التحول السريع لوسائل الإعلام الاجتماعية في العالم العربي إلى منبر للجماهير
خلال ثورة التونسية، أبقى أبوا أسماء منصور Asma Mansour عليها داخل المنزل حفاظا على سلامتها. ولكنها كانت على اتصال مستمر مع الأشخاص الموجودين في الشارع عبر جهاز الكمبيوتر الخاص بها، بحيث تصلها آخر الأخبار عن طريق الفيسبوك وسكايب. وقد كانت لديها شبكة واسعة من المعارف بصفتها رئيسة للفرع التونسي للغرفة الدولية الصغرى، وخريجة آيزك AIESEC، وهي منظمة دولية لتنمية الريادة لدى الشباب. وكانت منصور تقوم بتفقد التقارير عن الأحداث لتأكيد صحتها من خلال تقديم تفاصيل من منطقة إلى أخرى. أما عندما قطع والدها خط الانترنت، فقد قامت باستعمال هاتفها بحيث كان أصدقاؤها يرسلون لها وحدات الاتصال.
وفي وقت ما سنحت الفرصة لمنصور للسفر إلى الخارج لمتابعة دراستها. ولكنها قررت البقاء حيث هي، إذ تقول: "لو كنت ترغب في تغيير شيء ما، لربما وجب عليك أن تكون جزءا منه. يجب أن أكون جزءا من النظام وعلي أن أقاتل من أجل تونس، بلادي". وتقول أن الكثير من الناس اكتشفوا بعد الثورة الفقر وانعدام البنية التحتية، كما ترى من داخل البلاد، وأصبحوا متحمسين للتطوع. إن هناك حرية أكثر من أي وقت مضى للعمل، حيث تتنقل البلاد إلى المراحل التالية.
وفي الشهور التي تلت الثورة في تونس، ساهمت منصور في إحداث المركز التونسي للريادة الاجتماعية. يعمل المركز بالإضافة إلى تثقيف الناس حول المشاريع الاجتماعية، بمثابة حاضن للمشاريع والمبادرات الاجتماعية إلى جانب المساعدة على جمع الأموال، وتعزيز التشريعات التي تشجع على مثل هذا العمل.
وتقول منصور: "أنا ضد فكرة الذهاب إلى الحكومة والقول: عليكم إيجاد حل لنا. أعتقد أننا قادرون على ذلك، ونحن أعرف بوضعنا، وإذا ما جئنا بأفكار، وليس مجرد أيديولوجيات وما يتعين عليهم القيام به، وما يأخذون أجرا مقابل القيام به. أعتقد أن الأمر يتعلق بكل فرد منا. إن الأمر يتعلق بالمسؤولية الشخصية، وبالوعي وبالبيئة وما إلى ذلك، لذلك أود أن أشجع هؤلاء الأشخاص على التفكير وعلى أن يكونوا خلاقين."
وتنتمي منصور إلى الجيل الذي استعمل وسائل الإعلام الاجتماعية وساعد في التقدم بحملة احتجاجات الربيع العربي، وهي الحركة التي أطاحت القادة منذ فترة طويلة في العالم العربي وبشرت بواقع سياسي واجتماعي جديد في المنطقة. وهي أيضا من بين الشبان العرب الذين سعوا نحو التغيير وفرص أفضل في الحياة و على الصعيد المهني، تغذيهم المثالية والتكنولوجيا.
وفي مقابلة ثانية مع المعرفة في وارتن بالعربية، أشار الباحثون في كلية دبي للإدارة الحكومية: فادي سالم Fadi Salem، مدير برنامج إدارة الحكومة في المدرسة، وبرنامج الابتكار، ورشا مرتضى Racha Mourtada، باحثة مشاركة، إلى أن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية قد تطور منذ بداية ثورات الربيع العربي. إذ شهد الباحثون منذ 12 شهرا فقط تطور عدة اتجاهات جديدة. ويقولون إن النمو الهائل لوسائل الإعلام الاجتماعية ما يزال مستمرا، بحيث تستعمل الحكومات والأحزاب السياسية نفسها تويتر. وقد أدرك الناس أيضا أن وسائل الإعلام الاجتماعية قادرة على أن تكون أداة للتغيير على كل مستويات المجتمع. ولكن الأمر الأكثر أهمية هو كون موجة استعمال اللغة العربية في وسائل الإعلام الاجتماعية تشير إلى أن العربية تصبح على نحو متزايد أداة يمكن أن يستعملها أي شخص في المنطقة.
