3 استراتيجيات لاستعادة مستخدميك غير النشطين [رأي]
إنّ إبقاء مستخدمي تطبيقك نشِطين فنٌّ وعلمٌ في الوقت عينه. (الصورة من eventasticme.com)
خلال عملي مع "أبس جورو" AppsGuru، رأيتُ شركاتٍ كثيرةً تطوّر تطبيقاتٍ لا تُعدّ ولا تُحصى، غير أنّ القليل منها فقط اكتشف الطرق الملائمة لإشراك الجمهور.
مع وجود ملايين التطبيقات في مختلف المتاجر الإلكترونية، ونظراً إلى المنافسة الشديدة الموجودة اليوم على ساحة الهواتف النقالة، يصعب على الشركات الناشئة الحفاظ على مستخدميها نظراً إلى أنّ الكثير غيرها ينافسها للاستحواذ على اهتمامهم. ثلاثة أرباع الوقت الذي يمضيه المستخدمون في استخدام التطبيقات، تستحوذ عليه "فايسبوك" Facebook و"يوتيوب" YouTube و"تويتر" Twitter و"إنستجرام" Instagram مجتمعةً. وذلك يعني أنّه لا بد لك التفكير ملياً في إيجاد السبل الملائمة لزيادة استخدام العملاء لتطبيقك.
ومن هنا، فإنّ معدّل الحفاظ على العملاء retention rate من أهمّ مقاييس قيمة التطبيقات ونجاحها. وبالتالي، فالتركيز على تفعيل عمل مستخدميك البعيدين عن تطبيقك سيعود عليك بالربح ويضعك على الطريق الصحيح نحو النموّ.
معدّل غياب العملاء churn rate هو نسبة المستخدمين الذين توقفوا عن استخدام تطبيقك ضمن فترة معينة من الوقت.
وفي عالم التطبيقات، غالباً ما يكون معدّل الغياب مرتفعاً نسبياً، حيث أنّ عدداً كبيراً من الناس ينزّلون التطبيقات ويتوقفون عن استخدامها في نهاية المطاف.
ومع ذلك، يحتفظ بعض هؤلاء المستخدمون بهذه التطبيقات ويمكن الوصول إليهم. وباعتماد الخطوات الملائمة، يمكن تحويلهم إلى مستخدمين ناشطين من جديد.
يكمن المفتاح هنا في معرفة الطريقة الصحيحة لبلوغ هؤلاء المستخدمين من دون إزعاجهم برسائل إلكترونية غير مرغوبة، أو بإشعاراتٍ عديمة الجدوى تتضمن جملاً مثل "مرحباً، أين كنت مؤخراً؟" فالاستراتيجية الصحيحة للنجاح في إعادة التواصل مع هؤلاء هي بإعطائهم شيئاً يفيدهم لكي يعودوا إليه.
الابتسامة هي ما يجب على كل مطوري التطبيقات أن يسعوا إلى تحقيقه. (الصورة من developer-tech.com)
إليك مثال عن سيناريو: لقد أطلقت للتوّ تطبيقك أو أنّه موجود في متجر التطبيقات منذ فترة، وبعدما حلّلت الإقبال عليه وجدت أنّه تم تنزيله ألف مرة مثلاً وأنّ 10% من مستخدميك هم مستخدمون ناشطون كلّ شهر، وأنّ 70% من الذين نزّلوا التطبيق ما زالوا يحتفظون به على هواتفهم.
سوف تستنتج من الأرقام أعلاه أنّ لديك مئة مستخدم فقط يستخدمون تطبيقك كل شهر، وأنّ معدّل الغياب يصل إلى 90%. ومع ذلك، فإنّ 700 مستخدم لا يزالون يملكون التطبيق على هواتفهم وينتظرون أن تتواصل معهم. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف تتواصل معهم؟
تتوفّر أمامك خيارات عدّة:
الإخطار اللحظي بالرسائل Push notifications: استهدِف المستخدمين بحسب اهتماماتهم ومواقعهم الجغرافية لتنمّي حسّ ولاءٍ لديهم تجاه تطبيقك، وحافظ على تواصلٍ دائم مع مستخدميك من دون أن تزعجهم برسائل غير مرغوبة كلّ يوم، فعليك هنا أن ترسل الرسالة المناسبة للشخص المناسب في الوقت المناسب.
وتقوم منصة بثّ الفيديو الإلكترونية "نت فليكس" Netflix بعملٍ ممتاز هنا في تشخيص رسائلها لمستخدميها. فبدلاً من أن ترسل لكلّ المستخدمين رسالةً في كلّ مرة تُطلق حلقة جديدة من أيّ برنامج، يتلقى المستخدمون رسائل فريدةً حول برامج محدّدة يشاهدونها هُم، مثل رسالة "بات الموسم الثاني من House of Cards متوفراً الآن على ‘نت فليكس‘."
في المقابل، الرسائل التي يسهُل تجاهلها مثل رسالة "تفقّد ما حصل الأسبوع الفائت في محيطك المهني" من "لينكد إن" LinkedIn، تُعرِّف عمّا تفعله الشركة ولا تقدّم أيّ قيمةٍ مضافة للمستخدمين أو سببٍ وجيهٍ لينقروا عليها.
ابنِ جماعة متينة: ابنِ جماعةً من متابعي تطبيقك وأشركهم على الدوام من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لحثّهم على التواصل مع مستخدمين آخرين ومشاركة مشاعرهم معهم. عليك التفكير في كيفية بناء علامةٍ تجارية وتوسيعها بدلاً من بناء تطبيقٍ فحسب.
مثلاً، قرّر موقع "سبورت.كوم" Sport.com الذي لديه أكثر من 30 تطبيقاً حول الصحة واللياقة البدنية يصل عدد تنزيلها مجتمعةً إلى 45 مليون مرة، أن يُضيف ميزة اجتماعية على منتجاته.
وتطبيق "فيت أن شير" FitNshare يمكّن مستخدميه من تشارك صورٍ تحفيزية وملهمة، كما وصورٍ عن التقدّم المحرَز مع غيرهم من المستخدمين، والقيام بذلك بنى لهم جماعةً متينة. وبذلك بات يتسنّى أمام المستخدمين محتوياتٍ جديدة كلّما دخلوا التطبيق، وتفقّدهم الدائم هذا للتقدّم الذي يحرزه أصدقاؤهم يزيد من مشاركتهم كما يزيد من معدّل حفاظك على مستخدميك.
أعِد استهداف عملائك: زِد من القيمة العمرية لمستخدميك lifetime value على تطبيقك، عبر تشجيعهم على إمضاء المزيد من الوقت في استخدامه. ويكمن السرّ هنا في إشراك جمهورك باستمرار عبر حملات إعلانية مشخصة أو مزايا جديدة أو رموز يحصلون من خلالها على حسومات discount codes.
ويختلف النهج الذي يجب أن تعتمده من تطبيق إلى آخر، فالنهج الذي قد يعتمده تطبيقٌ معنيٌّ بزيادة الإنتاجية productivity app يختلف على الأرجح عن النهج الذي يجب أن يعتمده تطبيقٌ يقدّم الخدمات. لذلك، عليك القيام دوماً بأبحاث حول تصرفات مستخدميك وتعديل استراتيجيتك بما يتناسب مع احتياجات عملائك.