شركة أردنية قد تحدث انقلاباً في تطوير الألعاب في العالم
إنّ إطلاق منصة للبرمجيات المكمّلة في نهاية الأسبوع الماضي، كما فعلت شركة "ميكسد دايمنشنز" الأردنية (Mixed Dimensions) أو "أم أكس دي" اختصاراً، قد لا يعدّ حدثًا ثورياً بالنسبة للأشخاص الذين ليسوا مطوّري ألعاب.
غير أن مكمّل التصميم "جايم درو GameDraw من "أم أكس دي" يهدد بإحداث انقلاب في قطاع تطوير الألعاب، وذلك عبر تقديم منصة لبناء الألعاب أقل كلفة وأكثر تكاملاً من غيرها. ولكن ما هو مكمّل التصميم أو البرمجية المكمّلة (Middleware)؟ في السياق المرتبط بالألعاب، هو أداة تسمح لمطوّري الألعاب بخلق عناصر ضمن محرّك اللعبة. وفي "جايم درو"، بإمكان المطوّر أن ينقّح ويخلق العناصر البصرية بدءاً بالنماذج الثلاثية الأبعاد إلى البنية إلى المدن أو حتى أجزاء من الشخصيات.
تعمل المنصة نفسها (شاهد الفيديو في الأسفل) كبرنامج تكميلي (plug in) لمحرك الألعاب الشعبي "يونيتي" (Unity). وحين يستخدم المطورون "يونيتي"، بإمكانهم أن يلجأوا إلى "جايم درو" لتجميع جميع العناصر، فالأمر بمثابة أن يكون لديك استوديو للأجهزة يرتبط مباشرة بميدان للاختبار حيث يتم تجميع القطع وتوصيلها.
وهذا ليس كل شيء، فشركة "أم أكس دي" تنشئ مستودعاً حيث بإمكان المستخدمين أن يحمّلوا مئات النماذج المجانية. ويقول المؤسس الشريك مهنّد تسلق، "نحن نتقدم خطوة إلى الأمام عبر بناء مستودع حيث بإمكان الناس أن يقوموا بتحميل عناصر واستخدامها في ألعابهم".
إذاً باختصار ثمة شركة تكنولوجيا ألعاب في الأردن تقوم بإطلاق أداة فعّالة لخلق عناصر الألعاب، إضافة إلى قاعدة بيانات من نماذج مجانية ثلاثية الأبعاد. ولكن ماذا يعني ذلك للمطوّرين المستقلين في أنحاء العالم؟
قد يخّفض ذلك كلفة التطوير. فمقارنة بخلق عناصر باستخدام أداة "فاخرة" مثل "3ds Max" التي تكلّف حوالي 3600 دولار، فإنّ كلفة "جايم درو" هي 45 دولار، وهذا 1.25% من السعر السائد. ولكلّ من يحلم بإطلاق لعبة بإمكانه أن يبدأ الآن بدلاً من أن يوفّر.
التطوير أصبح الآن أسهل أيضاً. يقول تسلق "أنت تحتاج عادة إلى مطوّر ومصمم لتطوير لعبة"، ولكن لأن "جايم درو" يجمع بين التنقيح الثلاثي الأبعاد وبين قاعدة البيانات، "بإمكان المطوّر أن يعدّل أي عنصر مباشرة من مستودع أم أكس دي باستخدام جايم درو".
اختارت "أم أكس دي" بناء "جايم درو" لـ"يونيتي" لأنها منصة مستخدمة على نطاق واسع، لديها نسخة مجانية مقارنة بغيرها مثل "كراي أنجن" (Cry Engine)، و"أنريل أنجين" (Unreal Engine)، وهي تستهدف الويب و"فلاش" flash، وأنظمة تشغيل "آيفون" iPhone، و"أندرويد" Android، و"ليناكس" Linux، و"إكس بوكس" Xbox، و"وي يو" Wii U، و"بلاي ستايشن" Playstation. ويعمل "جايم درو" الآن على عدة منصات.
الوصول إلى السوق العالمية
من أجل استهداف المجتمع المتنامي للمطوّرين المستقلين حول العالم، تعمل "أم أكس دي" بجد لنشر اسمها بين 1.2 مليون مطوّر يبنون تصاميمهم على "يونيتي".
وتندفع الشركة لرعاية فعاليات كبرى، بما في ذلك مسابقة زنقة الإقليمية للألعاب من "تاكو للألعاب" هذا العام ومهرجان بوسطن للألعاب المستقلة، حيث أقامت اتصالات مع فريق "يونيتي" في بوسطن وتفاعلات مع تجمعات "يونيتي" في الولايات المتحدة واليابان وهولندا، في حين تواصل جهودها محلياً مع "مجموعة العمل الأردنية لتطوير الألعاب" Jordan Gaming Task Force.
إنها ديموغرافية متنامية، حيث يقول تسلق "إن كنت تتبع اتجاهات معينة في الألعاب، فإن معظم مطوري الألعاب يبنون تصاميمهم في المنزل. والكثير من الاستوديوهات الكبرى تغلق أبوابها وأصبح المطورون المستقلون يشكلون 80% من السوق الآن. كما أن الناس يتجهون أيضاً إلى تطوير ألعاب المحمول أيضاً".
ما هو سر "أم أكس دي"؟
بالنسبة إلى مكانتها بين الشركات الناشئة الأردنية، لم تحصد "أم أكس دي" شهرة في السنوات القليلة الماضية، ولكنها لفتت أنظار الكثير من المستثمرين هذه السنة. ويقول تسلق إنه في مطلع هذا العام حصلت الشركة على استثمار تأسيسي من زيد أيوب وشريف سعيد، ومن "آي في هولدينجز" (IV Holdings) الذين ساعدوا في التسويق والتوسع.
وكان العثور على مجال اختصاصها مفصل أساسي. وبعد أن أسس تسلق والمؤسس الشريك بها أبو نجيم، الشركة في العام 2009، أمضيا عاماً كاملاً في تطوير الألعاب وتحمّل عبء الأزمة المالية. ويتذكّر تسلق قائلاً "أدركنا حينها أنه بفضل قدرتنا يمكننا بناء تكنولوجيا، لذلك قررنا الاستفادة من ذلك".
وبالفعل يعمل أبو نجيم منذ أن كان عمره 12 عاماً في مجال الأبعاد الثلاثية والبرمجة، وعندما قرر هو وتسلق الذي يهتم بالتسويق، أن يتركا وظيفتيهما ويؤسسا شركة، استطاعا الفوز بدعم متبقي لدى الشركة الحاضنة الأردنية "آي بارك" iPark ، وهو ما وضعهما على السكة المناسبة.
وعلى الرغم من فشل تسلق في شركته الأولى التي أسسها عام 2006، قال إن الحصول على تمويل الآن ليس أمراً أساسياً. وقال إن "الأهم الآن في بناء شركتنا هو أن تُبنى عملية اتخاذ القرار لدينا على التفاهم المشترك. وعلينا أن نتشارك رؤيتنا مع موظفينا وفريقنا وأن نكون شغوفين بما نقوم به وأن نكون مرنين مع السوق". ونصح الشركات الناشئة بـ"ألاّ تتخذ قراراً لأنها تعتقد أنه جيد بل بناءً على ردود الفعل".