فيما يلي مقتطفات من المقابلة.
المعرفة في وارتن بالعربية: ما هي أكبر التغييرات في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية إقليميا خلال الأشهر ال 12 الماضية؟
فادي سالم: لا يزال النمو قويا، ولا يزال التحول نحو الاستخدامات السياسية والمجتمعية بدلا من تلك الترفيهية مستمرا. لقد تجاوز الضعف منذ آخر مرة نشرنا فيها حول الموضوع. هناك 43 مليون مستخدم في الفيسبوك في المنطقة إلى غاية ماي/ أيار. فيما استمرت نفس الاتجاهات التي شهدناها. ويكمن الاكتشاف الرئيسي الجديد في اللغة، بحيث يفضل غالبية مستخدمي هذا المجال اللغة العربية الآن. وتشكل اللغة العربية الآن اللغة الأسرع نموا عبر تويتر والفيسبوك على الصعيد العالمي. وهو ما يعني أنها انتقلت فعليا من وسيلة يستعملها نخب جماعات الشباب المثقفين إلى وسيلة للجماهير في المنطقة. وهو ما يخلق تحديات وفرصا جديدة أيضا.
رشا مرتضى: وأيضا، هناك نوع من التغيير أكثر دقة. فاللغة العربية لم تستخدم فقط في الربيع العربي والنشاط السياسي. لقد تحولت نوعا ما نحو النشاط الاجتماعي والاستخدامات المدنية، كالتحرش الجنسي على سبيل المثال. لذلك فهي لا ترتبط بالربيع العربي فقط، وإنما بأشياء أخرى كذلك.
المعرفة في وارتن بالعربية: وماذا كانت أكبر المفاجآت فيما يتعلق بهذا الاتجاهات؟
مرتضى: رغم أن المرأة كانت نشطة للغاية في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية خلال الربيع العربي، وعلى الساحة، فإن ذلك لم يعط زيادة في عدد المستخدمات في العالم العربي. وتشكل المستخدمات في العالم العربي ثلث مستخدمي الفيسبوك، في حين أنها تمثل 50٪ من مستخدمي الفيسبوك على الصعيد العالمي. وقد كانت هناك تغييرات طفيفة جدا في هذا الاستخدام.
المعرفة في وارتن بالعربية: هل هناك أي أسباب لذلك؟
سالم: لقد ركز تقريرنا الثالث على تمكين المرأة. وقد قمنا بدراسة استقصائية إقليمية ولعبت فئتان من العوامل دورا في ذلك. أولا، العوامل الشخصية لعدم استخدام المرأة لوسائل الإعلام الاجتماعية، وبعد ذلك تأتي العوامل البيئية. وتمثلت النتيجة الرئيسية في كون القيود الثقافية والمجتمعية والحواجز التي توضع أمام المرأة في المنطقة، في المشاركة بشكل عام - سياسية، واقتصادية، ومدنية. وهذا ما يؤدي إلى أن يكون عدد المستخدمين من النساء أقل من الرجال. و لذلك، تعتبر الإتاحة والتعليم والتمكين كلها من بين العوامل المؤدية لذلك.
