'تورن 8' تخرّج دفعتها الرابعة من الشركات الناشئة
أفكارٌ مبتكرة، خطط أعمال "شرعية"، فريقٌ تأسيسيّ قويّ ومتماسك؛ هذه بعض القيم التي وجدَتها أو بالأحرى تبحث عنها مسرّعة الأعمال "تورن 8" TURN8 في الشركات الناشئة التي تنضمّ إلى برنامجها، والتي قدّمَت سبعةً منها مؤخّراً في الدفعة الرابعة من الشركات المتخرّجة، خلال "يوم عروض تورن 8" الذي نُظِّم في الثالث عشر من الشهر الجاري، في فندق "جروفنور هاوس" Grosvenor House في دبي.
"الشركات الناشئة في هذه الدفعة متنوّعةٌ ومتعدّدة الجنسيات ومختلفةٌ تماماً عن الدفعات السابقة." (الصور لباميلا كسرواني)
لم يمضِ سوى عامَين على إطلاق مسرّعة النموّ "تورن 8" كمبادرةٍ من "موانئ دبي العالمية" DP World، إلّا أنّ مدير البرنامج كمال حسن (الصورة أدناه) اعتبر أنّ الجهود بدأت تعطي ثمارها، وشرح ذلك قائلاً: "33% من الشركات الناشئة التي انضمَّت إلينا تخرّجَت وحصلَت على تمويلٍ واستثماراتٍ بلغَت مليوناً ونصف مليون دولار." ولم يتوقّف حسن عند هذا الحدّ، إذ كشف عدّة أرقام تعكس سعي "تورن 8" لتلبية المطالب المتزايدة في البيئة الحاضنة منذ انطلاقها عام 2013. وأكّد أنّ "عدد الطلبات التي نتلقّاها ونراجعها يزداد بنسبة 200%، وعدد الدول التي تتقدّم منها الشركات يرتفع أيضاً، والمستثمرين الذين يُبدون اهتماماً بتمويل الشركات زادوا بمقدار 5 أضعاف."
وبحسب حسن، لا تضمّ هذه الأرقام الدفعة الرابعة من الشركات الناشئة التي وصفها بأنّها "متنوّعةٌ ومتعدّدة الجنسيات ومختلفةٌ تماماً عن الدفعات السابقة."
وفي دردشةٍ على هامش الفعالية، كشف لـ"ومضة" أنّ الشركات الناشئة مرَّت بعمليةٍ وبرنامجٍ صارمَين. فإذا انضمَّت الشركة إلى البرنامج، لا يعني الأمر أنّها ستتخرّج حتماً. "فقد بدأنا الدفعة بعشر شركاتٍ ناشئةٍ، إلّا أنّ عدد الشركات التي عرضَت أفكارها اليوم سبعة فقط. نريد أفضل النوعيات، ونريد أن تصعد أفضل التفاحات على المسرح وتقدّم عرضها." كذلك اعتبر أنّ هذه الدفعة تمتاز بأنّها "تضم شركاتٍ متقدّمةً في مسارها، تمّ اختيارها لضخّ الطاقة والتأثير الإيجابيَّين، على غرار ‘ميلتو‘ الذي جمعَت كلّ الأموال التي تحتاجها مثلاً." وأضاف أنّ غالبية هذه الشركات تمتلك خطّة أعمالٍ واضحة، وقد دخلَت الأسواق وبدأَت بجذب المستخدِمين.
من هي هذه الشركات الناشئة إذاً ؟
- "كيب فيزيون" KeepVision، تطبيق يساعد على مراقبة نظر الأولاد عبر الهواتف أو الأجهزة اللوحية الذكية
- "باك" Paack، تطبيق للهاتف المحمول يقدّم حلاً للتجارة الإلكترونية بفضل توفير فرصة للتجار بتوصيل المنتَجات خلال ساعتَين من الوقت
- "بريسيلا" Presella، منصّة التذاكِر الإلكترونية التي تهدف إلى تسهيل عملية تنظيم الفعاليات
- "ناكست مارت" Nextmart، منصٌّة متعدّدة الاستخدامات تساعد المستهلك على اختيار وطلب المنتَجات من أي سوبرماركت أو متجر بقالة قريب منه
- "سواب هوليكس" Swapppaholics، منصّة تفاعلية تمكّن الأفراد والشركات من تبادل المنتَجات والخبرات والخدمات
- "بالتاو" Paaltao، سوق للمنتجات المصنوعة يدوياً تساعد الحرفيين والفنانين على بيع منتجاتهم والتواصل مع أكبر عددٍ من الزبائن
- "ميلتو" Meltoo، سوق للأغراض المستعملة تختلف عن الأسواق الالكترونية الأخرى من حيث أنّها تستهدف الأفراد الذين يبيعون الأغراض والأشياء الصغيرة
حضرَت هذه الشركات السبعة من مختلف الدول كلبنان والجزائر وروسيا والهند وجورجيا وإسبانيا، وللمرة الأولى من غانا، حيث كشف لنا حسن عن نيّة "تورن 8" بتنظيم المزيد من الفعاليات في القارّة الأفريقية لجذب الشركات الناشئة إلى دبي. وفيما اشار إلى أنّ هذه الفعالية ضمّت في صفوف جمهورها مستثمرين من السعودية والولايات المتّحدة ودول أخرى من المنطقة، أعرب عن ظنّه بأنّ "حرّ حزيران، حال دون مجيء العديد منهم." ثمّ تابع قائلاً: "ولكنّنا سعداء برؤية وجوهٍ جديدةٍ، ما يعكس شعبية برنامج تسريع النموّ المتزايدة بالإضافة إلى اهتمام المزيد من الشركات الكبيرة في الاستثمار بالشركات الناشئة إلى جانب المستثمرين التأسيسيين."
وإلى جانب عرض الشركات الناشئة، شارك الرئيس التنفيذي لشركة BMGI، دافيد سيلفرستين، تجربته واهتمامه بعالم روّاد الأعمال، مشدّداً على أنّ لا وجود لوصفةٍ سحريةٍ للابتكار وريادة الأعمال اللذَين لم يتغيّرا منذ مئات السنوات، لا بل ضرورة أن يثق رائد الأعمال بنفسه حتى لو خذله الجميع، وأن يتحلّى بالصبر." وضرب مثالاً بـ‘باندورا‘ Pandora التي عرضَت فكرتها أمام 300 مستثمر قبل الحصول على مستمثر، أو حتى "والت ديزني" Walt Disney الذي طُرد من صحيفةٍ لافتقاره للإبداع وحمل خمس شركات للإفلاس قبل أن يعرف النجاح.
لم يكن حفل التخرّج جدّياً إلى هذه الدرجة، بل تخلّله فقرات تسلية حيث قدّم ساحرٌ عرضا أشرك الحضور فيه ليضفي طابعاً من المرح، وذلك قبل عشاءٍ شكّل فرصةً للتعارف وبناء العلاقات والتعرّف أكثر على الشركات الناشئة.