تسريب عائدات لشركة سيارات أجرة يعرّضها لإنتقادات لاذعة
تمّ تسريب معلومات على موقع "فالي واج" ValleyWag تكشف عن أن شركة "أوبر" Uber تجني عائدات أكثر بكثير مما كان متوقعاً في البداية.
وكانت كارا سويشر من موقع "أول ثينجز دي" AllThingsD قد توقعّت مسبقًا أن الشركة التي حصلت على تمويل بقيمة ٢٥٦ مليون دولار من "جوجل فنتشورز"Google Ventures ومن TPG في آب/ أغسطس الماضي، ستجني حوالي 125 مليون دولار عام ٢٠١٣. إلا أن مجلة "فالي واج" تتوقّع الآن، استناداً الى تدفقات العائدات الأسبوعية المدرجة، أن يكون الرقم أقرب الى ٢١٣ مليون دولار. ومن جهته، يصر موقع "أول ثينجز دي" على أن الأرقام الحقيقية تتراوح بين التقديرَين.
ولم يكن أمام رئيس "أوبر" التنفيذي، ترافيس كلانيك، سوى أن يؤكد العائدات لموقع "أول ثينجز دي"، ذاكرًا أن المعلومات المُسرّبة لا تتضمّن خدمات "أوبر" غير المتعلقة بالسيارات. وكان قد أطلع مؤخراً "بلومبرغ" Bloomberg أنه ينوي توسيع هذه الخدمات.
قد لا تُفاجئ هذه المعلومات أحداً ولربما يزعم كلانيك أنه مستاء، إلا أن كل هذه التسريبات تساعد في تغيير مسار المحادثات. فعوضاً عن التحدث عن الأسعار الخيالية خلال عيد رأس السنة، عاد الحديث عن الربحية.
لا تعتبر الشكاوى بشأن ارتفاع الأسعار أمراً جديداً. فالعام الماضي، أفاد أحد مستخدمي "أوبر" أنه دفع ٢١٩ دولارا مقابل مسافة ٧،٦٧ ميلاً للتنقّل من Upper East Side الى DUMBO . وهذا العام، أجبرتُ على الاتصال بـ "أوبر" لأني لم أستطع إيجاد أي سيارة أجرة تأخذني من "إيست فيلاج" الى المنطقة المالية في ظل موجة من الصقيع. فدفعتُ ١٠٠ دولار مقابل ١٣ دقيقة ومسافة ٣ أميال.
هل سأكرر ذلك؟ نعم، نظرًا لعدم تواجد أي سيارة أجرة وللوقت المبكر، لكرّرت التجربة مرة أخرى. هل من العادل أن أشتكي حين توفّر عليّ هذه الخدمة عناء المشيء لـ ١٥ دقيقية للوصول الى قطار الأنفاق في البرد القارس؟ كلاّ، لا أظنّ ذلك.
ولكن، كما جادل كثيرون قد تؤثر هذه الأسعار الباهظة على علامة الشركة التجارية. وفي الإشارة إلى صلاحية هذا النموذج، ذكر هانتر والك في مقال له أن رفع الأسعار خلال عاصفة شتاء قاسية مختلف تمامًا عن رفع الأسعار خلال إعصار "ساندي" أو كارثة طبيعية مماثلة.
وكان الرئيس التنفيذي، ترافيس كلانيك، قد أفاد أنّ ارتفاع الأسعار يعتبر عنصراً هامًّا في نموذج أعمال الشركة، إذ أنه يساعد الشركة على خدمة زبائنها أسرع وتأمين المزيد من سيارات الأجرة في السوق، ويعكس جهودها المستمرّة خلال موجة الصقيع هذه، بحسب ما أفاده لـ "وايرد" Wired. "قمنا بالمزيد من الرحلات بفضل مقاربتنا لا العكس. قدمنا للأشخاص خيارات تنقّل إضافية. وهذا هو هدفنا."
الا أن تيم وارستال من "فوربز" يجادل معتبراً أنه على عكس المعاملات التي تتطلب الكثير من التخطيط مثل السفر الجوي، قد يبدو ارتفاع أسعار أوبر أشبه بإهانة شخصية لأن الشركة تستغّل حاجة ملحة وفورية.
فهل تستطيع أوبر أن تجعل رفع الأسعار أكثر "إنسانياً"؟
قد يكون الأمر أسهل في المملكة العربية السعودية، حيث يستفيد سائقو سيارات الأجرة الخاصة من الطلب غير المتأثر بالسعر، ويرفعون أسعارهم خلال المساء. حتى أنه تم اتهام السائقين برفع اضافي للاسعار للاستفادة من انخفاض عدد السائقين بسبب الحملات الأخيرة ضد العمال الأجانب غير الشرعيين.
ولكن، حتى الآن لم تفتح "أوبر" فرعاً لها في السعودية (على الرغم من أنها تبحث عنمدير عمليات وخدمات لوجيستية)، إلا أن المدير العام للشركة في دبي، جان-مارك مندلق، أكّد ارتفاع الأسعار ليلة رأس السنة في الامارات العربية المتحدة قائلاً:
" هذه الفترة هي الأكثر ازدحاماً لـ أوبر بشكل عام. كان نمونا وشعبيتنا في الأسواق الناشئة بما فيها الشرق الأوسط استثنائياً ونشهد طلبًا متزايدًا بشكل سريع. ونتيجة لذلك، نرفع الأسعار أحيانًا في المنطقة لنؤكّد لزبائننا أنه يمكنهم الاعتماد على خدمتنا."
ولتهدئة الوضع قليلاً، قدّمت الشركة بعض النصائح للزبائن حول الفترات التي يكون فيها السعر أقلّ (وكان السعر أعلى ارتفاعًا بعد منتصف الليل). وقد تمّ نشر مقطع فيديو حيث يشرح ترافيس كلانيك كيف أن رفع الأسعار قد ينجح في الدفاع عن نموذج العمل، ويساعد المستهلكين على إدراك أن الخيارات متوفرة لديهم في نهاية المطاف.
وفي النهاية، تكشف التسريبات حول عائدات الشركة، بغضّ النظر إن شعر المستهلكون بالاهانة بسبب الأسعار المرتفعة أم لا، أنّ الإنتقادات اللاذعة لها على الويب لا تؤثر عليها أبداً. وفي حال أصبح للشركة سيارات خاصة بها، فقد تصبح ردود الفعل أمرًا منسيًّا.