المعرفة في وارتن بالعربية: ما سبب النمو المستمر لاستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، الذي يعد أعلى بكثير منه في باقي أنحاء العالم؟
سالم: أولا، ساعد التقارب بين وسائل الإعلام الاجتماعية ووسائل الإعلام التقليدية في ذلك كثيرا. وكون غالبية الناس في المنطقة ينظرون إليه على أنه يلعب دورا في التحولات الجارية، التي أصبح حافزا للعديد للانضمام إلى هذه المنصات، ومحاولة تغيير الأمور على نحو فعال. وكانت إحدى المفاجآت الكبرى التي شهدناها هذا العام إضافة إلى التحول في طريقة استخدام الناس لوسائل الإعلام الاجتماعية، تطور افتراضي للمجتمع المدني على أساس ثقافة الحراك الأصلية التي تم إنشاؤها على الانترنت في وقت سابق. لذلك، هناك الآن كنت مجموعات منظمة تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية للتأثير على التغيير، وتصبح بديلا لحركات المجتمع المدني على الانترنت. ونظرا لحقيقة أن معظم هذه البلدان لا تملك وسائل الإعلام الحرة أو برلمانا حرا، وهو الحال حتى في البلدان التي شهدت تحولا - فإن تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية على هؤلاء السكان لا يزال قويا. إنهم يسعون إلى التحرك بطريقة أكثر تنظيما، بدلا من مجرد إسقاط الحكومات أو الاحتجاج، فإنهم يهدفون إلى إنشاء حركة منظمة تؤثر على التغيير عمليا. خصوصا وأن الحكومات الآن تصخي السمع، وتصغي معظم الحكومات إلى وسائل الإعلام الاجتماعية، إما خوفا أو رغبة في معرفة المزيد حول ما يفعله غالبية السكان.
المعرفة في وارتن بالعربية: كان هناك اختلاف حول كيفية سير الربيع العربي في المنطقة. هل أدى ذلك أيضا إلى الاختلاف الإقليمي لمقاربة وسائل الإعلام الاجتماعية واستخدامها؟
سالم: ليس بالضرورة، من وجهة نظري. كان هناك اختلاف حول الربيع العربي، ولكن على الانترنت، ولكن آثاره انتشرت بين جميع هذه البلدان. إن الأمر لا يرتبط بأحد المواقع الجغرافية. لذلك يؤثر مستخدمو وسائل الإعلام الاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة كثيرا في مصر، فيما يؤثر المصريون في تونس، وهلم جرا. إنهم يشاركون في هذه الحركات على الانترنت، ويصبحون أعضاء فعالين فيها. إن الأمر شبيه بالقومية العربية على الانترنت ولكنه ليس بإيديولوجية. إن شيء من الشعور بالوحدة بين السكان على الانترنت. وهناك نتيجة مفاجئة أخرى للاستطلاع الرأي السابق، وقد رأينا هذا حتى في أحدث دراسة قمنا بها، وهي أن وسائل الإعلام الاجتماعية تشكل عامل مساواة بين الرجل والمرأة. إذ لديهم رد الفعل نفسه تجاه القضايا، على سبيل المثال تلك المتعلقة بالمرأة. ولكن الأمر ليس مماثلا في الواقع حيث أن لديهم آراء مختلفة. وينطبق الأمر نفسه على المستخدمين من مواقع جغرافية مختلفة. إذ يرى الناس بشكل أو بآخر الأشياء بنفس الطريقة عندما يكونون من نفس المنطقة. ويكون لديهم رد الفعل نفسه. ولدى الناس الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية عبر أنحاء المنطقة آراء متطابقة تقريبا حول الكثير من الأمور. وهذا لا ينطبق على أولئك الذين لا يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية في هذه الدول.
مرتضى: يبدو أن للأمر تأثيرا متجانسا، إنه يجمع الناس على نفس الرأي.
المعرفة في وارتن بالعربية: التصور. هل يتعلق الأمر بالتعليم، أو التعرض، أو في الولوج إلى التكنولوجيا؟
مرتضى: إنه مزيج من هذه الأشياء الثلاثة. ومرة أخرى، عندما ننظر إلى المرأة والأسباب التي منعتها من استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، فهناك الكثير من العوامل الشخصية، مثل المعرفة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، القدرة على استعمال التكنولوجيا، أو معرفة القراءة والكتابة عامة.... لذلك فعلى ما يبدو فإن معظم الناس الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية هي من نوع معين من العارفين بالتكنولوجيا وذو مستوى تعليمي. وهذا ما يجمع الجميع على نفس وجهة النظر.
