'الملتقى العالمي لتقنية المعلومات' في السعودية: التحول الرقمي ليس موجة عابرة
تبذل السعودية مساعٍ حثيثة للابتعاد عن الاقتصاد القائم على النفط، ويترافق ذلك مع توسع قاعدة مستخدمي الإنترنت في المملكة (64.7%). وتكمن أهمية التحول الرقمي في استمراريته وتبنيه من قبل الشركات، وكذلك انخراط النساء أكثر في مجال التكنولوجيا.
هذا بعض ما توصل إليه "الملتقى العالمي لتقنية المعلومات" Global IT Summit الذي نظمته "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية" KAUST بين 8 و10 شباط/فبراير، بعد عشر سنوات على الملتقى الأول، جمع عدداً من الخبراء والقادة في مجال تقنية المعلومات إضافة إلى مسؤولين من شركات كبرى ومؤسسات سعودية وعالمية.
بدا واضحاً التركيز على أهمية التحول الرقمي في الملتقى، فهو "يغير الطريقة التي نعمل ونعيش ونفكر فيها باستخدام التكنولوجيا"، حسبما أوضحت باتريسيا فلوريسي من "ديل" Dell، خلال مقابلةٍ بُثت مباشرة على صفحة "جامعة الملك عبدالله" على "فايسبوك". وأضافت أنّه "قبل سنوات لم يكن مؤكداً ما إذا كنا سنعمل على البيانات الكبيرة أم لا، أما اليوم فأصبح الأمر إذا كنا سنتحول إلى الرقمنة أم لا".
ولكن "التحول الرقمي ليس موجة عابرة، ومن الخطأ أن تظن المنظمات أنها أنجزت كل ما يتعلق بالرقمنة"، وفقاً لما قاله شارل أروجو من "إنتليكس" Intellyx.
من جهته، رأى الرئيس التنفيذي لـ"مجموعة الاتصالات السعودية" STC، خالد البياري، في كلمةٍ له، أنّ "الاقتصاد العالمي يتجه بالكامل نحو الرقمنة، و[السعودية] تتجه بجدية نحو الرقمنة الاقتصادية والتي ستكون جزءاً من حياة الناس في الجوانب الصحية والتعلمية والثقافية وكل ما يمس حياة الناس".
وتطرق البياري إلى الاستثمار الإضافي الأخير الذي أجرته شركته في شركة "كريم" Careem الناشئة لطلب السيارات بمبلغ 100 مليون دولار أميركي، فقال إنّه "استثمار للمستقبل، واستمرار لتوجه الشركة الاستراتيجي في الاستثمار في العالم الرقمي".
إلى جانب التحول الرقمي، ناقش الملتقى عدداً من المواضيع مثل الحوسبة وأمن المعلومات والبنية التحتية واستراتيجيات الجيل القادم من أجهزة الكمبيوتر فائقة الأداء. كما استفادت الجامعة من حضور القادة في المجال التقني، للمساهمة في وضع خططها الاستراتيجية وتحديد البنى التحتية التقنية اللازمة لجامعة أبحاث عالمية.
وبالنسبة إلى مستقبل تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الخمس والعشر المقبلة، شرح مدير حلول إنترنت الأشياء في شركة "إنتل" Intel، لاكشمي تلورو، أنّ خلال سنوات سنتمكن من "ربط الأشياء غير المتصلة اليوم بالإنترنت وجعلها تعمل بطريقة ذكية من أجل البشر".
ولكن الرجل لا يزال يسيطر على معظم الوظائف التكنولوجية في العالم.
فشركة "جوجل لديها 17% فقط من النساء في وظائف تكنولوجية، و’فايسبوك‘ لديها 15% و’تويتر‘ 10%" بحسب باتريشيا آن هوغز، نائبة رئيس الموارد البشرية في "جامعة الملك عبدالله"، والتي أدارت جلسة حول "المرأة والتكنولوجيا".
ولكن هناك شركات تعمل على تعزيز دور المرأة في التكنولوجيا، مثل "سيسكو" التي قالت ممثلتها في الجلسة إميلي دو مارسيلي: "لدينا برنامج لتعزيز الثقة لدى الشابات في التكنولوجيا"، مشدّدةً على أنّ للأهل دوراً هاماً في تمكين بناتهم حيث يمكنهم اختيار وتطوير مواطن القوة لديهنّ.
وقال مسؤول تقنية المعلومات في "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية"، جون لارسون، في كلمة، إنّ الجامعة "تحاول تحفيز البحوث الإبداعية التي يجريها أشخاص أذكياء يأتون إلى هنا للتركيز على أبحاثهم وتحصيلهم العلمي. ونريد الاستمرار على هذا النهج خصوصاً مع التحول نحو اقتصاد يقوم على المعرفة".
شهدت القمة العالمية الثانية لتكنولوجيا المعلومات أيضاً ورش عمل ومحاضرات، بالإضافة إلى معرض التقنية Tech Fair الذي عرضت فيه شركات ناشئة تقنية منتجاتها وخدماتها. وكان من بينها "فالكون فيز" FalconViz لرسم الخرائط والمسح الثلاثي الأبعاد، و"نوماد" NOMADD بتنظيف ألواح الطاقة الشمسية، وشركة "التجربة البصرية" Visual Experience للواقع الافتراضي.
الصورة الرئيسية من "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية": من اليسار، باتريشيا آن هوغز، نائبة رئيس الموارد البشرية في "جامعة الملك عبدالله"؛ وباتريسيا فلوريسي، نائبة الرئيس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا العالمية في "ديل إي إم سي" Dell EMC؛ وأميمة بامسق، أستاذة مساعدة في "جامعة الملك عبدالله"؛ وباتريسيا دامكروجر، نائبة الرئيس في "إنتل"؛ وإميلي دو مارسيلي، من "سيسكو".