'لوندري بوكس' توسّع خطة أعمالها لتقدّم مظلة واسعة من الخدمات
لا شكّ أنّ خطة الأعمال التي اعتمدتها شركة "لوندري بوكس" LaundryBox ومثابرة مؤسّسها، حملَتها لتحتلّ المرتبة الثالثة ضمن أكثر الشركات الناشئة الواعدة في الإمارات العربية المتحدة، بحسب تصنيف "فوربس" Forbes لعام 2015.
يعتمد هذا التصنيف على مبلغ المال الذي جمعته الشركة الناشئة وفريق العمل والنفاذ إلى السوق وتصنيف الموقع الإلكتروني وعدد الموظفين.
عامَان مرّا على إطلاق هذه الشركة الناشئة التي تقدّم خدمة "المصبغة المعاصرة" بفضل نظام خزاناتٍ آليّ وذكي، يسمح للمستخدم بإيداع وتسلّم ملابسه ساعة يشاء من مكان سكنه أو عمله بطريقةٍ سهلة وبسيطة وسريعة. ويبدو أنّ الأمور تسير على خير ما يرام، بحسب المؤسِّس بدر الكالوتي الذي أكّد لنا أنّ أداء الشركة فاق كلّ توقّعات الفريق من حيث الأموال التي جمعها والعائدات والتوسّع والخطط المستقبلية.
وبالفعل، فإنّ "لوندري بوكس" التي بدأت في 25 مبنى معظمها في وسط دبي، والتي كانت تجذب أكثر من ألف زبون وتضمّ 20 موظفاً تقريباً، باتت اليوم متوفّرة في أكثر من 70 مبنى في مختلف أنحاء دبي.
"وسّعنا خدماتنا إلى مناطق مختلفة لاسيما ‘دبي مارينا‘ Dubai Marina، و‘جزيرة النخلة‘ The Palm و‘مجمع الروضة‘ The Greens وأبراج بحيرات جميرا Jumeirah Lake Towers وغيرها،" وفقاً للكالوتي. كما أنّ الشركة باتت اليوم تضمّ فريق عملٍ من 65 شخصاً بمَن فيهم السائقين والإدارة وقسم تكنولوجيا المعلومات، وتجذب نحو 7 آلاف زبون.
لا تكتفي "لوندري بوكس" بـنظام الخزائن الذكي والآلي، لا بل صمّمت أيضاً تطبيقاً "على أسلوب ‘أوبر‘ Uber"، كما يصفه الكالوتي، من أجل توفير الخدمات لكلّ مَن لا يجدون الخزائن بالقرب منهم. ويشرح لنا الأمرَ قائلاً: "أطلقنا التطبيق قبل 6 أشهر تقريباً وتمكّنا من جذب أكثر من 3 آلاف زبون لديهم الحرية في اختيار الوقت الذي يناسبهم والدفع والقيام بكلّ الاجراءات بواسطة التطبيق."
ويتابع الكالوتي مضيفاً أنّ "الأشخاص الذين تتوفّر لديهم الفرصة لاستخدام الخزائن الآلية أو التطبيق ما زالوا يفضّلون الخيار الأوّل، لأنّهم لا يتواصلون أو ينسّقون مع أحد ويفضّلون الأتمتة الكاملة 24 ساعة وعلى مدى أيام الأسبوع." ويشير أيضاً إلى أنّ "نظام الخزائن الآلي حتّى لو ما زال أداةً قوية بالنسبة لنا، إلّا أنّنا لا نستطيع أن نتواجد في كلّ مبنى. وبالتالي، إذا أراد الزبائن اللجوء إلى خدماتنا يمكنهم أن يستخدموا التطبيق لأنّنا من الشركات النادرة التي تمتلك تطبيقاً وخدمات غسل الملابس الخاصّة بها وبمعايير جودة عالية."
بالإضافة إلى كلّ ذلك، نجحت "لوندري بوكس" في تبيع أوّل امتيازٍ لها franchise الشهر الماضي لتحقّق أول توسّع لها خارج دبي، أي في قطر حيث من المتوقّع أن تتمكّن شركة "صندوقي أل أل سي" Sandooki llc من إطلاق الخدمات في الربع الأوّل من العام المقبل، في وقتٍ ويساعد فريق العمل في دبي على التدريب واتباع الاجراءات اللوجيستية ومعايير الجودة.
ويقول لنا الكالوتي في هذا الشأن: "لدينا العديد من طلبات الامتياز، لكنّنا نريد أن نطلق الخدمة أولاً في قطر ونتأكّد من أنّ الإجراءات تسير على خير ما يرام، ثمّ نبيع المزيد من الامتيازات العام المقبل."
