المحتوى تربّع ملكاً على عرش 'عرب نت' بيروت
القاعة التي امتلأت بالحضور. (الصورة لـ حسنا فرنجية)
شكّل المحتوى (الرقمي) أبرز المواضيع التي تناولها مؤتمر "عرب نت" بيروت Arabnet Beirut لهذا العام، ولم يتطلّب الأمر تصريحاً من الرئيس التنفيذي لمجموعة "كوانتوم" Quantum Group، إيلي خوري، لمعرفة ذلك.
انعقدَت النسخة السابعة لهذا المؤتمر في بيروت ما بين الأول والثالث من شهر آذار/مارس، فجمعَت ما يقارب 1200 شخصٍ من قادة القطاع الرقمي والفاعلين فيه بالإضافة إلى 80 متحدّثاً، وذلك للمشاركة في ندواتٍ تناولت المحتوى الرقمي، وحالة الاستثمار، وحركة الصنّاع، وأبرز التوجّهات في وادي السيلكون.
خُصّص اليوم الأول لمطوّري البرامج حيث تمّ الحديث عن البرمجة والتصميم وكيفية تأسيس شركةٍ ناشئة تعنى بالأجهزة. أمّا اليوم الثاني الذي شهد تركيزاً على المحتوى الرقمي، فقد أقيمَت فيه أيضاً نشاطاتٌ موازية: ماراتون أفكار أتاح لكلّ رائد أعمال عرض فكرته خلال دقيقتَين، وعروض لشركاتٍ ناشئةٍ مختارة، وفقرة مخصّصة للصنّاع تضمّنت مسابقةٍ للروبوتات وورش عمل حول إعداد النماذج الأولية وكلماتٍ عن إنترنت الأشياء والأجهزة القابلة للارتداء.
وبينما انتهى هذا اليوم مع بعض الموسيقى التي قدّمها الفنان الكويتي "+عزيز" +Aziz، ركّز اليوم الثالث والأخير على حركة الصنّاع والطباعة ثلاثية الأبعاد والصانعين الكبار مثل "جنرال إلكتريك" GE، بالإضافة إلى الإعلان عن أسماء الفائزين في المسابقات.
في الأماكن المخصّصة للعرض، وإلى جانب الشركات الناشئة وشركتي الاتّصالات اللبنانيتين "تاتش" Touch و"ألفا" Alfa، برز حضور البنوك بكثرة مثل "مصرف لبنان المركزي" و"بنك عودة" Audi Bank و"بنك البحر المتوسط" Bank Med و"بنك الموارد" Al-Mawarid - وهو أمرٌ نادرٌ ما نراه في الفعاليات المخصّصة للشركات الناشئة وريادة الأعمال.
المال ثم المال ثم المال (الصور من "ومضة")
وفي خطوةٍ ذكية، خصّصت شركة "ألفا" غرفةً صغيرةً يمكن لروّاد الأعمال أن يعرضوا فيها أفكارهم على الشركة بشكلٍ ’أسرع من إنترنت الجيل الرابع 4G‘؛ أي خلال 90 ثانية وحسب، ثمّ سيحصل الفائز على جائزةٍ بقيمة 5 آلاف دولار من الشركة.
جمعَ مؤتمر "عرب نت" روّاد أعمالٍ من مختلف أنحاء المنطقة، فحضرَت شركات النشر عبر الإنترنت "كتبنا"Kotobna ، و"نونجام" Noongam التي تنشر مجلّة الرسوم المصوّرة "مجنون" Magnoon، بالإضافة إلى بعض الروّاد العراقيين مثل مؤسّس "فكرة سبايس" FikraSpace علي إسماعيل، ومؤسِّس "فكرة ستور" FikaStore مروان جبار، وهو كاتب لدى "ومضة" أيضًا.
أمّا من لبنان، فكان بين بين الشركات الناشئة "شيف إكسشانج" ChefXChange لطلب طاهٍ شخصيّ، وتطبيق السفر ضمن مجموعة "جروب تريب" GrupTrip، بالإضافة إلى "مينيو" Menu لتصميم الويب والتي انطلقَت رسمياً في اليوم الثاني من الفعالية.
