بنوكي يسهل عملية البحث عن المصارف في لبنان
غالباً ما تضطرّ للاتصال أو زيارة كل مصرف لتحصل على معلومات إضافية حول عروضها ومنتجاتها، أكانت تتعلق بالقروض أو الحسابات المصرفية أو خطط التوفير أو البطاقات. يقول ايلي بو جودة المؤسس الشريك لـ"بنوكي"، انه "هناك أكثر من ٦٠٠٠٠ بحث شهري على محرك "جوجل" حول المنتجات المصرفية في لبنان ومعظمها لا تعطي جواباً ملائماً." بالاضافة الى أن المصارف لا تستثمر الكثير من الأموال لتقديم مواقع إلكترونية فعّالة.
في محاولة لمعالجة هذه المشكلة، تجمع المنصة الإلكترونية اللبنانية "بنوكي" البيانات والمنتجات والخدمات التي تقدمها كل المصارف في لبنان في موقع واحد. كما وتوفّر المنصة لكل المتسخدمين فرصة مقارنة وحساب العروض المصرفية.
بعد العمل لمدة سبع سنوات في الشركة المالية اللبانية "كفالات" التي تساعد المؤسسات الصغيرة والمتوصلة الحجم للحصول على تمويل مصرفي، يعمل إيلي بو جودة، المؤسس الشريك في "بنوكي"، الآن كمدير صندوق الاستثمار لدى "بيريتك" Berytech، شركة لبنانية حاضنة ومسرعة للنمو. ويقول إيلي " عندما تعمل مع المصارف، يطرح عليك أصدقاؤك وأفراد عائلتك الكثير من الأسئلة."
بعد أن لاحظ الحاجة الملحة الى منصة تقدم الأجوبة على كل الأسئلة التي اعتاد الأشخاص حوله على طرحها واستناداً الى قاعدة واسعة من البيانات التي بناها بفضل عمله مع "كفالات"، قام إيلي الى جانب المؤسسين الشريكين نيكولا ليلغولاش ويان روتيل، وهما صاحبي المؤسسة الشريكة لـ بنوكي.كوم ، إيبيز بروداكشين EbizProduction ، في تمويل "بنوكي" وإطلاقها في كانون الثاني/ يناير الماضي. ويضيف " كنت أتواصل مع ما لا يقل عن ١٠ مصارف يومياً خلال عملي مع "كفالات"".
وتعتبر هذه المنصة الأولى من نوعها في المنطقة العربية الا أن المنصات المماثلة منتشرة في دول أخرى على غرار "بانكرايت" Bankrate في الولايات المتحدة التي تقوم بمقارنة معدلات المصارف وبنشر العروض الأخرى التي تقدّمها. الا أن هذا النموذج أدى الى ولادة نماذج أخرى أكثر تحديداً على غرار موقع "سوق المال"، Souqalmal لمقارنة منتجات المالية الذي يشجع الزبائن على "المقارنة قبل الشراء"، و"كريديتكاردز" CreditCards الذي يقارن البطاقات الإئتمانية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا أو حتى موقع "مونيسوبرماركت" Money Supermarket الذي يقارن كل المنتجات المالية بما فيها تلك التي لا تطال الخدمات التي تقدمها المصارف.
كيف تقنع المصارف؟
أدرك المؤسسان الشريكان أنه عليهما تقديم نموذج شبه كامل للمصارف. فقاما بتوظيف فريق أبحاث وفريق تسوّق غامض من أجل جمع البيانات المتعلقة بالمصارف من خلال الادعاء بأنهم زبائن محتملين والتوجه والتحدث مع عملاء المصارف ومن خلال جمع البيانات المتوفرة على المواقع الالكترونية وفي الكتيبات وإضافتها على المنصة.
في البداية، أطلق الفريق نسخة تجريبية لا يجدها جوجل تم استخدامها من أجل الكشف للمصارف كيف تجري الأمور من أجل تشجيعها على التسجل وإضافة البيانات المتبقية.
ويشرح إيلي "كل مصرف يستطيع الاشتراك في حساب مقابل رسوم محددة شهرياً من أحل الاستفادة من خدمة المحاكاة أو الاستمارات الالكترونية وحتى إضافة أو حذف البيانات. الا أن فريقنا يراقب ويتحقق من كل هذه التغييرات قبل نشرها على المنصة."
بيع الخدمات للمصارف
تطمح "بنوكي" الى بناء مجتمع مفتوح للتفاعل على المنصة حول المواضيع والفرص المالية نظراً لأنها تحاول مساعدة أي شخص يبحث عن الخدمات المتعلقة بالمصارف. يضم الموقع فئات متنوعة على غرار الوظائف الشاغرة في المصارف ومنتدى النقاشات حيث يستطيع المستخدمون طرح الأسئلة التي يجيب عليها أعضاء الفريق إضافة الى مدونة تعتبر مساحة مفتوحة للمصارف لتنشر أخبارها وإعلاناتها وأداة لتحديد مواقع فروع المصارف والصراف الآلي.
ومن أجل تعزيز ايراداتها، ستنشر المنصة تقارير تحليلية يتم بيعها لكل مصرف بغية تسليط الضوء على عدد الأشخاص الذين يتفقدون منتجاتها ومن يتفقدها اعتماداً على الجنس والموقع والوظيفة. كما تقدّم المنصة مساحات للاعلانات ونسبة مئوية لكل نقرة على خدمة "المحاكلة" متى يتم اطلاقها.
ووفقاً لايلي بو جودة، وفّر جوجل، في اليومين الأولين، قائمة بـ٩٠٠ صفحة حول "بنوكي". ويقول " من دون أن ننفق الأموال على الاعلانات، لدينا حوالى ٣٠٠ زائر استثنائي لبناني يومياً."
تتطمح "بنوكي" الى التوسّع قريباً الى قطر والكويت وتعمل على نسخة باللغة العربية. وأكد إيلي أن علاقات العمل التي بناها في لبنان لعبت دوراً كبيراً في ولادة "بنوكي" بفضل المصداقية والعلاقات التي بناها مع أصحاب ومدراء المصارف. الا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو الى أي مدى ستكون مهمة إطلاق هذه الشركة الناشئة في دول أخرى سهلة لاسيما أن إيلي بو جودة لا يملك علاقات عمل وطيدة مع اللاعبين الأساسيين فيها؟