منصة 'هوليداي مي' تطمح لأن تصبح رفيقك الدائم في السفر
"مهما كان الوقت الذي يراد فيه الحجز لعطلةٍ ما، فإنّ الكثير من النقاشات ستدور بين أفراد العائلة أو حتى تشغل بال المسافر المنفرد. لذلك دوّنّا المشاكل التي قد تعترض المسافرين وعملنا على أتمتة خطوات حجز العطلات، بحيث شكّلت التكنولوجيا عصب هذه العملية برمّتها".
هذا ما يقوله ديجيفيجاي براتاب، المدير والشريك المؤسس لمنصّة حلول السفر "هوليداي مي" Holidayme.com، التي انطلقت في أواخر العام 2014 وقدّمت خدماتها لأكثر من 25 ألف مسافرٍ حتّى الآن.
في العام 2016 بلغ معدّل نموّ "هوليداي مي" الشهري بين 25 و30 بالمئة، كما نجحَت في جمع مبالغ جيدة من المال، مثل سلسلة التمويل الأولى Series A التي وصلت إلى 7 ملايين دولار وجاء قسمٌ منها من وادي السيلكون – وهو إنجاز نادر في المنطقة.
اختيار الجمهور
يستهدف الموقع نوعَين من الباحثين عن باقاتٍ لعطلاتهم، محبّو التكنولوجيا والأشخاص الذين يحتاجون القليل من المساعدة. ولإنجاز الأمر عمل الفريق على إيجاد حلول لثلاث مسائل تواجه أيّ مسافر، هي باقات العطلات، والاطّلاع على الأسعار الصحيحة، وتصميم خطوط سير الرحلات، بحسب الرئيس التنفيذي والشريك المؤسّس جيت بهالا.
قبل تأسيس "هوليداي مي"، لم يكن الشريكان المؤسّسان بعيدَين عن هذا المجال ويبدو أنّهما كمّلا بعضَيهما البعض، فقد سبق لبهالا العمل في مجال التكنولوجيا المصرفية في حين عمل براتاب في قطاع تكنولوجيا السفر منذ العام 2004. وفي الوقت الذي كان يتطلّع فيه براتاب إلى إمكانات التجارة الإلكترونية في المنطقة، التقى ببهالا عبر صديقٍ مشترك حيث بدآ العمل على استكشاف قطاع السفر في المنطقة بعد الاطّلاع على أنماط السفر القوية فيها. ومن الأمثلة على ذلك، عبور أكثر من 7 ملايين مسافر في مطار دبي الدولي خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2015.
خلال الفترة التي قضاها في مجال تكنولوجيا السفر، لاحظ براتاب نموّ المواقع الإلكترونية المخصّصة لشراء التذاكر والحجز في الفنادق وشراء قسائم السفر وإنجاز مخطط سير الرحلات، كما لاحظ أيضاً غياب موقعٍ إلكتروني لكلّ هذه الخدمات مجتمعة.
يؤكّد بهالا على أنّ "هذا المزيج من الخبرة والأسعار والسهولة هو ما يشكّل القيمة للمنتَج الذي نقدّمه." ويضيف أنّهم بعد وضع الأسس، "بات باستطاعتنا تقديم خدماتٍ ذات قيمة بفضل شراكاتنا، وكذلك توفير الطريقة الأسهل لحجز باقة السفر الملائمة بفضل التحسينات المستمرّة التي نجريها على تكنولوجيتنا".
لمسة شخصية
وكالات السفر غير العاملة على الإنترنت لا تزال تزدهر في المنطقة العربية، وهذا يصعّب الأمر على المنصّة الإلكترونية التي تريد أن تكون محطّة متكاملة لمختلف خدمات العطل والسفر.
من أجل هذا، يريد الفريق إضفاء لمسةٍ شخصية تحاكي تجربة التعامل وجهاً لوجه مع وكالات السفر. وبحسب بهالا، فإنّ "الوكالات غير العاملة على الإنترنت تتّبع آليةً معيّنة لتوزيع العطلات. التفاعل الأول مهمّ جدّاً في هذه العملية، لذلك بنينا تكنولوجيتنا لكي تسهّل استجابة وكلائنا لعملائنا".
