مبادرة ركن ثقافي ولدت من الثورة المصرية لتجمع المفكرين في مكان واحد
بعد بدء الثورة المصرية، قرّر ستة شباب إعادة بناء الوطن على طريقتهم من خلال إنشاء "ركن ثقافي" .
ولدت الفكرة نتيجة النقاشات الجارية التي طغت على الخطاب العام. وقرر المؤسسون نشر المعرفة وتشجيع الشعب على القراءة والتعلم واللجوء الى الحجج البناءة، عوضاً عن التمسك بالأيديولوجيات الفارغة. وقالت أسمى البدراوي، المؤسسة الشريكة ورئيسة قسم العلاقات العامة في "ركن ثقافي": "نريد أن ندعم الأفراد المثقفين والمنفتحين والمطلعين."
وتنظّم اليوم هذه المبادرة مجموعة من الفعاليات التي تجمع الكتّاب والمفكّرين والناشرين ومؤسسي المكتبات في مكان عام يرحب بهم جميعًا.
ويتم تقسيم كل فعالية على أركان عدة. ويعرف الركن الأول بركن القراءة حيث تشارك المكتبات الرئيسية في مصر على غرار "ألف" و"ديوان" و"الشروق" و"نهضة مصر" ومكتبات أخرى، وتبيع كتباً بأسعار منخفضة. ويقدم كل ركن ثقافي مبادرة "تبرّع بكتاب"، حيث يهِب الأفراد الكتب المستعملة ليتمّ بيعها في الفعالية أو اقتراضها واعادتها في نهاية اليوم.
أما الركن الثاني فهو ركن النقاشات حيث تتناقش شخصيات معروفة مثل فهمي هويدي وعمر طاهر وسحر المجدي وفاضل سليمان ومفكرين آخرين، وتُعرض انتقادات عن الكتب وتدرّب على كيفية اجراء نقاش.
وتتنوّع الأركان الأخرى بين ركن للأطفال وركن للموسيقى والفنون وآخر للتوعية مما قد يعطي صورة أكثر عمقاً عن القادة والمفكرين المصريين التاريخيين. وغالباً ما يدعو "ركن ثقافي"، الذي يريد أن يوسّع آفاقه، منظمات غير حكومية تعمل على مواضيع خاصة بالثقافة والتطوير الذاتي من أجل المشاركة في الفعاليات.
توسيع الحركة الثقافية
تم تنظيم أول "ركن ثقافي" في آذار/ مارس ٢٠١١ في مصر الجديدة وتلاه فعاليات في المعادي والشيراتون والرحاب وجسر السويس في القاهرة الكبرى. وبفضل الموارد الملائمة، سيتمكّن الفريق من توسيع نشاطاته الى ما هو أبعد من حدود القاهرة.
حتى الآن، يلجأ الفريق الى الاعلانات على الشبكات الاجتماعية التي أثبتت فعاليتها كما أنه يوزّع المنشورات ويعتمد أيضاً على تناقل الخبر من شخص الى آخر.
يموّل حالياً المؤسسون وأعضاء الفريق الثلاثين هذا المشروع. وأكّد المؤسسون أنهم حاولوا الحصول على مصادر أخرى للتمويل إلا أن القيود الحكومية التي حالت دون تسجيل الشركة، قد جعلت سير هذا المشروع أكثر صعوبة.
ومن التحديات الأخرى التي تواجه المشروع، يأتي تأمين التصاريح لاستخدام الأماكن العامة وتعاون كل الأطراف المعنية.
على الرغم من كل هذه العوائق، يثابر المؤسسون وتقول البدراوي "نحاول نشر الأمل بين المصريين."
تنظّم مبادرة "ركن ثقافي" أربع فعاليات سنوياً مما وتأمل أن تؤدي نقاشاتها إلى تحديد مستقبل مصر. وتختصر البدراوي هذه المهمة قائلة، "كل شيء يدور حول القراءة والمعرفة وتحقيق الأحلام في مجتمع أكثر وعياً."