سالم: وبالإضافة إلى ذلك، فإن التدفق الحر للمعلومات، ومستوى الوعي يزيد على نحو مستعجل. هناك تأثير متعاظم؛ بحيث يغير الناس تصوراتهم: "إن الجميع يفكر في هذا بهذه الطريقة، اسمحوا لي إذن أن أفكر في ذلك".
مرتضى: إن من بين الأشياء المهمة التي وجدناها عن طريق الاستطلاع هو أن أكثر التأثيرات إيجابية جراء استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية هو تسامح الناس تجاه آراء الآخرين بشكل أكبر. وكان هذا التأثر الإيجابي الأهم الذي أدرجه الناس.
سالم: للتوضيح، فإن السؤال المطروح هو: ما هو الأثر الرئيسي لوسائل الإعلام الاجتماعية في ثقافتك؟" وكان الجواب الرئيسي في المنطقة هو أنه جعلني أكثر تسامحا تجاه وجهات النظر الأخرى.
المعرفة في وارتن بالعربية: التسامح بشكل أكبر تجاه الانتقاد والسخرية؟ يبدو أن هذا قد حقق شعبية بين الجماهير العربية من مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي، وخاصة في التعليق السياسي.
سالم: نعم هذا ما يحدث، وسوف يستمر الأمر، ولكن رد فعل الناس في كثير من الحالات، في حالات سابقة، قد يأخذ رد فعل ما صبغة دبلوماسية، بحيث تقوم بعض الدول بوقف العلاقات مع الدول الأخرى بسبب هجاء ما. أما اليوم فهم يستحسنون إغفال الأمر، وقبوله كشيء يحدث من دون أن تنتج عنه عواقب وخيمة، ويتعلم منه أحيانا، وأحيانا يصبح الأمر مصدرا للضحك. لا يفعل الجميع هذا، ولكن هذا ما قاله غالبية المستطلعين ردا على هذا السؤال تحديدا. ولذلك، بعض الناس مستعدون لقبول وجهة النظر الأخرى، والبعض الآخر يبقون كما هو الحال دائما. وقد ضخمت هذه الوسائل من الآراء المتطرفة أيضا. ولكنني أعتقد أن في مكان ما في الوسط، هناك مجموعة كبيرة غيرت من وجهات نظرها الناقدة، وأصبحت أكثر انفتاحا لسماع الانتقاد مرارا وتكرارا، مدركة أن لا شيء يحدث إذا ما انتقد شخص ما بلدي أو ديني.
المعرفة في وارتن بالعربية: هل يرى البعض وسائل الإعلام الاجتماعية باعتبارها صماما للأمان؟ هناك فيديو على الانترنت حاليا لامرأة سعودية تتحدى الشرطة الدينية في مركز تجاري. وعند مجادلتها لهم، تقول إنها قد حملت الفيديو على تويتر ويوتيوب.
مرتضى: إن هذه من بين الأشياء الجيدة في وسائل الإعلام الاجتماعية التي تجذب الكثير من الناس. إنها تعزز الشفافية والمساءلة. إذ يمكنك تحميل أي شيء تقريبا على يوتيوب فيظهر للعالم ما يجري. وهذا ما حدث في الربيع العربي الذي جلب انتباه الكثير من الناس. وبذلك فتح ذلك أعين الناس. والآن لا يمكن إخفاء الأشياء بعد الآن.
سالم: بعبارة أخرى، فإن الإضرر بالسمعة الذي يمكن أن يتسبب به الفيسبوك، أو غيره من المنصات الإعلامية الاجتماعية، يشكل عاملا يأخذه الكثير من الناس في هذه المنطقة بعين الاعتبار.
المعرفة في وارتن بالعربية: إن فكرة الإضرار بالسمعة على وسائل الإعلام الاجتماعية يقلق الكثير من الشركات في المنطقة.
مرتضى: نعم، لقد كان الإضرار بالسمعة على وسائل الإعلام الاجتماعية وكيفية التعامل مع ذلك من بين الاهتمامات الأساسية لكثير من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة.
