خدمات رقمية من القطاع الخاص لدعم الشركات المصرية الصغيرة
ليس من السهل تأسيس شركة في مصر، ويعود ذلك بجزء كبير منه إلى المتاعب التي ينطوي عليها تسجيل شركة جديدة والحصول على التراخيص اللازمة. لهذا السبب، صنّف "البنك الدولي" World Bank في "مؤشر سهولة ممارسة أنشطة الأعمال" Ease of Doing Business Index أكبر بلد في الشرق الأوسط في المرتبة 122 في العام 2016.
وفيما تحاول الحكومة المصريّة معالجة هذه المشاكل لتسهيل الاستثمارات في البلد، نهضت شركات القطاع الخاص في محاولة لتوفير حلول لرواد الأعمال الذين يفتقدون إلى الأدوات الرقمية اللازمة لإطلاق مشاريعهم.
"باسبور الأعمال" تذكرة إلى العصر الرقمي
يريد "بنك الإسكندرية" Alexbank نفسه داعماً للشركات الصغيرة والمتوسطة، فأطلق المنصّة الرقمية "باسبور الأعمال" Business Passport التي تقدّم خدمات ذات قيمة مضافةغير مالية مصمّمة خصيصاً لمساعدة هذه الشركات على النمو وتسيير أعمالها.
يشرح ذلك نائل عثمان، مدير المشاريع في الشركة المصرية "لينك ديفلوبمنت" Link Development،توفّر السوق الرقمية المطلوبةلـ"بنك الإسكندرية" عبر منصّة السحابة الإلكترونية "أزور" Azureـمضيفاً أنّ الخدمات التي تقدّمها السوق الرقمية هذه والتي تشمل تطوير الموقع وعدّة العمل وأدوات التدريب، ترتكز على منتجات شركته.
تساعد أداة تطوير المواقع الإلكترونية الشركات الصغيرة والمتوسطة في بناء موقع على الإنترنت، سواء حظي بتمويل من "بنك الإسكندرية" أو تمّ تطويره بتكلفة منخفضة، وذلك لتحسين حضور الشركة عبر الإنترنت.
من جهة أخرى، يمكن لشركات الصغيرة والمتوسطة استخدام "مجموعة أدوات الشركات الصغيرة والمتوسطة" SME toolkit للوصول إلى مئات المقالات والنصائح ومصادر التدريب الرقمية عن تأسيس الشركات وريادة الأعمال، بالإضافة إلى دروس خصوصيّة عن المحاسبة والمالية والتسويق والتكنولوجيا، وذلك "لمساعدة الشركات على ممارسة إدارة الأعمال بالشكل الأمثل"، بحسب عثمان.
يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة الاستفادة أيضاً من تسهيلات على القروض بفوائد متدنيّة لشراء منتجات رقمية في مجال الحوسبة السحابية، وذلك وفقاً لمبادرة "البنك المركزي المصري" Central Bank of Egypt لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
منافع للطرفين
تعاون "بنك الإسكندرية " مع شركة الاتصالات "اتصالات" Etisalat والشركة المحليّة "بي دي أو إسناد" BDO Esnad، و"الجمعية المصرية لشباب الأعمال" Egyptian Junior Business Association، و"حقيبة أدوات الأعمال الناشئة مصر" SME Toolkit Egypt لتقديم خدمات متكاملة لإدارة الشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة.
ويلفت عثمان إلى أنّه بالإضافة إلى المنافع التي تتلقاها الشركات الصغيرة والمتوسطة، يمكن "للشركات التي تريد التوسع والتمتع بالمنتجات المتنوعة التي يقدّمها الشركاء" أن تستفيد أيضاً وتسع قاعدة عملائها في الوقت نفسه.
التركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة
تلبية حاجات الشركات الصغيرة والمتوسطة ليس بالأمر الجديد على "لينك ديفلوبمنت"، فقد بدأت الأخيرة منذ بضعة سنوات بمساعدة هذه الشركات بالتعاون مع "مايكروسوفت" Microsoft، وإطلاق مبادرات في مصر والبحرين وأفريقيا.
تعمل مبادرة "لينك ديفلوبمنت" باسم "إس إم إي فور إيجيبت" SME4Egypt مع اللاعبين الأساسيين في السوق المصرية، كالمصارف وشركات الاتصالات، لتوفير خدمات رقمية وأدوات سهلة الاستخدام للشركات الناشئة. ويمكن لهذه الأخيرة أن تحسّن أعمالها من خلال الاستعانة بكافة هذه الخدمات وتشغيلها عبر السحابة الإلكترونية.
في الوقت نفسه، يقدّم "بنك الاسكندريّة" برامج تمويل مختلفة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهي خدمات دفعت "يورو موني" Euromoney إلى تلقيبه بأ"بأفضل مصرف في الشرق الأوسط للشركات الصغيرة والمتوسطة" في حزيران/يونيو 2016.
وفي السياق نفسه، وقّع المصرف اتفاقيّة تعاون مع "البورصة المصرية" Egyptian Exchange في نيسان/أبريل لتسهيل وصول الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى رأس المال من أجل التوسّع.
وذكر رئيس "البورصة المصريّة"، محمد عمران، في بيان له صدر حينها، أنّ "المبادرة توفّر مصادر تمويل إضافية، كما تجذب مساهمين جدد من خلال ’بورصة النيل‘ NILEX التي تُعتبَر أوّل سوق مخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
يعدّ دخول هذه الفئة من الشركات في البورصة أمراً إيجابيّاً كونه يجعلها أكثر بروزاً وشفافيّة، وبالتالي يمكنها من جذب المستثمرين والممولين أكثر، بحسب عمران.
بتعبير آخر، يوفّر "باسبور الأعمال" حلولاً جذّابة للشركات الناشئة التي لا تتمتع بفرص إرشاد أو معارف تسمح لها بإطلاق موقع بتكلفة متدنية.