروف حياتهم ودمجهم في المجتمع، وخاصةً عندما تلاحظ من خلال الإحصاءات أنهم يمثلون نحو 10% من تعداد السكان في المنطقة".
تقدِّر منظمة الصحة العالمية أن نحو مليار شخص–أو ما يعادل 15% من تعداد سكان العالم- يعانون نوعًا من الإعاقة. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يبلغ عدد ذوي الإعاقة نحو 30 مليون شخص، ويتعرض الكثير منهم للتمييز والإقصاء الاجتماعي. ولا تتوفر إحصاءات لمستخدمي الكراسي المتحركة فقط، إذ يصعب الحصول على بيانات موثوق بها لأنه لا توجد طريقة موحدة لجمع هذه المعلومات، عندما يجري جمعها من الأساس.
ومع ذلك، تحظى شركة هاوكار بالفعل بتقدير دولي. ففي العام الماضي، عرض الثنائي المؤسس فكرتهما إلى جانب متحدثين من وكالة ناسا في منتدى قابلية المعيشة الحضرية خلال القمة العالمية لريادة الأعمال في مدينة لاهاي الهولندية. كذلك، أجرى الثنائي جولة في وادي السيليكون لفهم النظام البيئي للشركات الناشئة والتواصل مع خبراء الصناعة.
وقالت خديجة: "لقد سنحت لنا فرصة زيارة مصنع تسلا، وأحد الداعمين لنا هو نائب الرئيس السابق لمركز التصنيع في تسلا".
وفاز الثنائي بعدد من الجوائز في المغرب وتونس، ووصلا إلى المرحلة النهائية في مسابقة منتدى MIT للشركات الناشئة العربية عام 2019.
حتى الآن، تُموَّل شركة هاوكار من جانب شركة أكتيا للخدمات الهندسية والمتخصصة في صناعة الإلكترونيات -حاضنة أعمال الشركة- وتمكنت من الحصول على الدعم الفني والمشورة من الخبراء عند الحاجة. ويأمل الثنائي المؤسس الآن في جذب المستثمرين الذي يمكنهم مساعدتهما على تحقيق الفكرة.
واختتمت خديجة حديثها قائلةً: "ما زلنا نبحث عن المزيد من المنح لإنهاء النموذج الأولي، ونتوقع أن يكون جاهزًا في غضون عامين من الآن إذا سارت الأمور كما خططنا لها".