منصة ادفعلي تتلقى استثمارًا من صندوق تمكين كابيتل للتوسّع إقليمياً
من الصعب العيش في مصر، فحتى امتلاك مدخول مرتفع يحمل معه مصاعبه الخاصة. فثمة عدد هائل من المنتجات المغرية في الغرب التي لا تتوفّر محلياً وإن توفرت ينتهي بك الأمر بدفع ضعف ثمنها في سوقها الأصلية.
وما يزيد الطين بلة هو أنك إذا قررت الشراء مباشرة من تجار أجانب، غالباً ما تجد أنهم لا يقبلون ببطاقة ائتمان تم إصدارها محليا أو يرفضون شحن المنتج إلى المنطقة. وحتى إن أوصلوا المنتج إليك، ستجد نفسك مضطراً للتعامل مع مسؤولي جمارك فاسدين ومع إجراءات بيروقراطية معقّدة.
تأمل "ادفعلي" edfa3ly، الخدمة المصرية للتسوق الدولي، بأن تقدم حلولاً لهذه المشاكل. وإليكم كيف تعمل: عليك اختيار ما الذي تريد شراءه من موقع أميركي للتجارة الإلكترونية، ومن ثم دفع المال لـ"ادفعلي" محلياً وهي بدورها تشتري المنتج من الولايات المتحدة وتوصله إلى باب بيتك.
إن لم تكن سمعت بهذه الخدمة بعد، فهي واحدة من القصص المصرية الناجحة المخفية في مجال الشركات الناشئة في السنوات القليلة الماضية. وهي تتوجه إلى شريحة واسعة من الزبائن الذين يشترون كل شيء من ملابس المصممين بأسعار مخفضة إلى منتجات باهظة الثمن مثل العلامة التجارية "سيغواي" Segway.
أطلق المؤسّس محمد عطية الشركة الناشئة في تشرين الأول/ أكتوبر 2010 بـ120 ألف جنيه مصري أي حوالي 17 ألف دولار أميركي، ومع فريق مؤلف من عضو واحد وهو محمد هشام. وكانا مسؤولين منذ البداية عن كل جانب من العملية، بدءًا من الرد على الاتصالات الهاتفية وصولاً إلى إجراء العمليات الشرائية وحتى توصيل المنتجات بواسطة حافلة التوصيل التي سُرِقت فيما بعد خلال أولى أيام الثورة المصرية.
بدأت الشركة الناشئة تجني الأرباح خلال عامها الأول. واليوم، بعد "استثمار صغير" في إعلانات فايسبوك، وصلت "ادفعلي" إلى آلاف المستخدمين المسجلين خلال ثلاث سنوات من بينهم 43% من الزبائن المنتظمين. واليوم يرأس محمد هشام، الذي أصبح مدير العمليات وعضو في مجلس الإدارة، فريقاً من 40 عضواً في مكتب في مصر ومن ستة أعضاء في مستودع في الولايات المتحدة.
ما من منافس مباشر لـ "ادفعلي" في مصر، لكن من بين الخدمات المحلية الأقرب لـ"ادفعلي"، نسمي "زاجل" Zaagel التي تعتمد على الجمهور لتوصيل المنتجات (وهي طريقة أقل تناسقًا) وخدمات أخرى مثل "شوب أند شيب" من أرامكس.
ولكن "أرامكس" تعتبر شركة إقليمية كبرى، لذلك تساءلت ما إذا كان ذلك مصدر قلق لـ"ادفعلي". غير أن محمد عطية ابتسم وقال "نحن نتنافس مع بعض شركات اللوجستيات التي تقدم خدمة الصندوق البريدي، التي توصل كافة الرزم إلى باب بيتك. غير أنها لا تقدم خدمة الدفع التي نقدمها نحن كما أننا نقدم الخدمة بسعر أقل بنسبة 25% من أرخص خدمة وأسرع بنسبة 50%!".
تعتمد هذه الثقة على أرقام مثيرة للإعجاب، فالدخل الإجمالي في مصر ارتفع إلى مستوى ثابت هو 2.45 مليون جنيه مصري أي حوالي 350 ألف دولار أميركي في الشهر، على الرغم من انخفاضه مؤخراً إلى 1.75 مليون جنيه أي 250 ألف دولار بسبب الاضطرابات العسكرية الأخيرة في مصر. وحتى مع الانخفاض النسبي، التزمت "ادفعلي" بجذب المستثمرين الكبار وتجلّى ذلك حين تلقّت مؤخراً أول جولة من الاستثمار من صندوق "تمكين كابيتل" ولم يُعلن عن قيمته.
ويخطط فريق "ادفعلي" لاستخدام جزء من الاستثمار لتوسيع عملياته في الخليج لذلك من الأفضل أن تحسّن شركات اللوجستيات والتجارة الإلكترونية خدماتها هناك. وفهمت أيضاً أن صندوق "تمكين" يخطط لدمج عروض "ادفعلي" مع شركاته الأخرى مثل تطبيق ولاء الزبائن "زبون" كجزء من استراتيجية لإنشاء مركز وطني وإقليمي للتجارة الإلكترونية.
هذه أوقات مثيرة للاهتمام للزبائن الإقليميين حيث حواجز الماضي تختفي بسرعة. كما أن استثمار "تمكين" في "ادفعلي" يبرهن نجاح الشركة الناشئة كنموذج عظيم على عدة مستويات ويردم هوة في السوق عبر خدمات تم تكييفها محلياً بشكل فريد، وينمو بشكل عضوي وفقاً لميزانية تسويقية متواضعة جداً، والأهم أنه يكشف بأن الثورة وعدم الاستقرار ليسا عقبة في وجه النمو السريع. بل على العكس، قد يكونان دافعًا قويًّا للمضي قدمًا إن كان هناك فريق مناسب يقوم بعملية التنفيذ.