إيران تطلق مسرعة نمو جديدة
منذ عام تقريباً، نشر محسن ملايري على قسم التدوينات في ومضة، أن انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني كان بُشرة خير للبيئة الحاضنة الريادية الشابة في البلاد. ولكن هذا الريادي الإيراني ليس من النوع الذي ينتظر التغيير السياسي، فأسس "أفاتيك" AvaTech أول مسرعة نمو في البلاد.
وقال: "هناك شريحة كبيرة يزيد اهتمامها بالشركات الناشئة" من جانبي الرياديين والمستثمرين وعلى المستويين المحلي والدولي. ويشرح أن "الأمور بدأت تتحرّك الآن في إيران". ويعتقد أن الوقت مناسباً لمكان يجتمع فيه الرياديون والشركات الناشئة ويحصلوا على الدعم، ما من شأنه أن يساعد في تدفق الصفقات على المستثمرين.
غير أنه ليس الوحيد الذي يعمل على هذه الفكرة. فهناك أيضًا منظمتان يمكن القول إنهما مسرعات نمو، لكن ليس من المعروف سواء كانتا مسرعات نمو أو صناديق تمويل أيضًا إلا أن الأمران ضرورين.
قامت "مابس" MAPS بتدريب وإرشاد شركتين ناشئتين استثمرت فيهما منذ عامين وهذا يجعلها أقرب إلى مسرعة نموّ. تقوم الآن مجموعة "دموند" DMOND (علامة تابعة لـ"بلاغ أند بلاي Plug and Play) بتقديم خدمات تسريع نموّ مدتها ثلاثة أشهر للشركات الناشئة، وستستثمر بعدد من الشكرات الناشئة عبر برنامج آخر مدته ستة أشهر: أي برنامج تسريع كامل مدته تسعة أشهر. كلّ من هاتين المسرعتين لا تملك حضورًا لها على شبكات التواصل الاجتماعي، موقعيهما الإلكترونيين غير محدثين ولا تعلنان عن أسماء شركاتهما إلى العلن.
بحسب "تيك كرانش" TechCrunch، ستنطلق مسرعتا نمو جديدتان قريبًا. وحتى الآن، كان على الرياديين المهتمين بنقل أفكارهم إلى مسرعات نمو، أن يقدموا طلبات في بالخارج، بمساعدة برنامج التسريع المسبق "ستارتب نكست ايران" Startup Next Tehran.
ولكن حالياً، وبفضل "أفاتيك"، أصبح بمقدور الشركات الناشئة التقنية التي لا تزال في مرحلة التأسيس، ولديها نموذج عمل أولي، وتبحث عن الدعم، أن تبقى في إيران. وسوف تقبل المسرعة الطلبات لمدة أسبوعين إضافيين حتى 15 أيلول /سبتمبر على أن يبدأ أول صف في أواخر الشهر الجاري. ويقول ملايري إن المسرعة التي يعني إسمها "الصوت الفريد" بالفارسي ("أفا" تعني صوت و"تيك" تعني فريد) تلقّت حتى الآن 80 طلباً وتتوقع الوصول الى 100.
تتبع المسرّعة نموذجاً مشابهاً لنموذج "أويسس500" Oasis500 و"فلات6لابس" Flat6labs في عمّان والقاهرة على التوالي، حيث تقدم المسرّعة التمويل والإرشاد ومساحة العمل ولكن فقط بعد أن تمر الشركات الناشئة التي يتم اختيارها، بمرحلة استباقية مجانية للتسريع (للمزيد من التفاصيل عاين لائحة المسرعات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا).
مساحة العمل المشترك لا تزال قيد الإنشاء
ويقول ملايري إن هذه المرحلة "ضرورية جداً" نظراً إلى أن مفهوم التسريع جديد في إيران. "نحن نريد أن يشعر الرياديون بقيمة التسريع، وفي الوقت نفسه نريد أن نرى مستوى التزام هذه الفرق وكيف تعمل، لتقييم أفضل لإمكانياتها ورؤيتها".