وفي ما يتعلّق بجني الأموال، يخبرنا المؤسِّس من دون أي يكشف لنا عن حجم العائدات المحدّد بأنّ "لوندري بوكس" تجني الأموال ولكنها لا تُحقق الأرباح بعد لأنّ كلّ الأموال يتمّ استثمارها لتطوير الشركة. ويضيف أنّه "لا يهمّنا تحقيق الأرباح الآن، بل تحقيق الحدّ الأقصى من الإيرادات لإعادة استثمارها في الشركة. ونحقّق ذلك بشكل جيد جداً."
بعد أن جمعت "لوندري بوكس" مبلغ 1.3 مليون دولار من 9 مستثمرين أفراد في الجولة الأولى من التمويل و1.4 مليون دولار من "مجموعة الزرعوني للاستثمارات" في الجولة الثانية، نظّمت جولةً ثالثة نجحت فيها بجمع مليونَي دولار وفّرها المساهمون الذين اشتروا المزيد من الأسهم و"مجموعة الزرعوني" بالإضافة إلى دخول "مينا فنتشور إنفستمنتس" MVI ومستثمرَين أفراد.
يخبرنا الكالوتي أنّ هذا المبلغ سيتمّ استثماره من أجل "إعداد وإطلاق برنامج الامتيازات، والتوسّع إلى مواقع اضافية وبدء حملة تسويقية (حملة رقمية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي هي الأولى منذ تأسيس الشركة) وتطوير المنصّة الجديدة ‘ماي بوكس‘ MyBox."
ما هي "ما بوكس"؟
يرى الكالوتي أنّ "ماي بوكس" هي تطوّرٌ طبيعي لخطة الأعمال، ويشرح قائلاً: "أدركنا أنّ النظام الذي ابتكرناه والتكنولوجيا التي طوّرناها يمكن استخدامها لتسهيل خدمات وسائل الراحة conveniences أخرى وليس فقط خدمة غسل الملابس. ونحن نملك الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا بالإضافة إلى الخزائن التي تشكّل آلية توزيع وقاعدة زبائن سيستخدمون خزائننا لخدمات أخرى."
فيما ستنطلق "ماي بوكس" بداية العام المقبل، يشدّد الكالوتي على أنّ "لوندري بوكس" ستكون خدمةً من الخدمات المختلفة التي تقدّمها العلامة التجارية "ماي بوكس". ويشرح أنّ "الفكرة كلّها تكمن في تقديم مظلة خدمات مريحة في بوابة واحدة وكأننا نوسّع خدماتنا أفقياً مستخدمين البنى التحتية ذاتها والمبدأ ذاته، ألا وهو الأتمتة الكاملة لكلّ العملية."
إلى جانب "لوندري بوكس"، ستتضمّن المنصّة الجديدة "ستوراج بوكس"Storage Box من أجل توفير خدمة تخزين الملابس أو أيّ شيء في مكانٍ آمن ثم ّإعادتها للزبون بعد تنظيفها حينما يشاء. كما ستشمل أيضاً "شو بوكس" Shoe Box لكلّ الخدمات المتعلقة بالأحذية، و"تايلور بوكس" Tailor Box لخدمات الخياطة، و"شاريتي بوكس" Charity Box لوهب الملابس للجمعية الخيرية التي يختارها الزبون.
ولتوفير هذه الخدمات الجديدة، يخبرنا الكالوتي أنّ "ماي بوكس" ستعقد شراكاتٍ مع خيّاطين معروفين وجمعيات خيرية واسكافيين، غير أنّها ستتولّى الخدمات اللوجستية والتواصل، مشدداً على أنّ الشركة "ستتحكّم بكلّ الرحلة لتكون مريحة ومعاصرة جداً."
ستنطلق "ماي بوكس" على مراحل ويرافقها إطلاق موقعٍ جديد في الأشهر المقبلة، إلّا أنّ هذه الرحلة في تطوير خطة الأعمال والخدمات كانت صعبة. وذلك لأنّ الأمر، على حدّ قول الكالوتي، أشبه بإطلاق شركة جديدة من الصفر لاسيما أنّ كلّ خدمةٍ لها ديناميكية مختلفة. "فلا بدّ من فهم كلّ واحدة منها وابتكار نظام يتناسب معها جميعها، ممّا تطلّب الكثير من الأبحاث والتطوير" لاسيّما في قطاعٍ تقليديّ غالباً ما تميّز باللمسة البشرية.