في هذا السياق، يستخدم وكلاء "هوليداي مي" - سواء كانوا على الإنترنت أم لا – خاصية "اكتشف" Discover لتزويد العملاء بباقة سفر على قناة الاتّصال التي يفضّلونها: الهاتف أو البريد الإلكتروني. كما يمكن تخصيص الباقات وتعديلها من قبل هذه التكنولوجيا أيضاً والتي توفّر إمكانية التفاعل مع العميل في الوقت الحقيقي.
ويعلّق بهالا بالقول إنّه "في حين تستغرق وكالات السفر العادية من أربعة إلى خمسة أيام لتصميم باقة سفر، نستطيع نحن القيام بالأمر عينه في غضون دقائق".
عقدَت "هوليداي مي" أيضاً شراكاتٍ مع شركاتٍ لإدارة الوجهات السياحية DMCs تعمل على الأرض في الأماكن التي توصي بها الشركة، بحسب براتاب. وتعمل شركات إدارة الوجهات السياحية هذه على ضخّ المعلومات حول الوجهات التي تعمل فيها، إلى سحابةٍ إلكترونية (طُوّرت داخل الشركة) يمكن الوصول إليها من قبل وكلاء "هوليداي مي" ومديري المنتَجات المخصّصة المدرّبين على تصميم الرحلات والذين "يعرفون بالضبط ما ينبغي [على المسافر] فعله" في كلّ وجهة.
تقدّم "هوليداي مي"، بدورها ثلاثة أنواع من الباقات هي الزيارات السريعة، والعطلات القصيرة، والعطلات الموسمية الطويلة.
يشير سقراطس دياز، رئيس قسم التسويق في "فنادق ومنتجعات بن ماجد"Bin Majid Hotels and Resorts، إلى أنّ فريق "هوليداي مي" أجرى محادثاتٍ معهم لتصميم باقة مخصّصة للعطلات. ويشرح أنّهم "وصلوا إلينا من خلال الصفقات مع ’جروبون‘ Groupon و’كوبون‘ Cobone وقالوا إنّ باستطاعتهم تقديم أكثر مما هو لدينا... وبالتالي قدّمنا الدعم لهم من خلال تزويدهم بعرضٍ مميّز". استمرّ هذا العرض لمدّة 20 يوماً، وشهد نحو 15 عملية حجزٍ مؤكّدة من خلال الموقع الإلكترونيّ للمنصّة.
بالحديث عن التمويل الذي حصلوا عليه من وادي السيلكون من شركة "أكسل بارتنرز" Accel Partners، وكذلك "أف أند سي للاستثمار الخارجية" F&C Overseas Investment في السعوديّة، يرى بهالا أنّه "يُظهر مدى حجم الفرص [في مجال تصميم باقات العطلات] وكيف يمكن الاستفادة من الفرصة لكي نصبح لاعباً مهيمناً في المجال الذي نحاول استهدافه".
حصلت الشركة الناشئة على هذا التمويل بعد الكثير من الاجتماعات المخطّط وغير المخطّط لها، حيث توجّه بهالا وفريقه إلى مكتب "أكسل" لتزويدها بآخر مستجدّات "هوليداي مي".
وفي البيان الذي أعلن عن جولة التمويل الأخيرة، ذكر فيصل النصار من "أف أند سي للاستثمار الخارجية" أنّ "هوليداي مي" تلبّي الحاجة إلى منصّة عصرية في منطقةٍ يعتبر إنفاق الفرد على العطل فيها من أعلى المعدلّات في العالم. يأتي ذلك في وقتٍ يتوقّع فيه أن يصل قطاع السياحة والترفيه في الإمارات إلى 237 مليار درهم إماراتي (64 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2026.
تضمّ الآن شركة "هوليداي مي" الناشئة نحو 150 موظّفاً يعملون في مكاتبها في دبي والرياض وبيون (الهند)، فيما تضمّ الوجهات الأكثر شعبية لديها كلّاً من جنوب شرق آسيا (ماليزيا، سنغافورة، تايلاند) وأوروبا.
لا ينسى بهالا أن يضيف أنّ شركته تخطّط للاستمرار في تحسين تكنولوجيتها والتجربة التي توفّرها للمستخدِمين، بالإضافة إلى بناء طرق جديدة ليبقى فيها العملاء أثناء جولاتهم السياحية على اتّصالٍ مع المندوبين. ويختم قائلاً: "نريد أن نصبح وكيل سفرٍ افتراضي يرافقك في مختلف الأوقات".
الصورة الرئيسية من "بيكسيلز.كوم" Pexels.com.