المحتوى الرقميّ هو كأيّ محتوى آخر
خلال الندوات التي تناولت الإعلانات أو إنشاء الفيديوهات أو حتّى الحوار مع إيلي خوري الرئيس التنفيذي لمجموعة "كوانتوم" Quantum Group، كان المحتوى الرقمي محور الأحاديث الأساسي.
ركّزت الحوارات على ندرة المحتوى الجيّد في لبنان، فأشارَت المنتِجة المستقلّة ومؤلّفة مسلسل "شنكبوت" Shankaboot الذي يُعرَض على الإنترنت، دنيز جبور، إلى انّ الهواتف الذكية خفّضَت من قيمة محتوى الفيديو. وقالت إنّ من الأفكار الخاطئة التي لدينا هي أنّ "الفيديو الذي يُعرَض على الإنترنت هو من النوعية الرديئة،" في وقتٍ يمكن لأيٍّ كان أن يصوّر فيديو بكاميرته الخاصّة على هاتفه الذكيّ.
أمّا خوري، فقال خلال الحوار معه إنّه يوجد نقص في دعم المحتوى المكتوب من جهة الناشرين لأنّ هؤلاء يفضّلون إنفاق المال أكثر على المحتوى المخصّص للتلفزيون، مضيفاً أنّ وسائل التواصل الاجتماعي لا تقلّل من أهمّية المحتوى المميّز.
عمر كريستيدس، الرئيس التنفيذي لـ"عرب نت" (إلى اليسار) يحاور إيلي خوري الرئيس التنفيذي لـ"كوانتوم" حول المحتوى الرقمي.
وشرح قائلاً إنّ "الكتابة باتت رديئة، لأنّ الناس يريدون إنشاء [المحتوى] بسرعة، ولا يولون أهمّيةً للتفاصيل." ومن جهةٍ أخرى، أضاف أنّ "المحتوى المميز سيكون حاضراً دوماً بالتوازي مع المحتوى المخصّص لوسائل التواصل الاجتماعي، فلا أحد يمكن ان يلغي الآخر."
هذا وأضاف أنّ الوضع في لبنان ليس مساعداً، معتبراً أنّه من الصعب الحصول على مواهب من الخارج بسبب أزمة النفايات والحالة السياسية في البلاد.
الإعلانات المدمجة
من المواضيع الأخرى التي برزت في اليوم الثاني من "عرب نت" كان الإعلانات المدمجة native advertising، حيث يستفيد الناشرون من المحتوى للترويج لعلاماتٍ تجاريةٍ أخرى من دون أن يظهر ذلك بوضوح.
وبحسب مديرة الإنتاج ومديرة قسم الإعلانات في "مجموعة شويري" Choueiri Group، كارول متى، فإنّ ذلك يمكن أن يكون عبر "دمج المحتوى في الموقع الإلكتروني لتقديم معلوماتٍ ذات صِلة من دون تغيير سلوك القرّاء على الإنترنت." وبهذه الطريقة، يحصل المتصفّحون على إعلاناتٍ ذات صِلة بما يقرؤونه وما يهتمّون به.
في المستقبل، سيتمّ دمج الإعلانات الأصلية ضمن أجهزة الواقع الافتراضي مثل جهاز "أوكولوس" Oculus Rift، ولوحات الإعلانات الذكية. ولكن في الوقت الحالي، ما زال الفيديو يعتبَر الشكل الأكثر فعاليةً، بحسب العرض الذي تحدّث عن الإعلانات المضمنة.
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي البيانات الضخمة دوراً كبيراً في تحديد القرارات التي يتخذها المعلِنون. وبحسب ديرك هنكي، مدير الأسواق الناشئة في شركة الإعلانات "كريتيو" Criteo، بات اليوم "خبراء الرياضيات" هو من يغيّر قطاع الإعلانات لأنّهم يعلمون كيف تُعلَج البيانات في سبيل اتّخاذ القرار دقيقةً بدقيقة تجاه سلوك المستهلِك."
ابقوا على اطّلاع لمزيدٍ من التحديثات حول "عرب نت"، حيث سيُعلَن عن الشركات الناشئة الفائزة.