مطوران إيرانيان يحوّلان قصيدة عمرها ألف عام إلى لعبة
يمكن القول إن قصة لقاء أمير اسماعيل بوزورغزاده لأول مرة شريكه في الشركة الناشئة الجديدة "جايم جويس" GameGuise، حسين جلالي، هي "قصة حب نشأت في مركز مايك للأعمال".
أمير اسماعيل الذي يعمل في "مايك" MAKE ويدير "كونوفي" Conovi وهي "معبر رقمي إلى الشركات والمستهلكين الذين يتحدثون الفارسية"، سمع حسين بالصدفة يتحدث الفارسية "بلهجة أميركية" فبدآ يناقشان تصميم الألعاب في الشرق الأوسط. وبدأ أمير اسماعيل استشارة حسين في بعض المشاريع إلى أن تبادرت إلى ذهنهما بعد أشهر فكرة قريبة إلى قلبيهما، وذلك أثناء تفكيرهما بمفاهيم تتعلق بالألعاب: لعبة اجتماعية تتمحول حول الشاهنامة، وهي قصيدة ملحمية فارسية عمرها ألف عام.
وعلى الفور، أدركا كم يمكن أن تكون اللعبة فريدة للاعبين مثلهما كبرا خارج البلاد. ويشرح أمير اسماعيل بأن "إيران موجودة داخل شرنقة منذ فترة طويلة وطوال معظم حياتنا ونحن بالغان. وفي الآونة الأخيرة، لم تُبذَل الجهود الكافية للترويج لهذا المحتوى خارج إيران". وخلال إجراء بحث حول موضوع قصة اللعبة، اكتشف الإثنان شركة "هايبرويركس إنترتاينمنت" Hyperwerks Entertainment التي أنتجت "سلسلة رستم" وهو كتاب هزلي مقتبس يفصّل التجارب السبعة لرستم، بطل الشاهنامة التي يمكن تحويلها إلى لعبة.
وقادت محادثة جرت تالياً مع فنس غصوب ورضوان قاسمية من "فلافل جايمز"، إلى ولادة "المساعي السبعة" Seven Quests، وهي لعبة استراتيجية متعددة اللاعبين على الإنترنت بالوقت الحقيقي، موجهة إلى الإيرانيين في الشتات. بنيت اللعبة على محرك "فرسان المجد" لـ"فلافل"، وهي تدعو اللاعبين إلى دخول عالم حيث تقاتل فيه الفرسان الأسطورية الأرواح الشريرة، ويمكن اللعب فرديًّا أو جماعيًّا.
بالنسبة لأمير اسماعيل وهو مطور في الأساس، فإن إطلاق "جايم جوس" GameGuise بالشراكة مع "فلافل جايمز" ستكون خطوة طبيعية بعد عمله في "كونوفي" لإطلاق نسخ محلية من الألعاب للسوق الإيراني. ويشرح "بصفتي ناشر، أشعر بالفضول حيال تطوير الألعاب. وأريد أن أرى ما وراء الستار وأطور ألعابًا أتعلّق بها كثيرًا"، وإلاّ سيشعر المرء دائماً بأنه يروج للعبة ليست له. ويعيد التأكيد قائلاً: "هذه لعبتنا".
ومع خلال دعم من "براون شوجر ميديا" Brown Sugar Media، وهي فرع من شركة "سي سي القابضة" Cee Cee Holding ، التي تملك "مايك"، يحضّر أمير اسماعيل اللعبة للانطلاق في أيار/ مايو من هذا العام.
غير أن أمير اسماعيل سيواصل في "كونوفي" إصدار نسخ محلية من ألعاب عالمية. وآخر إصدارات الشركة كانت "حروب المحيط" Ocean Wars، وهي نسخة محلية من اللعبة الألمانية "قرن القراصنة" Pirate Century، التي عدّلها فريق "كونوفي" لكي تصبح في متناول الإيرانيين البالغ عددهم 40 مليون نسمة، من خلال إزالة كلمة "قراصنة" وخصائص المقامرة واستبدال المشروب الكحولي بلبن العيران. ومن أجل الحفاظ على احترام التنظيمات الحكومية، أنتجت "كونوفي" اللعبة الاجتماعية لتكون موجهة فقط للسوق الإيرانية.
ويقول أمير اسماعيل إنه في هذه السوق الوليدة التي تضم فقط حوالي 10 ألعاب دولية متعددة اللاعبين على الإنترنت، ليس صعباً جعل اللعبة المحلية مربحة. فكبار المستهلكين المحليين يتفوقون حتى على السعوديين. غير أن أكبر لاعب سعودي قد أنفق أكثر من 25 ألف دولار على الألعاب الافتراضية، إلاّ أن المستهلكين في إيران "يتجاوزوا هذا الرقم بكثير" إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الاختلاف في مستويات المدخول، كما يقول أمير اسماعيل. ويضيف "الكثير من الشباب يدخولون بعمق في أجواء عالم الألعاب التي يلعبونها".
يبقى التسويق هو التحدي الأكبر، فالشركات الإيرانية لا يمكنها استخدام "جوجل آدوردس" أو فايسبوك الذي يستخدمه 60% من المواطنين الإيرانيين. لذلك قام فريق أمير اسماعيل بدلا من ذلك باستغلال منصات الإعلان المحلية والمواقع التابعة لشريكه "بارْس أونلاين"Pars Online والفعاليات مثل مؤتمرات الألعاب في الجامعات.
وحتى الآن لا تخطط "جايم جوز"، على خلاف "كونوفي"، لإصدار نسخة من "المساعي السبعة" إلى السوق الإيرانية، لأنها تأمل أولاً في توجيه القصة الفريدة للعبة إلى جمهور عالمي ملم بأساطير اليونان وشكسبير.
ويأمل أمير اسماعيل أن يسعد المزيج بين القديم والجديد اللاعبين أكثر من الألعاب البسيطة مثل "صدام العشائر" Clash of Clans، ويقول "أعتقد أن هذا هو العنصر المميز في هذا المشروع. القصة لم تولد من أفكار شخص من هذا العصر بل قبل ألف عام واستمرت حتى الآن".