أربعة دروس نستخلصها من الفشل: قصة رائد أعمال متسلسل من عُمان
من الصعب نجاح رائد الأعمال في سوق صغيرة ومبتدئة كالسوق العُمانية الا اذا اعتمد مقاربة مرنة. يعيش في عُمان ما يقارب الثلاث ملايين شخص، وهم يشكلون الزبائن المحتملين لأي رائد أعمال، واذا لم يدرس حاجاتهم بدقة تتقلص فرصه بالنجاح.
يعترف رائد الأعمال المتسلسل قيس الخنجي انه فشل لدى اطلاقه شركته الناشئة الأولى لأنه لم يقم بدرس السوق كافيا ولم يعتمد مقاربة مرنة، ما يتطلب تجربة وتكرار التجربة بحسب تجاوب السوق.
ولكن الخنجي تقبّل فشله وانتقل الى مشاريع أخرى. "أنا أحاول وأتعلم حتى اذا كان ذلك يعني ان أخسر. أعتبر ان الفوائد تكمن في الاستفادة من التجربة وان الفشل هو خطوة باتجاه النجاح،" يقول الخنجي.
هو ليس رائد أعمال عادي. لن تلتقي بالضرورة به قي فعاليات الريادة ولن تره يعرض فكرته لمستثمر.
لقد أطلق خمس شركات ناشئة خلال السنوات الثلاث الماضية وتقبّل فشل معظمها اذ أقفل أربعة. ولكنه يعشق البزنس، وهو جاهز للنهوض وخوض التجربة مرات عدة. "أريد أن أكون رب العمل وأن أعمل في ما أحب،" يقول الخنجي.
على الرغم من انه أراد التحدث معنا عن البيئة الحاضنة الريادية العُمانية في البدء، ولكن ما لبث ان شاركنا قصة تبرز أهمية اعتماد منهجية مرنة في سلطنة عُمان وتسلّط الضوء على بعض تحديات رواد الأعمال الذين يأتون من عائلات أنشأت أعمالاً ونجحت وتوسعت في دول الخليج.
هو ينحدر من عائلة عُمانية ميسورة تدير شركات متخصصة بالعقارات محمد وأحمد الخنجي في يريطانيا، دبي وعُمان، هو في الـ32 من العمر وكان يعمل في مجال المصارف لسنوات عديدة واليوم يكسب لقمة عيشه بتقديم المشورة لأربع شركات تعود لعائلته. وفي عام 2010، قرر المغامرة في عالم الريادة وأطلق شركته الأولى، Qais United Agency لاستيراد وبيع نظام صيني لتقطير المياه الى السوق العُمانية. وبعد 18 شهر، في منتصف 2011، أقفل الخنجي شركته لأنها لم تدر له بالربح الذي كان يتوقع.
ثم في عام 2012، أطلق أربع شركات معاً في قطاعات مختلفة منها التعليم والسياحية الصحية وتقنية كهربائية للتجليد وعدادات رقمية للمياه والكهرباء. فشلت ثلاثة منها وأقفلت لانه وبحسب الخنجي لم تلقى أي نجاح.
وهو الآن يركز على شركة العدادات الرقمية، على أمل بناء "بزنس على المدى البعيد"، يقول الخنجي. "قد يتطلب الأمر بعض الوقت قبل ان تبدأ الشركة بتحقيق الربح." كما وهو يعمل في الوقت نفسه على جلب وبيع منتج "ثيرماكس" Thermax الهندي الى السوق العُمانية، كما وهو في صدد اطلاق منتجات للطاقة الشمسية.
ان الانتقال من الأعمال العائلية الى الريادة ليس أمراً سهلاً، ولكن اعتماد مقاربة مرنة قد تساعد في اختيار منتج يتناسب أكثر مع السوق. في ما يلي بعض الدروس نستخلصها من قصته:
-
التركيز أمر هام جداً. يعتمد الخنجي مقاربة الـ"سباغتي": ارم بضعة أمور الى الحائط وعاين ما يبقى ملتصقاً. "نريد اطلاق شركة جديدة سنوياً في شهر آذار/ماس، لأنني في هذا الشهر أتلقى مدخولي السنوي. ونحن دائماً في صدد البحث عن من لهم خبرة في اطلاق الشركات الناشئة. "هذه فلسفتنا الجديدة،" يقول الخنجي. هو يعمل بجهد من أجل لاطلاق أفكار تدوم، ويتقبل الفشل حين يصطدم به، ولكن من المؤكد انه يحتاج الى المزيد من التركيز.
المقاربة المرنة: أطلق شركة تلو الأخرى. -
اهمية دراسة السوق. لقد اعتمد الخنجي على مهاراته ومهارات شريكه عند اختياره لفكرة شركته الناشئة (وهي البزنس والتعليم). وهو يعترف انه لم يقم بدراسة حاجات السوق قبل ذلك واذا ما كان أحد سيستخدم المنتجات التي يستورد.
المقاربة المرنة: تأكد من حاجة السوق. لا تعتبر فكرة عظيمة جيدة في حال لم يتواجد أي حاجة لها في السوق. - تعرّف عن كسب على
عملائك. خلال عمله
على شركته الأولى، يعترف الخنجي انه استورد منتج لا حاجة له في السوق.
ولكن السوق العُمانية صغيرة
جداً وتحتكرها علامات تجارية عالمية قوية، والمنتج الصيني الذي
استورده كان من الصعب جدا اقناع الناس بشرائه. وفي ذلك الوقت لم يكن
يعي أهمية نوعية المنتج. ربما في عُمان تحظى القطاعات الخدماتية بفرصة
أكبر من المنتجات، فقرر خوض تجربة تقديم
الخدمات.
المقاربة المرنة: قم باختبار حاجات العملاء قبل اطلاق أي منتج.
- اعرف ماذا تحب. يمكن لرائد
الأعمال محاولة ايجاد حل وسط بين ما تحتاجه السوق وما يحب. اذا كنت
مولعا بفكرتك قد لا تصغي بشكل كاف الى حاجات السوق. ولكنه من المهم
جدا أن تكون شغوفاً بما تعمل عليه. خلال حديثي مع قيس، لاحظت أنه لا
يبني شركاته الناشئة بشغف. هو شغوف بالبزنس عامة وهذا واضع ولكن ليس
بمبادرات معينة. من الرائع انه يخلق فرص عمل في عُمان ويساهم في
الاقتصاد ولكن كرائد أعمال قد لا يتمكن من إنجاح فكرة ما الا اذا عمل
عليها بشغف.
المقاربة المرنة: ابحث عما تشعر بشغف تجاهه.
ان قيس الخنجي في قلبه رائد أعمال مرن، فهو ينصfح رواد الأعمال الشباب التحلي بالصبر والتركيز وشجاعة تقبل الخسارة. "حاول أكثر من مرة قبل الاستسلام وركز جيدا على عملك،" هو يقول.
من خلال انتقاله من أعمال عائلية الى الريادة وعدم الاستسلام للفشل، يشكل الخنجي مثالاً لآخرين ممن يعملون مع عائلاتهم. فهو قد يتمكن من قيادة جيل كامل في عُمان نحو طريقة تفكير جديدة ومبتكرة.