طلاب 'الجامعة الأميركية' أعادوا تشغيل بيروت
"في اللحظة التي تُدرك فيها أنّه يمكنك بناء أشياء وتغيير الأمور، فإنّك ترى شيئاً لا يُعجبك وتحاول التصرّف حياله، وتؤسّس شركة، وتوظّف الناس، ومن ثمّ لا عودة إلى الوراء".
هذا ما قاله الرئيس التنفيذيّ لـ"ومضة"، والمدير الشريك في "ومضة كابيتال" Wamda Capital، حبيب حدّاد، في 16 أيلول/سبتمبر أمام عشرات الطلّاب الجامعيين، مضيفاً أنّ "اليومَين المقبلَين سيتمحوران حول قدرتكم على القيام بذلك... جوهر العمل هو أن تجتمعوا سويّاً، وتصلون إلى فكرة، وتبنون فريق عمل، مع مكانية نقل ذلك إلى السوق".
شهدَت نهاية الأسبوع الماضي أوّل ماراتون أفكار من تنظيم "ومضة" و"الجامعة الأميركية في بيروت" AUB، حيث جمعَت الفعالية التي عُرِفَت باسم "ريبوت بيروت" Reboot Beirut العشرات من طلّاب هذه الجامعة وكلّفَتهم بالعثور على حلولٍ في أقلّ من 36 ساعةً لبعضٍ من التحدّيات التي يشهدها لبنان.
منذ يوم الجمعة، قسّم الطلّاب أنفسهم إلى ستّة فرَق يعالج كلٌّ منها موضوعاً مختلفاً من التلوّث، والرعاية الصحية، وركن السيارات، إلى الزراعة، ثمّ عملت تحت قيادة مرشدين وخبراء في القطاع، معظمهم من خرّجي "الجامعة الأميركية في بيروت"، لإرشادهم حول تطوير الأفكار، وتطبيقها، وتصميم استراتيجية الأعمال. وكان معظم المتبارين من طلّاب الهندسة في الجامعة، سواءً هندسة الكمبيوتر والاتصالات CCE أو هندسة الكهرباء والكمبيوتر ECE.
"عندما تخرّجتُ من هنا لم يكن هناك مثل [مارتون الأفكار] هذا... الكثير من الناس يمتلكون أفكاراً عظيمة ولكنّهم لا يعرفون كيف يبدؤون [أو أين يجدون الشخص المناسب]، والجامعة هي مكان ممتازٌ للانطلاق"، حسبما قال حسن صليبي، خرّيج "الجامعة الأميركية في بيروت" والشريك المؤسس لـ"رودي تيونر" Roadie Tuner، والذي شارك في الفعالية كمرشدٍ لى جانب مرشدِين آخرين مثل روديك حدّاد من "كوديكت" Coddict وعبد حلاوي من "فاين لاب" Vinelab.
من ناحية الفرق، طوّر أحد الفرق تطبيقاً أسماه "ماي نيرس" My Nurse لربط المرضى في المنزل بالممرّضين، وفاز بالمركز الأوّل وبجائزة ألف دولار أميركي. تكمن الفكرة في أنّه يمكن للمريض أو مَن يرعاه أن يفتح التطبيق، ويقرّر جنس الممرّض، والخدمات التي يحتاج إليها، والموقع الجغرافي، ثمّ يوصي التطبيق بممرّضين في مناطق مجاورةٍ استناداً إلى البيانات المدخلة، كما يقوم الممرّض بتسجيل مراحل تقدّم المريض ويستطيع المرضى تقييم الممرّض لدى مغادرته.
وبحسب الفريق الذي، فإنّ مثل هذا التطبيق يعزّز الاقتصاد التشاركيّ، ويمكن من خلاله توظيف الممرّضين بأسعار معقولةٍ أكثر من أيّ مكانٍ أخرى. وقبل تطوير التطبيق، أجرى أحد أعضاء الفريق مقابلاتٍ مع مرضى وصيادلة وممرّضين لتقييم الاحتياجات وحجم الطلب، ما جعل من أبحاث السوق هذه جذّابةً للجنة التحكيم التي شجّعت الفريق على تأنيمن حلٍّ لمشكلةٍ حقيقية يواجهها جمهورهم المستهدَف.
من ناحيته، فاز بالمركز الثاني وجائزة 500 دولار فريق "سبوتر" Spottr الذي قام بإرشاده روديك حدّاد ومايك كلارك، والذي بنى تطبيقاً ينبّه مجتمع "الجامعة الأميركية في بيروت" حصرياً حول توفّر موقفٍ عام للسيارة من خلال تنبيهات يُنشها المستخدِمون الآخرون. كانت فكرة هذا الفريق تقوم على وضع أجهزة استشعار في أماكن ركن السيارات، لكنّه غيّر محور عمله بعد استطلاع جمهوره حول تجربتهم في ركن السيارات.
