'جوجل' الكتب العربية المجانية ينتظر فرصة تسويقية
أن تبحث عن الكتب باللغة العربية على المواقع الإلكترونية المجانية، يعني أن تدخل دوامةً من الروابط الإلكترونية التي لا تنتهي، وقد تكون في بعض الأحيان غير آمنة. إلا أنّ شركة الإعلام الرقمي "كيوبيك كونكت" Cubic Connect وجدت حلاً لهذا الأمر من خلال ابتكار موقع "أوبن عربي" Open Araby.
يسعى Open Araby "أوبن عربي" الذي أُطلق في آب 2014، الى فرض نفسه كمحرك بحث ومنافس قوي في مجال البحث عن الكتب الالكترونية، متسلحاً بتوفيره المواقع التي تؤمن الكتب المجانية الكترونياً وبطريقة آمنة وسريعة، إذ يكفي ذكر اسم الكتاب أو الكاتب للحصول على المطلوب.
و"كيوبك كونكت" التي أطلقَت المشروع هي شركةٌ لبنانية تضمّ قرابة 10 موظّفين، تعمل في مختلف مجالات الإعلام الرقمي، ومنها بثّ وتوزيع حقوق المحتوى الإلكتروني، وتطوير وابتكار النظم الإلكترونية، وابتكار وتطوير تطبيقات الويب، والإعلان الإلكتروني، وخدمات القيمة المضافة للهاتف النقال.
وتشمل قائمة عملاء الشركة العديد من المنصات الإلكترونية وشركات الإتصالات.
ولادة الفكرة
"يواجه الباحثون عن الكتب المجانية على الإنترنت مشكلة عامة وهي أنّهم يجدون أنفسهم ينتقلون من صفحة إلى أخرى من دون الحصول على النتيجة المرجوة"، هكذا يختصر المدير التنفيذي لـ"كيوبيك كونكت"، بشار دوبا، الحاجة التي أدّت إلى إنشاء موقع "أوبن عربي".
وفيما يبدو أنّه اعتمادٌ على ريادة الأعمال داخل الشركة Intrapreneurship، يوضح دوبا أنّ المصمِّمة سارة حطيط، إحدى موظّفي "كيوبيك كونكت"، طرحَت فكرة "أوبن عربي" خلال إحدى الجلسات التي تخصّصها الشركة تحت عنوان "فرايداي بروجكت" Friday project (أي مشروع الجمعة) لتقديم الأفكار التي يمكن تطويرها للخروج بابتكاراتٍ جديدة ومميزة.
يكمن الهدف الأساسي لـ"أوبن عربي" في جمع المواقع الإلكترونية المختصة بالكتب المجانية على منصّةٍ واحدةٍ، وفي تسهيل عملية البحث للوصول إلى الكتاب المطلوب بسرعةٍ ومن دون عوائق. "هناك الكثير من المواقع التي تقدم كتباً مجانية، ولكن ما من منصّةٍ واحدةٍ للبحث في كلّ المواقع، كما أنّ الباحثين ينزعجون عندما يجدون أنفسهم أمام مشاكل مثل احتواء الملفّ الذي تمّ تنزيله على فيروسات"، على حدّ تعبير دوبا.
مراحل تنفيذ الابتكار
من أبرز التحديات التي واجهت فريق العمل عند تنفيذ الفكرة التي جاءت بها زميلتهم حطيط، كان تركيز هذه الفكرة ونقلها من إطارها الفكريّ إلى الإطار التنفيذي وبقالبٍ مفهوم.
وبحسب دوبا، "لم يكن تطوير الفكرة بحاجةٍ إلى الكثير من الوقت، حيث تمكّن فريق العمل من إنجازه في غضون أسبوعين تقريباً، لكننا كنا بحاجةٍ إلى الوقت لتركيز الفكرة وتفاصيلها كما طريقة عرض الكتب وفهرستها وتقديمها بأفضل طريقة".
بدأت تظهر معالم طريق الحلّ من خلال مفهومٍ أساسيٍّ استند إليه فريق العمل: الفهرسة.
ويوضح دوبا أنّ "الفكرة كانت من خلال القيام بفهرسة المواقع الأساسية التي تقدّم الكتب مجاناً، وبعدها كتابة واجهة التطبيق البرمجية API التي تسمح بإجراء بحثٍ مباشر عليها من دون أن تؤدي هذه العملية إلى روابط مكسورة broken links".
الصعوبات والتحديات
واجه الفريق عدّة تحدّيات، لكنّ التحدي الأصعب بعد تركيز الفكرة وتصميمها كان إيجاد المواقع الإلكترونية التي يمكن الحصول منها على كتبٍ مجانية وبطريقةٍ آمنة.
وتمثّلَت المشكلة الثانية في إيجاد الطريقة المناسبة لسحب المعلومات عن هذه المواقع بشكلٍ مباشر وسريع، في حين لا تقدم المواقع واجهةً برمجيةً مفتوحة open API.
أمّا الحل الجزئي فكان في أن يقوم موقع "أوبن عربي" بتحميل الصفحة الأولى من الكتاب، والرابط لكلّ موقعٍ أساسيٍّ آخر يوجد عليه الكتاب، ليتمكّن المستخدم من تنزيل الكتاب من الموقع الأساسيّ.
وعن طريقة سحب المعلومات من المواقع الأخرى ومدى قانونية هذا الأمر، يقول دوبا: "نحن لا نستضيف المواقع ولا ننسخ الكتب ونضعها على منصّتنا، بل نقوم بدور ’جوجل‘، أي نبحث على الموقع عن محتوياته ونقدمها لمستخدمينا".
بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة أخرى لا تزال تواجه "أوبن عربي" حتى الآن، وهي التسويق.
يشير دوبا في هذا الإطار إلى أنّ "فريق العمل حاول تسويق الموقع من خلال الإعلانات على المواقع الأخرى ولكنّه لم يلقَ تجاوباً، على الرغم من أنّ المواقع عادةً ما تسعى إلى خلق روابط فيما بينها لإثارة متتبعيها وتأمين كلّ حاجاتهم؛ ولكن يبدو أنّ الثقافة العربية تخاف المنافسة".
وعمّا إذا كان الفريق قد لجأ إلى طرق أخرى، يجيب دوبا أنّهم لجأوا "إلى بعض مواقع التواصل الاجتماعي ولكنّها ليست كافية وفعالة كالحصول على كفيل للموقع؛ وهذه المشكلة لم تُحَلّ حتى اليوم. حاولنا التواصل مع شركاتٍ كبيرة حتى في تونس، فأبدت إعجابها بالموقع لكنّها لم تتجاوب مع الموضوع".
خطط للتطوير؟
يزور الموقع حالياً حوالي 3 آلاف شخص شهرياً، غير أنّ فريق العمل لم يقرّر في الوقت الحاضر بعد بناء تطبيقٍ للهواتف الذكية قبل الحصول على دعمٍ مادّي، إذ يكتفون بشكل الموقع الحاليّ الذي يمكن استعماله على الهواتف الذكية.
"لا مصلحة لنا حتّى الآن في تصميم تطبيقٍ للهواتف الذكية، خصوصاً أنّه سيكون علينا أن نخصّص لكلّ نظامٍ تطبيقه الخاصّ، وأن نغير من رموزه البرمجية codes مع كّل تطوير في الوقت الذي لا يؤمّن فيه أيّ أرباحٍ لنا." يقولها دوبا بصراحة، مضيفاً أنّه "سبق لنا أن طوّرنا الموقع وهو الآن في نسخته الثانية".