سالم: نحن لم نقم بدراسة ذلك. وهذا أيضا تصور. لكن وبالتأكيد، تعمل الشركات والحكومات على التقليل من التأثير على السمعة من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية والتعامل معه. إنه أمر متنام. ويستفيد الكثيرون من هذا، في محاولة لتقديم خدمات لإدارة الهوية، واستخدام التقنيات اللازمة لحذف الأشياء، أو الاحتفاظ بها تحت كومة من المعلومات. ولكن الحكومات تقوم بهذا غالبا عن طريق التنظيمات. إنهم ينظمون استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية من قبل موظفيها والجمهور. ويمكنك رؤية ذلك في الخليج وفي أماكن أخرى في المنطقة، حيث يجري وضع هيكل قانوني للرد على وسائل الإعلام الاجتماعية، للسماح بوسيلة للرد على الأشياء المضرة في وسائل الإعلام الاجتماعية، سواء كان المستفيد هو الحكومة، أو الشركات التجارية أو أي شخص عادي.
المعرفة في وارتن بالعربية: هل هناك تمايز في أنحاء العالم العربي بشأن رد فعل الحكومة واستجابتها؟
سالم: لقد أصبح واضحا في العام الماضي أن بعض البلدان- وهذا يتغير في بعض البلدان على مدار العام - ولكنه كان واضحا في بداية عام 2011 بعض الحكومات التي كانت إعلان حالة الطوارئ ووقف الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، وتجريم هذا، ومراقبة ذاك، وعرقلة ذاك. وكان هذا أول رد فعل للعديد من البلدان. لكن رد فعل الجمهور في بعض البلدان جعل العديد من الحكومات تعيد النظر في ذلك. فعلى سبيل المثال في الثورتين التونسية والمصرية، قال الناس إن قطع الإنترنت كان شيء ايجابي، لأنه جعلهم نشطين على الساحة وليس على الانترنت فقط. وجعل رد الفعل العديد من الحكومات في المنطقة تدرك أن منع أو قطع الإنترنت أو الولوج إلى وسائل الإعلام الاجتماعية لم يكن الطريق الصحيح، وذلك لأن التكلفة ستكون أعلى. ومنذ ذلك الحين، توجهت الحكومات نحو تنظيم أكثر دقة. إذ تراقب، ويتولون كل حالة على حدة، ما لم يتعلق الأمر بقضية أمن قومي أو قضية جنائية تذهب إلى المحكمة. لقد رأينا ذلك، وأعتقد أنه سيظل اتجاها موجودا ليس فقط في العالم العربي، ولكن على الصعيد العالمي أيضا.
المعرفة في وارتن بالعربية: هل أصبحت الحكومات الإقليمية أكثر نشاطا على الإنترنت خلال الأشهر ال 12 الماضية؟
مرتضى: هناك الكثير من المسؤولين الحكوميين على الانترنت الآن. وقد يكون موقفهم كالتالي: إننا لا نستطيع التغلب عليهم، إذن فلننظم إليهم. يمكننا التواجد على الإنترنت أيضا، والتعامل مع المواطنين ومشاكلهم. أنا لبناني، وقد شهدنا وجود الكثير من الوزراء على شبكة الإنترنت الآن، وهم يسرعون في الرد على أي أسئلة أو انتقادات.
المعرفة في وارتن بالعربية: وهناك أيضا مثال على مستخدم سعودي لتويتر اسمه مجتهد Mujtahidd ، تحدى المسؤولين بهذه المعلومات وكان عليهم الرد حتى على وسائل الاعلام الاجتماعية.
سالم: إن المسألة تتعلق بالسمعة، وكيف يمكن أن الإضرار بها على الانترنت. وهذا هو السبب الذي يجعل الكثير من الجهات الحكومية أو المسؤولين يرغبون في الانضمام وسائل الإعلام الاجتماعية أو حجبها. وبدأت التغييرات ب "دعونا نمنعه ونوقفه" وهذه هي الطريقة الأساسية التي تستخدمها الحكومات في المنطقة لمعالجة قضايا الإعلام. ولكن ذلك لم ينجح، وإذن؟ لننظم إلى المناقشات، ونحاول السيطرة على الإضرر بالسمعة، أو نحاول التأثير على النقاش بطريقة أو بأخرى. وهكذا يشكل مجتهد Mujtahidd حالة أدت إلى رد فعل، حيث قررت الحكومة أنها لا تستطيع وقف هذه المعلومات، وبالتالي التحدث إلى الناس. وجعلت من الواضح أن تلك كانت سياسة يمكن أن تنجح.
