كيف فتَحَ هذا المطوّر باب تصميم الألعاب أمام كل المستخدمين؟
بِمَ يحلم علاء الدين قدوري؟ أن يطوّر أول لعبة تقمص أدوار متعددة اللاعبين على الإنترنت في لغة البرمجة "إتش تي إم إل 5". ولكن، في حلمه شيء من الجنون لا سيّما وأنه مدير مشاريع نظم معلومات إدارية ولا خبرة لديه في مجال الألعاب ولا رأسمال في حوزته.
للحصول على مبلغ أولي يستثمره في مشروعه وليكسب بعض الخبرة، تحالف مع أنس الفيلالي، المدوّن المغربي وراء موقع BigBrother.ma الشهير والخبير في الدعم الرقمي للعلامات التجارية الكبرى. ومعاً أسّسا "لورم" Lorem، مؤسسة متعددة الوظائف في مجال التكنولوجيا الرقمية سمحت لهما الاستفادة من خبرات أنس وقدمت لعلاء الدين فرصة تنمية خبرته في مجال إعداد ألعاب الفيديو بلغة "إتش تي إم إل 5" التي ما زالت سوقها يافعة وغير مستغلة جيداً. وبذلك باتت المؤسسة تقدم لعملائها خدمات الدعم الرقمي وإعداد المحتوى الرقمي والمشورة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات والتصميم الجرافيكي وإعداد ألعاب متطورة بلغة "إتش تي إم إل 5".
وبفضل الأرباح التي أنتجتها مختلف الوحدات التي تعمل فيها "لورم"، تمكّن علاء من البدء بتطوير ألعاب تقمص أدوار RPG متساوية الأبعاد في "إتش تي إم إل 5" وتمكن في نهاية المطاف من تطوير محرك سمّاه "إزيليا" Ezelia لجعل بعض المهام الضرورية التي تدخل في عملية تصميم الألعاب تلقائية.
في أبريل/نيسان 2013، وبعدما أدرك أنس وعلاء أنّ ميزتهما التنافسية في "إتش تي إم إل 5" لن تدوم طويلاً وأنّه سرعان ما ستتوجه المؤسسات الأخرى إلى هذه السوق التي لم تُستغل كثيراً بعد، قررا أن يضعا تطوير الألعاب جانباً وأن ينكبا على العمل على البرمجيات، محولان كل وحدات أتمتة المهام التي سبق أن أعداها إلى محرر ألعاب يخول كلا الهواة والمحترفين أن يعدوا ألعابهم الخاصة عبر السحب والإسقاط drag n’ drop. ولا يجب أن ننسى عند الكلام عن تغيير محور هذه الشركة، الحديث عن التغيير الذي أحدثته "سكرين داي" ScreenDy في صفوفها في مجال التطبيقات، حيث تمكنت من الاستفادة من استثمار بقيمة مليون درهم من المركز المغربي للابتكار لتمويل هذا التحول.
ما زالت منصة "إزيليا" حتى الآن في مرحلتها التجريبية beta. تم اختبارها في البدء داخلياً حيث سمحت بإعداد لعبة أولى ترويجية سُميت "بومي" Boomy وثم باتت متاحة أمام المطورين الشباب الذين سيسعهم تجربة المنصة فيما يتم تطويرها.
وحالما توضع الصيغة على هذه النسخة التجريبية من "إزيليا"، ستُعرض على الاستوديوهات أولاً ومن ثم على جمهور لن ينفك يتزايد بهدف: "أن يتمكن طفل في السادسة من عمره إعداد لعبته الخاصة" بحسب ما فسّره أنس الفيلالي لـ "ومضة".
سيبقى محرك خلق الألعاب وخدمة الاستضافة مجانيين حتى عدد معين من اللاعبين وعدد معين من الرسومات الجرافيكية، ما يعني أنّ الألعاب ستتوفر مجاناً للهواة ومقابل المال للشركات والوكالات.
وأما العملاء الذين لا يرغبون في تصميم لعبتهم من الألف إلى الياء، فيمكنهم أيضاً اختيار تكليف جزءٍ من إعداد اللعبة إلى "لورم"، سواء تعلق الأمر بالتصميم الجرافيكي أو بالحركة أو بالحوار. كما يمكنهم دخول سوقٍ تسمح لهم بشراء تصاميم سبق أن أعدّها غيرهم من العملاء.
وستركز "لورم" في الوقت الحالي على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثمّ ستنفتح تدريجياً على أوروبا.