مبادرة ولادنا التعليمية المصرية تطلق منصة للتجارة الالكترونية
"من لا يعرف جذوره يضيع،" بحسب فاطمة عزمي، رائدة أعمال مصرية يحبطها نقص الوعي الثقافي والاجتماعي لدى الأولاد في المدارس المصرية.
وقررت عزمي مع شريكتها المؤسسة ميسا عبد الرحمن العمل على مبادرة "ولادنا" Weladna لتغيير هذا الوضع. وأُطلقت المبادرة في أيلول/سبتمبر 2012، وهو موقع للتجارة الالكترونية يبيع منتجات محلية تساهم في تثقيف الأطفال في المدارس حول الثقافة والتقاليد المصرية. كما ويشجع الموقع تبادل المنتجات الثقافية من خلال سوق لعرض وبيع المنتجات المستعملة، حيث يتمكن الأهل من تبادل المنتجات التثقيفية أو الترفيهية مثل الألعاب والأدوات الخاصة بالأطفال، بالاضافة الى تقويم يعرض كل الفعاليات والأحداث التي تستهدف الأطفال في مصر.
وبما ان المنصة صممت لجذب الأطفال، فهي كثيرة الألوان وتعتمد على رسوم مصورة وملونة تلفت الأولاد، انطلاقا من الصفحة الرئيسية التي تشبه اللوح الأبيض وقد علّق ورسم عليه بقلم الأولاد.
بيع منتجات محلية
من أهم أهداف "ولادنا" تسهيل عملية تعلم كل ما يتعلق بالثقافة المصرية بين الأولاد وجعلها مسلية بالوقت نفسه، ويقوم الموقع بذلك من خلال ثلاثة أقسام.
القسم الأول هو MAG-Know ويقدم لعبتين. الأولى هي "بلدنا" وتعلم الأولاد التقاليد المصرية المختلفة بحسب المناطق، واللعبة الثانية هي لوح للمكافآت يعتمد على بطاقات مغناطيسية تساعد الأولاد على التواصل والتعاون اذ يقيّم الأهل أفعال وتصرفات الأولاد خلال اليوم ويضعون الاشارات الجيدة أو الغير جيدة على اللوح.
القسم الثاني هو "غرفة في علبة" أو Room in a Box وهي مجموعة من الاكسسوارات لتزيين غرف الأطفال مثل الستائر والبياضات وأغطية المصابيح والملصقات وغيرها. كل الاكسسوارات مصنوعة محليا في مصر، ويمكن وضعها ونزعها بسرعة، وذلك تلبية لطلبات الاطفال الذين يملون بسرعة من شكل غرفهم بشكل عام، "يمكنك تغيير شكل الغرفة بظرف عشر دقائق واعادتها كما كانت أيضا بعشر دقائق،" تقول عزمي.
اما القسم الثالث والأخير فهو سوق المنتجات المستعملة secondhand market الذي لم ينجح في البدء ولكنه يتحسن مع مرور الوقت ويجذب العديد من المستخدمين الذين عرضوا واشتروا منه منتجات.
على الرغم من عدم تنظيم آي حملة اعلانية، تؤكد الشريكتين ان "ولادنا" تغطي مصاريفها. "لم نحتج الى اعادة الاستثمار من جيبنا منذ الاطلاق في أيلول/سبتمبر الماضي، والشركة تنمو بسرعة،" تؤكد عزمي.
تحديات التجارة الاكترونية في مصر
من الطبيعي ان تتأثر المبادرة بوضع مصر السياسي والأمني فأول أشهر بعد الاطلاق كانو صعبين وكان عدد الزوار والناشطين على المنصة متدني جداً. ولكن في شهر شباط/فبراير بدأت الأمور تتحسن وتتغير اذ فاز الفريق بشهادة "رواد مصر" من "سينرجوس" Synergos، كما ووقعوا شراكة مع متاجر "فيرجين" Virgin Megastores لعرض منتجاتهم.
وبهدف زيادة عدد المستخدمين، يعرض "ولادنا" منتجاته لدي مواقع كبيرة أخرى مثل Mumzworld في دبي وStyletreasurekids في مصر وهما متجران للتجارة الاكترونية يتخصصان ببيع منتجات للأطفال فقط. كما يساهم موقع "ولادنا" بالمجتمع الالكتروني الذي يستهدف الأهل من خلال عرض فيديوهات مصورة لكيفية استعمال لوح المكافآت المعناطيسي لدى موقع "سوبرماما" Supermama، وهو الموقع الالكتروني الأول الذي يتوجه الى الأهل في اللغة العربية.
وواجه الفريق تحد كبير وهو صناعة المنتجات. في حين اختارت الشريكتان العمل مع مصانع محلية، واجهت مشاكل عديدة مع الدقة في التسليم ونوعية المنتجات. "لا تهتم المصانع بالنوعية أبدا، في وقت نحن نسعى الى الكمال دائماً،" تقول عزمي. "ان عملية تثقيف العمال وأصحاب المصانع حول أهمية النوعية من أكبر التحديات التي واجهناها،" تضيف عزمي.
"أنا مصري"
لا تنويان الشريكتان وضع "ولادنا" في خانة التجارة الالكترونية فقط، بل تنويان العمل مباشرة مع المدارس من خلال تحضير برنامج تحت عنوان "أنا مصري" لتعليم الطلاب بين أعمار الـ4 و10 سنوات كل ما يتعلق بالثقافة والتقاليد المصرية. ويعتمد هذا البرنامج بالبدء على لعبة لوحية يصممها فريق "ولادنا" ويتم تصنيعها محليا أيضا.
ويركز برنامج "أنا مصري" على الصور والرسومات الكارتونية ولعبة تخمين لمساعدة المدرسين في تعليم الأطفال قصة مصر. وعلى الطلاب تخمين اسماء المناطق بحسب نوع وتصميم الملابس المصورة أو المرسومة.
وبما ان "ولادنا" هي المنصة التعليمية الالكترونية الأولى في مصر، لا تواجه الكثير من المنافسة. ولكن قطاع التعليم عامة في مصر يشهد اطلاق مجموعة من المبادرات مؤخرا ان كانت الكترونية أم لا، مثل The Green Community School التي تقدم طريقة تعليم بديلة بأسعار منخفضة، ومبادرات الكترونية مثل "تحرير أكاديمي" Tahrir Academy التي تهدف الى جمع فيديوهات أو صوتيات تعليمية من الانترنت وتقديمها للمستخدمين، بالاضافة الى "نفهم" Nafham، وهو موقع تعليمي مجاني ينشر البرامج التعليمية الابداعية للطلاب المصريين.
وفي حين يركز برنامج "ولادنا" على الثقافة والتقاليد، يبقى هناك مجال واسع لنمو القطاع التعليمي عامة في مصر. ومن المتوقع ان تشهد مصر مبادرات ابداعية وخلاقة مماثلة تعمل على طرق جديدة لتقديم مواضيع أخرى للطلاب مثل الأدب والجغرافيا والعلوم والرياضيات.