المعرفة في وارتن بالعربية: ولكن في حالة البحرين وسوريا، هناك استجابة ثالثة على ما يبدو، وهي العثور على أصحاب المنشورات على وسائل الإعلام الاجتماعية ومعاقبتهم.
مرتضى: هذا جانب متطرف آخر. ولكني لا أعتقد أنه صائب في نهاية المطاف، لأنه يجذب الكثير من الاهتمام الدولي. كما أن الكثير من المسؤولين الحكوميين يدركون أنهم لا يستطيعون الغياب عن وسائل الإعلام الاجتماعية، وبأن التواجد فيها هي الطريقة الصحيحة، عوض مراقبة الناس أو قمعهم لاستخدامهم الانترنت.
المعرفة في وارتن بالعربية: ربما لا تزال البحرين وسوريا متأخرتين وراء الثورات بالمقارنة مع مصر أو تونس.
سالم: شخصيا، وفيما يخص حالتي سورية والبحرين، فهما مختلفتان جدا عن مصر أو تونس بشكل رئيسي. إذ كان لغالبية الناس في مصر وتونس نقطة نظر متشابهة حول الحكومات، بينما هناك انقسام واضح في الآراء حول الحكومة في سوريا والبحرين. وخلق هذا مناقشات أكثر وتوترات على مستوى منخفض على الانترنت بين مجموعتين أثرتا على جميع المناقشات التي دارت حول وسائل الإعلام الاجتماعية، وخلق الجيش السوري الالكتروني، ومكافحة القرصنة والقرصنة المضادة على الانترنت، والعصابات الالكترونة والقوائم السوداء. وذلك بسبب وجود انقسام في المجتمع، وهذا ما يفسر رد فعل الحكومات، ولديهم الدعم ويمكن الاستفادة من هذه التدابير.
وعلى سبيل المثال، من النتائج الرئيسية لبحثنا عن تويتر، تدور المناقشات الإقليمية على تويتر دائما حول ما يحدث في الربيع العربي، وعن ما وصلت إليه الثورة حتى الآن. ودائما، منذ أن بدأنا أبحاثنا كانت سوريا والبحرين من بين أكثر المواضيع مناقشات. وفي البحث الأخير الذي قمنا به باللغتين الانكليزية والعربية جاءت كل من سوريا والبحرين في القمة. ولا يتحدث الجميع في المنطقة عن سوريا والبحرين - لكنهم يتحدثون أيضا عن مصر، وغيرها من الدول - ولكن لأن البحرينيين والسوريين، أو الذين شاركوا في الصراعين، يتحدثون كثيرا مع بعضهم البعض.
المعرفة في وارتن بالعربية: تبديل المواضيع إلى العوامل الديموغرافية، ما دام النمو مثيرا جدا، هل كانت هناك تغيرات في من يأتي على الإنترنت في الأشهر ال 12 الماضية؟
مرتضى: لم يتغيروا حقا، ويرجع ذلك أساسا إلى كون الشرق الأوسط منطقة شابة. إن الشباب بالأساس هم من يدفع بعجلة نمو الفيسبوك وتويتر. فهم يشكلون 70٪ من مستخدمي الفيسبوك، وجزءا كبيرا من الديمغرافية بشكل عام. وهم حقا القوة المحركة للنمو.
