عندما يتحوّل 'فايسبوك' إلى منصة لمشاريع سيدات المنطقة العربية
إذا كنتِ امرأة أسست شركة أو شاركت في تأسيس شركة أو تمتلك واحدة، وترغبين في استخدام "فايسبوك" و"إنستجرام" لتنميتها، فقد استوفيتِ بذلك معايير الانضمام إلى مبادرة "فايسبوك" #SheMeansBusiness. والمبادرة عبارة عن برنامج تدريبي عالمي لرائدات الأعمال يهدف إلى تحقيق الاستفادة المثلى من المنصّتين الاجتماعيتين.
برأي رشا كشكوش، رئيسة قسم الاتصالات في "فايسبوك" لمنطقة الشرق الأوسط عن المعايير المتساهلة: لا يهم ما إذا كان المشروع في مرحلة الفكرة أو إذا كان قائماً منذ سنوات. وتقول لـ"ومضة": "نحن لا نُقيِّم المشاريع، بل نرحّب بالجميع، ولا نبحث عن مدى قابلية النمو لدى الشركات كما أننا لسنا شركة استثمار مخاطر".
أطلقت مبادرة #SheMeansBusiness في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شباط/فبراير 2017، بهدف تدريب ما لا يقل عن 10 آلاف سيدة عن طريق ورش عمل والتوعية على بناء المجتمعات. وتنظّم ورش العمل المجانية في الإمارات العربية المتحدة ومصر، حيث تم تدريب ما يقرب من 700 سيدة حتى الآن.
الشراكة مع المنظمات الإقليمية
تقول كشكوش إنه نظراً إلى أنّهم في "فايسبوك" "لا يستطيعون على الإطلاق القيام بذلك بمفردهم"، كان من المهم التعاون مع منظمات محلية لتنويع جمهور ورش العمل. والشركاء في المبادرة هم مؤسسة "أهيد أوف ذا كيرف" Ahead of the Curve في مصر، و"مركز الشارقة لريادة الأعمال" - "شراع" Sheraa و"مؤسسة الإمارات" Emirates Foundation في الإمارات العربية المتحدة.
استهل فريق "فايسبوك" عمله (استحوذت "فايسبوك" على "إنستاجرام" في العام 2012) عبر تصميم منهج خاص بمبادرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهذا المنهج متوفر باللغتين العربية والإنجليزية، ويتميز بالمرونة بحيث يمكن تعديله ليتناسب مع مستوى المشاركين واحتياجاتهم.
ودرّب الفريق ممثليه على أمور مثل كيفية استخدام آخر تحديثات المنصات، وتزويدهم بطرق فعالة لتلبية احتياجات رائدات الأعمال. وكانت الورشة تمتد إلى ثماني ساعات في بادئ الأمر، إلا أنه تم تقليصها إلى ست وأربع ساعات بناءً على طلب الجمهور.
وبالنسبة لمركز "شراع" في الشارقة، فإن الشراكة مع "فايسبوك" تتماشى مع مهمة المركز المتمثلة في "إطلاق الجيل المقبل من رواد الأعمال" في المنطقة.
عندما يكون أداء السيدات أفضل
تقول سالي العجب، وهي منسّقة في مركز " شراع"، وإحدى قائدات ورش العمل: "عندما نفكر في التكنولوجيا، نجد أن الرجال يهيمنون عليها بعض الشيء... هذا التناقض موجود". وتستطرد: "إن الهدف من ورش العمل هو "تمكين [السيدات] من توسيع نطاق [أعمالهن] قدر الإمكان واستخدام الإمكانيات المتاحة لديهن قدر المستطاع".
وتضيف كشكوش: "يتمثل جوهر هذا البرنامج في أنه كلما كان أداء المرأة أفضل، تحسّن أداء الاقتصادات". ويقول تقرير "ماكنزي"، الذي أدرجت اقتباسات كثيرة منه في الصفحة الرئيسية للمبادرة، أنه إذا زادت مشاركة المرأة في أسواق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتصل إلى مستوى مشاركة الذكور، فإن الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي قد يرتفع بنسبة 47 في المئة خلال العقد المقبل، ويمكن أن تحقق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 600 مليار دولار أميركي كأثر اقتصادي سنوياً (2.7 تريليون دولار بحلول العام 2025).
تتولّى إدارة ورش عمل مبادرة #SheMeansBusiness في مركز "شراع" سالي العجب وناصر الصغير، وتضم قائمة الحضور في هذه الورش صاحبات شركات تعمل انطلاقاً من المنازل، وطالبات جامعيّات، وأمّهات وبناتهنّ، ومديرات تسويق في مجموعة من القطاعات. وفي حين لم يكن هناك نمط معيّن من الجمهور، كان هناك نمط معيّن من الأسئلة التي تطرح خلال كل جلسة.
