كيف تنتقل شركة ناشئة من فكرة إلى اكتتاب عام؟ [إنفوجرافيك]
للذين قد يشعرون بالارتباك من كل العبارات والمراحل المرتبطة بالاستثمار في الشركات الناشئة، تقدم مدونة "فاندرز أند فاوندرز" Funders and Founders الرسم البياني (إنفوجرافيك) التالي الذي أعدته آنا فيتال، عرضاً لمختلف خيارات التمويل التي قد تمر بها شركة ناشئة.
تتحدث معظم هذه الأرقام عن قطاع الشركات الناشئة في الولايات المتحدة ولكنها ترسم صورة لها علاقة برواد الأعمال في العالم العربي أيضاً. هذه الشركة الناشئة الافتراضية ستبدأ بـ15 ألف دولار متواضعة من الأصدقاء والعائلة، ثم بعد ثلاثة أشهر تتلقى 200 ألف دولار من مستثمر تأسيسي وبعد ستة أشهر أخرى تحصل على جولة تمويل أولى Series A بمليوني دولار من شركة رأسمال مخاطر وفي النهاية تنتقل إلى الاكتتاب العام.
هذا وضع مثالي ومبسّط. ففي العالم العربي قد تبلغ جولة التمويل التي تلي الاستثمار التأسيسي ما بين مليون وثلاثة ملايين دولار، ولكن معظم الصفقات الأخيرة أقرب إلى المليون. والاكتتاب العام ليس دائماً هدف واقعي أيضاً. ورغم أن هناك شائعات بأن "جست فلافل" Just Falafel مثلاً قد تتطلع إلى الاكتتاب العام في الأشهر القليلة المقبلة، فإن الاكتتابات العامة في المنطقة قليلة ومتباعدة زمنياً. ويجب أن تركز معظم الشركات الناشئة على بناء نماذج للعائدات تحقق لها الاستمرار لفترة طويلة، مع توسع الوسط الاستثماري الإقليمي إلى جانب البيئة الحاضنة للشركات الناشئة.
الجزء الأكثر قيمة في هذا الرسم البياني قد يكون أقسام الأسهم التي تتضمن أمثلة على عدد الأسهم التي قد يرغب رواد الأعمال في منحها لشخص ما ومن هو، ولكن مجدداً، هذه ليست سوى إرشادات وتوجيهات. ففي الشرق الأوسط، حيث تتكاثر نماذج الاستثمار مقابل الأسهم، قد يبدو هذا مختلفاً بعض الشيء.
مراحل التمويل
بحسب الرسم البياني، في مرحلة الفكرة، يسيطر رائد الأعمال على كامل الشركة قبل أن يتقاسمها في وقت لاحق بشكل عادل مع مؤسسين شركاء آخرين. ومع تحوّل الفكرة إلى شركة ناشئة حقيقية، قد يواصل الفريق التمويل ذاتياً من خلال ضم أفراد من عائلاتهم أو أصدقائهم مقابل نسبة صغيرة من الأسهم. ومن المهم أن نتذكر هنا ضرورة عدم التخلي عن أجزاء كثيرة من الشركة مباشرة. ويساعد وضع نسبة من الأسهم جانباً لموظفين مستقبليين على منح الشركة خيار تقديم أسهم لآخرين في المستقبل.
وحين تحتاج الشركة إلى المال لتبدأ بالتحرك فعلاً، يمكن أن يأتي مستثمر تأسيسي (أو أكثر) ويستثمر مبلغاً صغيرا من عشرات أو مئات الآلاف مقابل حصة صغيرة في الشركة. وستكون حصته أو حصتهم أكبر من حصة العائلة ولكن أصغر من حصة المؤسس الشريك. ولكن لا يشير الرسم البياني إلى حاضنات الأعمال ومسرعات النمو التي أًصبحت أكثر نشاطاً في المنطقة والتي غالباً ما تقدم استثماراً تأسيسياً مقابل نسبة صغيرة من الأسهم. ويمكن أن تحل هذه الكيانات مكان المستثمرين التأسيسيين أو قد تأتي قبلهم.
وحين تبدأ الشركة الناشئة بجذب المزيد من الزبائن تبدأ بالتفكير في التوسّع وعادة ما يوفر استثمار شركة رأس مال مخاطر، المال الضروري للتوسع بسرعة. وهنا تكون المرة الأولى التي قد يتجاوز المؤسسون الشركاء مجتمعين، 50% من ملكية الشركة، اعتماداً على شروط الاستثمار. ويختلف صندوق الاستثمار المخاطر عن الآخر ويعتقد كثر في العالم العربي بأنه إن لم يشعر رائد أعمال بأنه محفّز للعمل بسبب خسارته السيطرة، من الأفضل على المدى الطويل تخصيص حصة أصغر. ويعتمد هذا على الاتفاق الذي تم التفاوض عليه عبر ورقة الشروط. لكن يجب على رائد الأعمال أن يتخلى على بعض من أسهمه بغية تحقيق عائدات أكبر. ففي النهاية، وكما يفيد الرسم البياني، "100% من لا شيء هو أقل بكثير من 17% من شركة كبيرة".
واقع المنطقة
في وقت قد يحذر الكثير من رواد الأعمال، منهم كانوا في فعاليتنا الأخيرة للتواصل والإرشاد في بيروت، من التعامل مع صناديق رأسمال مخاطر خوفاً من خسارة السيطرة على الشركة، فإن المؤسسين الشركاء في هذا السيناريو لا يزالون يتحكمون مجتمعين بالجزء الأكبر من الحصص. كل صفقة مختلفة عن الأخرى ومعظم الشركات لا تمر بكل واحدة من هذه المراحل ولكن الرسم البياني يعطي تقديراً جيداً عن مراحل التمويل التقليدية ومن يتحكم بماذا. وفي الوقت الراهن في المنطقة، تصل جولات الاستثمار من رأسمال مخاطر في وقت لاحق مئات الملايين من الدولارات وغالباً ما تأتي من خارج المنطقة كما هي الحال مع "ماركه في آي بي" و"نمشي" و"سوق.كوم".
وبالطبع ثمة الكثير من الشركات التي لم تحصل أبداً على رأسمال مخاطر أو استثمار تأسيسي ونمت ببطء بشكل ذاتي محققة نجاحاً نسبياً من دون التخلي عن أي من أسهمها. ورغم أن جمع التمويل يمكن أن يكون عملية مستمرة، إلاّ أن الكثير من المستثمرين يقولون إنه على رواد الأعمال التطلع إلى التمويل فقط حين يعرفون كيف سيستخدمونه بالضبط.
ما هي تجربتكم الخاصة مع الاستثمار مؤخراً؟ (اضغط على الرسم للحصول على صورة أكبر).