سالم: إن أعمار مستخدمي الفيسبوك تتراوح بين 15 و 30. وهذه هي الغالبية العظمى من المستخدمين. وهذا لم يتغير عن العام الماضي. ولم يتغير الجنسان عن العام الماضي. ما تغير هو اللغة المستعملة. الأمر الذي يعني أن المستخدمين الآن مختلفون. إذ هناك 70٪ من الشباب، لكنهم ليسوا بالضرورة من النخبة، أو أنهم تلقوا تعليمهم في الغرب أو ممن حصلوا على تعليم أفضل. إنهم مجرد جمهور عادي. زادوا على تويتر والفيسبوك، بل إن العدد قد كبر عبر عدة بلدان، وهم يستخدمون اللغة العربية بدلا من اللغة الإنجليزية، عكس ما كان عليه الأمر في بداية عام 2011.
إننا نتحدث اليوم عن نمو داخل المنطقة العربية، في المملكة العربية السعودية ومصر. إن لدى مصر نحو 10 مليون مستخدم الفيسبوك الآن. وهذا يعني أن من بين المليوني مستخدم الذين كانوا موجودين في نهاية عام 2010، لم يكونوا فقط من الشباب المصريين الذين حصلوا على تعليم جيد، ولكن أيضا أولئك الذين يمكنهم استعمال الفيسبوك باللغة العربية فقط.
المعرفة في وارتن بالعربية: لقد سألنا سابقا عن كون تويتر والفيسبوك يعدان غربيين، وبالتالي كان هناك عنصر من عدم الثقة بين المستخدمين العرب. أما يزال الأمر كذلك؟
سالم: لقد تم بناء الثقة في هذه المنصات. وقد أطلق تويتر نسخة عربية ساعدت على ذلك بشكل واضح.
المعرفة في وارتن بالعربية: في العام الماضي، كان الأداء الأفضل في دولة الإمارات العربية المتحدة.
سالم: وهي ما تزال الأعلى من حيث الاختراق. لكن ذلك كان استنادا إلى أعداد السكان في ذلك الوقت. وهي لا تزال الأفضل أداء في هذه الفئة، ولكن معدل الانتشار أقل. ولكن استنادا للأرقام، فإن مصر هي الأفضل أداء، وهو ما يمثل 25٪ من قاعدة مستخدمي الفيسبوك في العالم العربي.
المعرفة في وارتن بالعربية: مع الانتخابات في مصر، كيف قاربت الأحزاب السياسية وسائل الإعلام الاجتماعية؟
سالم: لقد كانت كل الحركات السياسية منذ العام الماضي سريعة في الانضمام للركب واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، أو منصات مختلفة من وسائل الإعلام الاجتماعية لتقديم رسالتها أو جدول أعمالها. وسواء تعلق الأمر بالحكومة أو شبه الحكومية أو المعارضة، توجب التواجد على وسائل الإعلام الاجتماعية في محاولة للتأثير على المناقشات، واستهداف السكان الشباب، والنمو ضخم. لذلك قد تكون هناك أيضا في أقرب وقت ممكن للتأثير على جدول الأعمال السياسي، كما هو الحال في مصر. وهذه المجموعة الأساسية مؤثرة، ليس لأنها تفعل أشياء ما بالضرورة. وقد لا تكون ممن صوتوا في مصر، لكنها أثرت بالتأكيد في التصويت.
مرتضى: وحتى في البلدان التي لا تأثير للربيع العربي فيها - كالكويت على سبيل المثال، التي فاجأتنا بعدد مستخدمي تويتر وتويت فيها، وكنت أسأل لماذا الكويتيون. كما تبين أن البرلمان نشط جدا في تويتر، وأنهم يشكلون الجزء الأكبر من مما يحدث هناك، والناس تتفاعل معهم. انه مشهد سياسي نشط للغاية، ولكن ليس بالمعنى الثوري.
سالم: ويمكن القول أيضا أن هذا يحدث في البحرين أيضا، الحركات السياسية، أو الحركات المدنية فقط، ولكن أيضا على مستوى الحكومة والبرلمان.
