قمة الاستثمار في الشرق الأوسط تستطلع اتجاهات الاستثمار المخاطر
بعد ما شهده الشهران الماضيان من أحداث كبرى كالاستثمار في جولة تمويل ثانية الأكبر في تاريخ البيئة الحاضنة في الشرق الأوسط (41 مليون دولار لـ"فتشر" Fetchr) واستحواذ "أمازون" التاريخي على "سوق.كوم" Souq.com و"بيفورت" Payfort، سيكون الاستثمار في الشركات الناشئة في الشرق الأوسط موضوعاً ساخناً هذا الصيف. وبناء على الاحصاءات الخاصة بتدفق الاستثمار في الشرق الأوسط التي كشف عنها تقرير "عرب نت" الأخير الأسبوع الماضي، قد يسأل الرياديون الإقليميون أنفسهم: "متى يمكنني الحصول على ذلك المال وكيف؟".
وخلال القمة السنوية للاستثمار في الشرق الأوسط Middle East Investment Summit التي عقدت في دبي يومي 22 و23 أيار/مايو، جرى تحليل الموضوع أثناء جلسة شارك فيها مستثمرون من الخليج بينهم مستثمران مخاطران من شركات استثمرت في صفقة "فتشر" الأسبوع الماضي: كريستوس ماستوراس من "إلياد بارتنرز" Iliad Partners وألفارو أبيلاّ من "بيكو كابيتل" BECO Capital.
البحث عن تعزيزات
خلال إدارته جلسة حول شركات المليار دولار في المنطقة (يونيكورن) التي شارك فيها أيضاً أنجس باترسون من "أس تي سي فنتشرز" STC Ventures و"آيريس كابتل" Iris Capital، تحدث أبيلاّ عن مسألة يواجهها مؤسسو الشركات الناشئة: البحث عن تعزيزات حين تبدأ السيولة بالتراجع.
وقال أبيلاّ قبل مناقشة تحدّي العثور على أموال لجولات التمويل المقبلة إنه "في المرحلة المبكرة، تجد رياديين لديهم وفرة بالفرص (لمصادر رأس المال التأسيسي) يصلون إلى أفراد متنوّعين من أصحاب الأموال في المنطقة". ووفق ماستوراس، فإن تضافر جهود اللاعبين المحليين والدوليين يمكن أن يساعد الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على التوسّع بشكل مستدام.
وإذ شدد على الحاجة إلى دعم الرياديين الإقليميين في مرحلة مبكرة أثناء مسعاهم لتحقيق النمو، قال ماستوراس إن "عنوان اللعبة هو الاستثمار المشترك والتعاون بين المستثمرين المخاطرين في المنطقة والعالم. ومن مصلحة الرياديين والمستثمرين أن يكون لديهم المزيد من الأشخاص الأذكياء على الطاولة".
ورأى أن "على المزيد من الشركاء المحدودين أن يخصصوا المزيد من رأس المال لصناديق الاستثمار المخاطر في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وتظهر البيانات أنه لا يزال هناك فجوة في التمويل المخاطر الإقليمي. أحد المآزق أمام المزيد من النمو هو متطلبات التمويل المتسارعة لشركات ناشئة قوية في جميع مراحل التمويل والتي لم تتحقق إقليمياً".
وأعرب ماستوراس عن اعتقاده بأن ما حصل حتى الآن ليس سوى غيض من فيض. وقال "نحن في المرحلة الأولى من الاستثمار المخاطر في المنطقة حيث لا تزال صناديق الاستثمار المخاطر تموّل مفاهيم مثبتة عالمياً تحمل طابعاً إقليمياً وتنفّذها فرق قوية للتوسّع إقليمياً. في 'إلياد بارتنرز'، نسمّي ذلك 'التوطين الثوري'".
تحدث أيضاً في القمة أمجد أحمد، الشريك الإداري لـ"بريسنكت بارتنرز" التي تتخذ من دبي مقراً لها، وشارك أفكاره حول رأس المال الصبور patient capital مع "ومضة" في وقت سابق هذا العام. وجاء كلامه صدى لنداء ماستوراس بضرورة أن يبادر المستثمرون الإقليميون إلى دعم الشركات في المراحل المبكرة. وقال "لم نشهد على تغيير جذري في تمويل الشركات الناشئة بعد إذ ان المستثمرين المحليين ما زالوا مشككين أكثر من داعمين. وليس واضحاً ما إذا كان غياب التمويل للشركات الناشئة مرتبط بالشعور الاقتصادي العام السلبي أم بالمخاطر المتّصلة بالاستثمار في المرحلة المبكرة". وشدد على ضرورة "تطوير شركات استثمار قوية وشركات رأس مال النمو لتخصيص رأس مال فعال ومستدام للشركات الناشئة".
استثمار بيئي
في جانب آخر من القمة، استعرضت جامعات إقليمية ودولية استثماراتها من بينها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي قدّم مدير صندوق الابتكار فيها نيكولا بيتّيو لمحة عن استثماراتها التي شملت أيضاً تمويل منح جامعية للطلاب السعوديين للدراسة في الخارج ومن ثم إنشاء شركات ناشئة في بلدهم الأم. وقال بيتّو "في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، لدينا صندوقان. الأول هو صندوق الابتكار الذي يركّز على الشركات الناشئة في مرحلة التأسيس وفي المرحلة المبكرة والتي تعمل في مجالات البحث الرئيسية للجامعة. والثاني هو صندوق المنارة Beacon Fund الذي أطلق بالشراكة مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، الذي يستثمر في شركات ناشئة في مجال الطاقة والطاقة النظيفة".
وأضاف أن 30% من طلاب الجامعة هم سعوديون، لافتاً إلى تركيز الصندوق على دعم شركات ناشئة تعالج مسائل بيئية.