تغيير الفكرة أو محور العمل هي من الأمور التي شجّع عليها المرشدون، بحيث نصحوا المشاركين بأن يكونوا منفتحين على جَوجَلة الأفكار والتوصّل إلى فكرةٍ جديدة. وبالتالي كان من الضروريّ الاستماع إلى احتياجات الجمهور المستهدَف وتكرار الفكرة على هذا النحو.
أمّا الفريق الآخر الذي تحوّل عن الفكرة الأساسية فكان الفريق الذي عمل على "قول" Quaol، صندوق تقييم التلوّث. في اليوم الأوّل، كان الفريق الذي تألّف من ستّ أشخاصٍ وقادَه محمد حيدر من "ومضة" يفكّر في حلٍّ لتعويض انقطاع الكهرباء من خلال توليد الطاقة من الدرّاجات الثابتة في الصالات الرياضية، ولكنّه استقرّ على فكرةٍ لجهازٍ يقيس نسبة التلوّث ويمكن استخدامه في المنازل والمدن. وبرّر الفريق أنّه من معرفة مستويات تلوّث الهواء والضوضاء، هي عامل مساعد لتقدير قيمة العقارات.
من ناحيةٍ ثانية، عمل فريقان آخران على التصدّي لمشكلة حركة المرور، أحدهما ابتكر تطبيق "بولمي" Poolme لتشارك ركوب السيارات والذي يعتمد نظام المكافأة حيث يمكن للسائقين والركّاب الحصول على نقاطٍ عن كلّ رحلة، ومن ثمّ يستبدلونها بتقديماتٍ أو حسوماتٍ من محطّات الوقود أو المطاعم أو الصالات الرياضية.
والفريق الآخر، "ريبايك بيروت" Rebike Beirut، اعتمد نموذج تشاركٍ معروفاً في لبنانن بحيث يستعين بمعرفة المحليين بنقاط الاختناق المرورية وأماكنها بحسب تسمياتها الشائعة ليدلّ المستخدمين على أمكنة مواقف السيارات ومحطات الدراجات الهوائية.
بدوره، طوّر فريق "شتلة" Shatlé الذي حلّ في المرتبة الثالثة جهازَ زراعةٍ رأسيةٍ vertical planting للاستخدام المنزليّ، بحيث يسمح بتعديل الضوء والرطوبة أوتوماتيكياً بحسب احتياجات النباتات. وفي حين يحمل الجهاز ميزةً إضافية تتمثّل في الجرس الذي يرنّ عند انخفاض مستويات المياه، فإنّ التطبيق المرافق للجهاز يسمح للمستخدمين بجمع البيانات عن النباتات وعمّا قد تحتاجه لتنمو بشكلٍ جيّد.
لتحديد الفائزين في يوم الأحد، استمعَت لجنة التحكيم إلى كلّ فريقٍ لمدّة خمس دقائق، ثمّ تناقشتَ فيما بينها لاختيارهم. وقدّم الجوائز الدكتور أيمن قيسي، الأستاذ والعميد المشارك في كلية الهندسة والعمارة في "الجامعة الأميركية في بيروت، وأحد مؤسِّسي شركة تطوير التكنولوجيا والاستشارات "سوجو 360" Saugo 360.
بدوره قال حسين سليمان، من فريق "ماي نيرس"، إنّ ماراتون الأفكار هذا كان "مفيداً لي لصقل أفكاري وتجسيدها في نموذج أوّليّ. سأعمل على هذه الشركة الناشئة، وأنتظر للحصول على تمويلٍ تأسيسيّ لتسريع وتيرة خطواتنا".
وفي ختام الفعالية، ناقش خرّيجو "الجامعة الأميركية في بيروت" الذين أنشأوا شركاتٍ ناشئةً خاصّة بهم التحديات والفرص المتاحة لتطوير أعمال تجارية شخصية، مؤكّدين على القيمة الكبرى والقدرة على الوصول إلى الموارد التي توفّرها الجامعات مثل "الجامعة الأميركية في بيروت" للطلّاب.
"لديك الكثير من الطاقة بين يديك، استخدمها فيما تُجيده،" قال حبيب حداد.
هل تحمّستَ لمعرفة المزيد؟ اطّلع على صفحتنا على "فايسبوك".