'عقول في مهمة' تحفّز الطلاب الإماراتيين على التفكير
"أخبرني وسأنسى، علّمني وسأتذكر، أشرِكني وسأتعلم"، هو قول مأثور لبنجامين فرانكلين ألهم الفائزات في ورشة العمل "عقول في مهمة" Minds on a Mission للتفكير التصميمي، التي جرت الأسبوع الماضي.
فازت بالجائزة الأولى النساء اللواتي ابتكرن "ليفت" LIFT (learning innovation fun technology) التي تقدّم حلولاً لمشكلة ضعف مشاركة الطلاب في الحصص التعليمية.
وتقول إحدى أعضاء الفريق، عائشة الرميثي، إنّ "الجميع يواجه هذه المشكلة، وجميعنا اختبرنا ذلك. حتى والدتي التي تدرّس الرياضيات تلاحظ هذه المشكلة".
بالتركيز على الرياضيات، أرادت عائشة وفريقها التوصّل إلى مقاربة بمساعدة برنامج من الحاسوب العملاق "آي بي إم واتسون" IBM Watson (حيث الذكاء الاصطناعي يقرن ببرنامج تحليل)، لاختبار المستوى المعرفي للطلاب ومعرفة أيّ أسلوب تعليميّ يناسبهم.
وأجمع الطلاب الإماراتيون على أنّ ما يقدّمه النظام التعليمي في الإمارات ليس بالضرورة ما يتلقاه الطالب؛ وهذه هي الفكرة التي بنوا عليها أفكارهم في الورشة.
ولكنّ الطلاب الإماراتيين ليسوا وحدهم مَن يختبر هذا الأمر، فبحسب استطلاع "جيل الألفية في الشرق الأوسط" Millennials in the Middle East للعام 2014، يشعر 31 من المستطلعين بأنّ الانفصال بين مؤهلاتهم التعليمية ومتطلبات الوظيفة الحالية يشكّل عائقاً كبيراً.
يرى خليفة الشحي أنّ "هناك فجوة بين ما تقدّمه الأنظمة التعليمية وما يتلقّاه الطلاب". لذلك بنى وزميله في الفريق، أحمد الشحي، "فريروم إدوكيشونال سيستمز" Vrerum Education Systems، الذي ينطلق من فكرة أنّ الكثير من الطلاب متأخّرون في الدراسة لأنّ ما يتلقّونه قد لا يناسبهم.
أما سلام المنهالي، وهو طالب هندسة بترول في ابوظبي، فيقول إنّ "الابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري هو أكبر تحدٍ لنا". وبالتالي قرّر مع منار المزروعي وضع خطة لتحويل زيت الطهي المستعمل إلى وقود حيوي، وأطلقا على فكرتهما اسم "فيول إت" Fuel It.
من جهته، رغب فريق "مواصلاتي" Mouwasalati في تشجيع الناس على استخدام النقل العام بوتيرةٍ أكبر، لذلك أنشأ برنامجاً يمكّن مستخدمي التطبيق من الحصول على نقاط عن كلّ رحلة يقومون بها في وسائل النقل العام، كما يمكنهم مبادلة النقاط بهدايا أو حسومات.
وبالتوازي، بحثت "مبدعون للوطن" فكرة تمكين الطلاب في المناطق النائية في الإمارات من الوصول إلى مرشدين وخبراء يصعب عليهم الوصول إليهم في العادة.
بدورها، ومن خلال تجربتها الشخصية التي استمرّت ثلاث سنوات لبناء جهاز استشعار ذكي للدخان، من دون الحصول على مساعدة، وجدت هيا العلي خطوة مهمة للتعليم هي "أتراكتيف كلاس" Attractive Class التي تقوم على مقاربة من شقين. الأول جعل جوّ الصف مؤاتٍ أكثر للتعلّم، وفي الوقت ذاته بناء "غرفة بيانات" data room يتشارك فيها المدرّسون من أيّ مكان البيانات والتجارب عن التعليم.
جاء كلّ ذلك في إطار استضافة "ومضة" و"كوجنيت" Cognit، المزوّد الحصري لتكنولوجيا "آي بي إم واتسون" في الشرق الأوسط، لـ25 طالباً وطالبة إماراتيين قسّموا بعضهم إلى فرق لتحديد المشاكل التي يرونها في التعليم والنقل ومن ثمّ التوصّل إلى حلول ممكنة.
وكانت الورشة جزءاً من فعالية "مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل" Mohamed Bin Zayed Majlis for Future Generations التي انعقدت في أبو ظبي، الأسبوع الماضي، وركّزت على مواضيع عدة من بينها الأمن الإلكتروني والمدن الذكية والتطوير المدني وريادة الأعمال.