وتضيف العجب أن "معظم هؤلاء السيدات يرغبن في الانطلاق وتوسيع نطاق مشاريعهن من خلال فايسبوك وإنستجرام، ولكن إما لم يكن لديهن الوقت الكافي للبحث بصفتهن صاحبات مشاريع أو أنهن لا يعرفن التفاصيل الجوهرية الخاصة بهذه العملية".
على الرجال المشاركة
وفقاً للمبادرة، يمكن للرجال الإنضمام إلى ورش العمل طالما أنهم يمثلون شركات تملكها نساء أو شاركت سيدة واحدة على الأقل في تأسيسها.
ومن أجل دعم تنفيذ مهمة المبادرة، تقول إيمان بن شيبة، مؤِسِسَة شركة "سيل" للنشر Sail Publishing ومقرها الإمارات العربية المتحدة وواحدة من سفيرات مبادرة #SheMeansBusiness، إنه يجب إشراك الرجال في الحوار.
وتوضح: "شئنا أم أبينا، [الرجال] يشغلون مناصب المدراء التنفيذيين، ويشاركون في صناعة قرار الشركة. ومهما تحدثنا وتحاورنا، إن لم يكونوا متواجدين على الطاولة ليقولوا لنا: نعم، نحن نسمعكم، ونفهمكم، ونمدّ إليكم يد العون، فلن نتوصل إلى أي مكان".
ويختلف مركز "شراع" قليلاً عن "فايسبوك" من حيث شرط مشاركة الرجال في ورش العمل، حيث يوجّه المركز الدعوة إلى الرجال الذين يدربون السيدات أو يعملون في مجال تمكين المرأة. غير أن سالي العجب تقول أنه إذا كان الرجال يعملون في شركة تملكها سيدة ولكنهم لا يعملون في اتجاه تطوير إمكانيات المرأة، نطلب منهم عدم حضور الجلسات. وتضيف: "نحن نحثهم على دعوة السيدة التي شاركت بتأسيس المشروع لأن ورشة العمل مُصمَمَة للسيدات في الأساس وفقاً لما ينصّ عليه الإعلان الخاص بها"، في إشارة إلى دعوة مركز شراع للجلسة.
وبالنسبة لميريديث هوستون، مؤسِسَة "توركواز بوتيك استوديو" Turquoise Boutique Studio الذي يروّج لثقافة "اصنعها بنفسك" DIY في المنطقة وتسوّق لأدواتها، فقد غيرت ورش العمل في كيفية تصميمها لإعلاناتها على "فايسبوك".
وتقول هوستون: "عندما أطلقت أدوات 'اصنعها بنفسك' DIY الخاصة بحفلات الزفاف وحفلات المواليد الجدد على سبيل المثال، لم يكن لدي أي فكرة عن القدرة على استهداف "فعاليات حياتية" على "فايسبوك" مثل الزواج أو الولادة. وفي معظم الأحيان، كنت أنشر إعلاناتي على إنستجرام قبل ورشة العمل، ولكن إدارة الإعلانات من التطبيق مباشرة لم يوفّر خيارات مفصّلة".
قد لا تحقق المباردرة أثراً كبيراً نظراً إلى أنها تتضمّن ورشة عمل واحدة. لذلك ولتحقيق قيمة دائمة، أسس مركز "شراع" مجموعة مغلقة على "فايسبوك" تساعد الأشخاص الذين حضروا ورش العمل على البقاء على اتصال مع أعضاء فريق "فايسبوك" لأية أسئلة خاصة بالمتابعة.
حضرت نيدا سومار، المؤسِسَة والرئيسة التنفيذية لشركة "كيزا" KEZA، وهو تطبيق للهواتف الذكية خاص بالمطاعم، ورشة عمل في أيار/مايو 2017. وتعتقد سومار أنه من شأن عقد ورش عمل منفصلة بانتظام لـ"فايسبوك" و"إنستجرام"، "تكون ذات مستوى متوسط ومتقدم، وتتناول موضوعات أكثر تقنية"، تحسين الأثر العام للمبادرة.
وتقول إيمان بن شيبة التي تتمتع بخلفية في علوم الكمبيوتر: "ما لم يكن لديك خلفية ولو بسيطة عن وسائل التقنية الحديثة، فقد تتحول التقنية إلى مصدر إزعاج. فهي ليست طريقة التواصل الأساسية بالنسبة للعديد من الأشخاص". وأشارت إلى أن التسويق الرقمي يساعد السيدات بالفعل على "الخروج من الفقاعة"، والوصول إلى جمهور مختلف. الآن ومع هذه المبادرة، يمكن أن تزيد "ثقتهن بأنفسهن بالقدر الكافي الذي يؤهلهنّ لاستخدام" منصات "فايسبوك" و"إنستجرام بمنتهى السلاسة.
صور من مبادرة #SheMeansBusiness.