هل تساعد تجارب الفشل السابقة في تحقيق قصة نجاح مغربية؟
لا شكّ أنّ "ماي في أل إي" MyVLE تعتبر من الشركات الناشئة المغربية الأكثر ترقّبًا. فبفضل فريق عمل في المغرب وفي الولايات المتحدة ومنتج مصممّ بعناية وسوق واعدة، قد تتحوّل الشركة الناشئة الى قصة نجاح طالما انتظرتها المغرب.
تطلّ "ماي في أل إي" (وهي اختصار لبيئة التعلّم الافتراضية My Virtual Learning Environment ) كحلّ للتعلّم الإلكتروني مناسب للمدارس الصغيرة والمتوسطة الحجم. وبعد أن استخدمت "بلاك بورد" BlackBoard، الشركة التي كانت رائدة في هذا المجال سابقاً، لم أتوقّع أن تثير "ماي في أل إي" اهتمامي البتة. لكني كنت مخطئاً. فوجدت "ماي في أل إي" بسيطة وسهلة الاستعمال حتى أنني تمنّيت لو أعود الى مقاعد المدرسة لأتمّكن من استخدامها.
شاركنا رائد الأعمال المخضرم، كمال بوسكري، قصته والدروس التي تعلّمها خلال مسيرته.
تجارب الفشل
بعد أن تخرّج من المغرب والولايات المتحدة، عاد بوسكري الى مراكش ليحوّل الرياض العائلي (وهو منزل تقليدي) الى فندق راقٍ ناجح.
وبعد أن استقّر، قررّ تأسيس شركة ناشئة. خلال عامَين، أطلق شركتَين وأعلن إفلاسهما، مما علّمه الكثير عن ريادة الأعمال في المجال الرقمي.
كانت الشركة الأولى، "إنترناشيونيل هوتوليه كلوب" International Hoteliers Club ، نادٍ إلكتروني يسمح لأصحاب القرار في قطاع الفنادق تبادل الاقامات في الفندق والسفر مجاناً. وقد فشلت الشركة الناشئة بسبب الإرهاق وكثرة العمل، وهذا أمر لم يتحمّله رائد الأعمال.
أما الشركة الثانية، "إيزيبروف" Easyproof، فكانت خدمة تسهّل العمل عن بعد بين المصممين والمطوّرين الا أنها فشلت لنقص الامكانات المالية.
في ما يلي، الدروس التي تعلّمها من هذه التجارب:
- طوِّر منتجك أولاً. أراد بوسكري أن يدفع المستخدمون الرسوم لدخول "إنترناشيونيل هوتوليه كلوب" من اليوم الأول؛ تعلّم درساً مريراً ألا وهو أن الناس يحتاجون الى التأكّد من أن الخدمة تعمل قبل أن يدفعوا.
- ابحث عن مؤسسين شركاء يشاركونك عبء الأعمال وزيادة مهارات الشركة والأهم، يخففون عنك ويحفّزونك.
- لا ترهِق نفسك. بعد ثلاثة أشهر على اطلاق الشركة، اكتشف رائد الأعمال كيف سيغيّر مسار "إنترناشيونيل هوتوليه كلوب" الا أنه كان مرهقاً للقيام بذلك.
- ادرس السوق جيدًا. أدرك الوالد الشاب بعد اطلاق "إيزيبروف" أن المنافسة على أشدّها وأنه سيحتاج الى الكثير من الأموال للحاق بالقافلة.
- تنبّه لكلفة الاستحواذ على الزبائن قبل اطلاق أعمالك. أدرك بوسكري، مع "إيزيبروف" أن تقديم خدمات لشركات أخرى يزيد تكاليف الاستحواذ على الزبائن.
قبل اطلاق مشروعه الجديد، بحث عن سوق خالية من الأزمات وكبيرة بما يكفي لتوفير قدرات نمو حقيقية ومنتج لا يتطلّب الكثير من المخاطرة. اختار التعليم الالكتروني وقرر أن يطوّر نظام إدارة التعلّم لمواجهة المنافس الكبير "بلاك بورد".
فريق لامع
هذه المرة، بدأ بوسكري مشروعه بتشكيل فريق عمل كفوء. فوظّف زكرية محبوبي للشؤون المالية وحمزة أبو لطيف للشؤون التكنولوجية. ويعرف هذا الأخير بعض أسرار تأسيس شركة ناجحة: وهو في الخامسة عشرة من العمر، أطلق شركة "جينيوس" Genious وتخلى عن الدراسة عن عمر 21 عاماً للتفرّغ بدوام كامل لشركته التي أصبحت الآن قصة نجاح مغربية.
وأراد أن يتعاون مع خبراء لتحسين منتجه لا سيما أنه كان يفتقر إلى خبرة السوق ودخل سوقاً تنافسية. وبعد أن أدرك أن معارفه المغاربة يفتقرون للمصداقية الدولية، لجأ الى خبراء دوليين. ويشرح "من دون فريق متميّز، لكانت فرصنا في النجاح ضئيلة جداً."
وبفضل رؤيته، أقنع آلن دالي، رئيس قسم الدراسات التعليمية في جامعة سان ديجو الذي التقاه في فندقه ثم آلان جين، رئيس قسم الدراسات العليا في جامعة روشمور، تينيسي، ومستشار ريادة الأعمال للانضمام اليه كشركاء أو مرشدين. "أفضل أن أملك 30% من أسهم [شركة ناشئة ناجحة] عوضاً عن 100% من لا شيء."
بعد خمسة أشهر، بات الفريق مستعداً للعمل على المنتج.
لكلّ مشكلة حلّ
خلال محاولة فهم الأسباب التي تدفع المدارس والجامعات الصغيرة والمتوسطة الحجم الى التردد في اعتماد التعلّم الالكتروني، اكتشف الفريق أن الخدمة قد لا تكون مشجعة بسبب الأسعار الراهنة وسمعة اللاعب الكبير في هذا المجال "بلاك بورد". ولذلك، قرر الفريق ابتكار منتج أكثر يسراً.
ومن أجل تقديم أسعار ميسرة، عمل الفريق طوال عامَين على ابتكار خدمة سهلة الاستخدام لدرجة أن المدرسة لن تحتاج الى فريق "ماي في أل إي" لتشغيلها أو حتى لتدريبها، مما يساعد الشركة أيضاً على تقليص النفقات من ناحية دعم الزبائن.
ومن أجل توفير خدمة سهلة- وتوفير المال أيضاً- اختارت "ماي لإي أل إي" خدمة جوجل السحابية المجانية لتحميل الفيديو أو معالجة النصوص عوضاً عن بناء واستضافة خدمة خاصة بها.
أما في ما يتعلٌّق بالاستحواذ على الزبائن، فسيتم بفضل شريك مستقل VP.
خدمة بسيطة
يستطيع المعلّمون اعتماد "ماي في أل إي" بطريقة تتماشى مع نمطهم. كما يمكنهم تجربة كل من الوظائف التالية عندما يشعرون بالحاجة أو بالاستعداد لذلك:
- نشر مواد الدراسة
- اطلاق حلقة نقاش حيث يستطيع الطلاب نشر الأسئلة لزملائهم وأساتذتهم أو حتى لمتحدث خارجي.
- نشر المسابقات ( مع تصحيح آلي) أو الفروض.
ومن أجل تسهيل حياة الأساتذة، يملك كل طالب صفحته الخاصة مع صورة وسجلّه ويحصل على علامات على كل اختبار.
تتوفّر الخدمة بالانجليزية والفرنسية وقريباً بالعربية لاستهداف افريقيا والمنطقة العربية.