تعرّف على ريادي العام في الأردن الذي حقّق النجاح عبر الإبلاغ عن حالة الطقس
محمد الشاكر ريادي أردني شغفه الكبير هو الطقس. حتى أنه قال "كنت مهتمًا بالطقس منذ أن كان عمري 4 سنوات. فكّرت بالطقس دائمًا". وقد استطاع عن عمر 23 سنة فقط، أن يحوّل شغفه إلى ما أصبح اليوم أكبر موقع أردني من حيث عدد الزوار، وقد منحته "إيرنست أند يونج" Ernest & Young لقب ريادي العام في الأردن.
بدأت مسيرته عام 2006 حين كان في المدرسة الثانوية، وأطلق بداية موقعًا محليًا يقدّم تقارير عن حالة الطقس في الأردن، اسمه "ويذر.جو" Weather.jo. خلال ذلك الوقت، كانت معظم محطات الطقس تستقي معلوماتها من الأقمار الاصطناعية العالمية. لكن بفضل موقعه المحلي، أصبح الشاكر بسرعة مرجعًا لسكان الأردن، وتلقى دعوات لتقديم برامج إذاعية وتلفزيونية هناك.
وفيما سجّل موقعه أكثر من نصف مليون زائر في الشهر، لاحظ أن الطلب على أخبار الطقس العربية لا يقتصر فقط على الأردن بل على المنطقة العربية بأجمعها.
انطلق الموقع من جديد للمنطقة كلها عام 2010 كموقع "طقس العرب" ArabiaWeather.com، ويضمّ مليون زائر في الشهر. في منتصف شهر آذار/ مارس أطلق فريق العمل تطبيقًا على نظام تشغيل "آي أو أس" شهد أكثر من 22 ألف عملية تنزيل، وضمن عقدًا حصريًّا ليصبح تطبيق الطقس الأساسي على هواتف "سامسونج" في الشرق الأوسط.
يقول الشاكر إنّ ما يميّز الموقع عن غيره هو قدرته على تعديل محتواه حسب كلّ بلد. وبفضل فريق كفؤ من 20 شخصاً، يقدم "طقس العرب"، توقعات عن حالة الطقس على خمسة أيام وكلّ ساعة، وتوقعات إضافية لـ14 يوماً تغطي حوالي 5 آلاف قرية وبلدة ومدينة في أنحاء المنطقة.
يركّز الموقع الآن على السعودية، ويأمل أن يفتح مكتبًا له في الرياض. ويبدي الشاكر حماسه حيال العدد الكبير من الظواهر المناخية في المنطقة، قائلاً "الطقس في السعودية يتغير من منطقة إلى أخرى، ففي الرياض ثمة عواصف رعدية كبيرة خلال أشهر نيسان/أبريل وأيار/مايو، وفي حزيران/يونيو وتموز/يوليو ثمة عواصف رملية كثيفة وموجات حر بينما تهطل الأمطار الغزيرة على معظم الأجزاء الغربية من البلاد".
التبليغ عن أحوال الطقس
في البداية لم يعتبر الشاكر أنّ التبليغ عن أحوال الطقس هو مسيرة مهنية قابلة للاستمرار، ويقول: "للأسف حين أنهيت الثانوية، لم يكن هناك أي اختصاص جامعي في الأردن يركز على علم الأرصاد الجوية لذلك قررت دراسة الصيدلة". ومن أجل الانسجام مع اهتماماته، بحث خارج الأردن واكتشف منظمة "يو كاي ميت أوفيس كولدج" UK Met Office College البريطانية وهي إحدى اكبر المنظمات الدولية الخاصة بالأرصاد الجوية، حيث حصل على شهادتين في الرصد الجوي المتقدم والرصد الجوي للطيران، بعد إتمام دراسة الصيدلة.
وبناء على خلفيته في المجال الصحي، يتضمن موقع "طقس العرب" قسماً لـ"نمط العيش" (Lifestyle) يتوقع فيه الوضع الصحي العام المرتبط بحالة الطقس، فعلى سبيل المثال هو يذكر أي طقس قد يزيد من آلام الرأس أو الربو أو يسبب الإصابة بنزلة برد أو رشح. ويوصي هذا القسم أيضاً بممارسة الرياضة أو الأنشطة الخارجية خلال طقس معيّن، ما يساعد المستخدمين على التخطيط لأسبوعهم.
ويشرح الشاكر قائلاً "نحن نجمع بياناتنا الأولية من محطات الطقس المحلية وإننا على اتصال مباشر مع قمر اصطناعي للطقس يغطي المنطقة العربية، وقد اشترينا مكتبة البيانات الكاملة التي ينتجها". كما يقوم الفريق بتحويل هذه البيانات إلى توقعات مناسبة للتقديم، آخذًا بعين الاعتبار سمات سطح الأرض والمناخ.
لا يقدم موقع "طقس العرب" توقعات عن حالة الطقس للمستهلكين فحسب، بل يتعامل أيضًا مع الشركات، حيث يبيع بياناته لمحطات تلفزيونية وخطوط جوية في المنطقة. أما الموقع فهو يحقّق الأرباح من خلال عائدات الإعلانات، المعززة بعدد كبير من الزوار الجدد كل شهر.
وفي ظل غياب مواقع عربية مماثلة بارزة، يعتبر الشاكر الخدمات الدولية مثل AccuWeather وWeatherBug وتطبيق الطقس الأساسي الموجود على هواتف الـ "آي أو أس"، كمنافسيه الأساسيين. غير أنه يشير إلى أن تقديم توقعات طقس باللغة العربية من دون ترجمة بيانات من الإنكليزية، هو ما يميّزه عن غيره في المنطقة.
الانتقال إلى الشبكات الاجتماعية
إضافة إلى ترجمة الموقع إلى الإنكليزية والفرنسية، يأمل الفريق أيضاً بجعل أخبار الطقس تجربة اجتماعية، حيث سيسمح للمستخدمين بنشر صور وفيديو على الموقع والتطبيق لإجراء محادثة حول حالة الطقس الإقليمية. كما سيتمكن المستخدمون قريباً من أن يكونوا "مقدمي أخبار الطقس" فيقوموا بتحميل تقاريرهم المصورة بالإضافة إلى قسم فيديوهاتهم الخاصة بالطقس على الموقع.
يقدم الشاكر، بصفته ريادي العام في الأردن، بعض النصائح لغيره من الرياديين في المنطقة، حيث يقول إن "التحدي الأكبر الذي واجهته شخصياً هو التحدي الثقافي. فالطقس مجال فريد وغريب، لذلك يستغرب الناس من حولي ما هو نوع العمل الذي يمكن أن يقوم به المرء في هذا المجال. ولكن إن كانت لديك فكرة وتؤمن بها، نفّذها مهما قال الآخرون".