ويتابع أن "هذا مختلف بعض الشيء عما قد تراه في "واي كومبينايتور" YCombinator أو "تيك ستارز" TechStars، لأنهما تعملان في فضاء ناضج. ونحن نريد أن نأتي بشيء متناغم مع مجتمعنا". وسوف تقدم المسرعة تدريباً وإرشاداً خلال المرحلة الأولية.
في حالة "أفاتيك"، تنتقل 10 فرق فقط من أصل 20 تشارك في هذا البرنامج الاستبقاي، إلى مرحلة التسريع الحقيقية.
وتشارك الفرق العشرة التي اختيرت، في برنامج تسريع نمو مدته أربعة اشهر بالإضافة إلى حصولها على التمويل. ولكن قيمة الاستثمار الذي تقدمه "أفاتيك" منخفضة نسبياً.، اذ يصل إلى 25 مليون تومان (8000 دولار تقريباً) مقابل 15% من الحصص مقارنة بـ31 ألف دولار من "أويسس500" مقابل حصة بنسبة 5 إلى 20% و15 ألف دولار من "فلات6لابس" مقابل حصة 10 إلى 15%. ويعتقد ملايري الذي أشار إلى "أن بإمكانك أن تعيش بشكل جيد في إيران بـ200 إلى 400 دولار شهرياً"، أن هذا المبلغ، أي 8000 دولار، يجب أن يكون كافيا لإدارة شركة ناشئة لمدة أربعة أشهر نظراً إلى أنهم ليسوا قادرين على فرض رسوم على الشركات الناشئة مقابل الخدمات والمساحة.
بعد الفترة الأولية، ستكون الشركات الناشئة نظرياً قادرة على جمع المزيد من الأموال من مستثمرين محليين ودوليين وذلك بفضل يوم العروض الذي سوف تنظمه "أفاتيك".
لأنه لا يوجد ما يكفي من المستثمرين التقنيين مقارنة بالطلب، فعلى المسرعة أن تتواصل مع مستثمرين غير تقنيين. ويعمل مديرالمسرعة على تجاوز تحدّ كبير ألا وهو: تثقيف المستثمرين التقليديين حول كيفية الاستثمار وبناء علاقة مثمرة مع شركات ناشئة. وبدأ ملايري بالفعل بإشراك مستثمرين تقليديين لضمان أن يكونوا جهوزيتهم في يوم العروض.
السبب الآخر لأخذ حصة بنسبة 15% هو الصف "أ" للإرشاد Class A mentorship. فقد شكّل المدير فريقاً مثيرا للإعجاب. وشارك في تأسيس المسرعة مع رائد الأعمال المتسلسل سعيد رحماني كما أن مالايري نفسه ليس غريباً عن ميدان الشركات الناشئة في إيران. فهو أسس منصة للإعلان الإلكتروني رائدة، "إي نتوورك" Anetwork. وكان ملايري قد عمل مع شركات ناشئة محلية لبعض الوقت، وشارك في تأسيس اتحاد الريادة في إيران Iran Entrepreneurship Association، من أهم المنظمات ير الربحية في طهران والتي تعنى ببناء بيئة حاضنة للريادة في إيران. وأخيراً، استضاف 12 فعالية ستارتب ويك أند Startup Weekend. ويضم الفريق أيضاً سارة أوسينجر Sara Usinger التي تدير مساحة عمل مشترك وحاضنة أعمال في ألمانيا.
واللافت أن العديد من المغتربين الإيرانيين انضموا ليساعدوا الشركات الناشئة المحلية بالإضافة إلى مرشدين دوليين (بينهم الرئيس التنفيذي لـ"ومضة" حبيب حداد).
رفض المدير الكشف عن قيمة جولة التمويل الخاصة التي أجرتها المسرعة غير أنه قال إن الأمر استغرقه عامين لجمع المال من صناديق خاصة ولكن هذا ليس كافيا لضمان تغطية النفقات اليومية للمسرعة بالإضافة إلى خطة التوسيع للسنوات الخمسة المقبلة. ويقول إن التوسع، الذي لم يتحدد حجمه بعد، سيكون إما عموديا (يركز على القطاع) أو أفقيا (يركز على الموقع).
للتقدّم بطلب، اضغط هنا.