المعرفة في وارتن بالعربية: هل تتم مقارنة المسؤولين الحكوميين من مختلف البلدان في المنطقة على وسائل الإعلام الاجتماعية؟
سالم: إن هذا يحدث، ولكن على المستوى المحلي. وعلى الصعيد الإقليمي، هناك أمثلة قليلة بسبب خلافات قديمة. أما على المستوى المحلي، فهناك الكثير من ذلك. حتى من الناحية الدينية، وهو اتجاه آخر. هناك الكثير من المشاهير الدينيين على تويتر، وهو ما يؤثر على الكثير من المناقشات، وخصوصا في المملكة العربية السعودية، وهم يمتلكون قاعدة تتبع ضخمة في الخليج الأكبر أيضا. وتحدث المقارنات على مستوى أخبارهم، وماذا فعلوا، وماذا يقولون أو ما لا يقولونه. ولقد دخلت الشخصيات الدينية تحت الأضواء في الخليج بالتأكيد في الأشهر القليلة الماضية.
المعرفة في وارتن بالعربية: تعد مناقشة الدين في هذه المنطقة آخر الحدود، ولكن تم إدراج هذا الموضوع الآن في هذا المجال حيث يمكن لأي شخص التعليق.
سالم: سوف يزيد هذا، بتحول وسائل الإعلام الاجتماعية إلى منبر للجماهير. إن الأمر شبيها تماما بوقت خروج الصحون اللاقطة إلى العالم العربي منذ أكثر من عقد من الزمان. لقد بدأت أولا بالقنوات الإخبارية التي تستهدف النخبة، وبعد ذلك تم تركيب أطباق أكثر في المنطقة، ثم حدث انفجار من القنوات الدينية والعروض. هناك مجموعات جديدة تنضم للمناقشات. وهناك حاجة لتلك المناقشات التي تجري في هذا الموقع على الإنترنت، وهناك من يفي بهذه الحاجة.
المعرفة في وارتن بالعربية: هل حدث تغيير على مستوى النقاش حول إيران منذ صدور التقرير الأول؟
سالم: بالتأكيد، لقد حدث تراجع وتغير في الأمر. ولكن هناك أولويات عديدة يتحدث عنها الناس على الانترنت في المنطقة العربية. وهناك العديد من البلدان التي تشهد التحول، والعديد من البلدان التي تشهد الثورات والعمليات السياسية والتغيرات المجتمعية. نعم، إيران هي جزء من المناقشة، ولكنها ليست موضوعا أساسيا.
المعرفة في وارتن بالعربية: ما الذي دفع التحركات على منصات مختلفة؟
مرتضى: يعتمد ذلك على الحالة أو القضية. وأعتقد أن تويتر جيد لتعبئة الناس من أجل قضية ما. وفي الفيسبوك لا يوجد حد لعدد الأحرف المستعملة، لذلك يمكنك الحصول على المزيد من المناقشات المطولة والصفحات الفعلية. لقد رأينا أمثلة من قضايا تتطور على المنصتين على حد سواء، مثل حملة ضد التحرش الجنسي في مصر سميت هراس ماب. هناك أشياء مختلفة تدفع بالناس نحو منصات مختلفة، ولكن لكل منها خصائصها الفريدة.
سالم: هناك دول ذات أغلبية من مستخدمي تويتر في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين. ودول الخليج هذه هي البلدان التي تولد النقاشات بشكل عام. و يتفاعل 80٪ من مستعملي تويتر في ستة بلدان، ويوجد ثلث مستعملي تويتر في المنطقة في الكويت.
المعرفة في وارتن بالعربية: ألا تزال هذه المناقشات مجهولة إلى حد كبير؟
سالم: لم نقم بقياس هذا، ولكن تويتر موقع عام، وهناك المزيد من الشخصيات العامة التي تنضم إلى تويتر، وهو يصبح شيئا خاصا بالمشاهير حتى على الانترنت. ينضم الكثير من الناس بصفتهم الشخصية. ومع ذلك، أعتقد أن هذا سينعكس بشكل طفيف، بعد أن شهدنا إغلاق العديد من الحسابات بسبب قضايا جنائية أو تعدي مستخدمي تويتر على قانون ما. أما فيما يخص الفيسبوك، يجري الاتفاق على التسجيل بالاسم الحقيقي وهو ما لا يحدث دائما، لا سيما في البلدان حيث تجري الثورات. ولربما كان لكل شخص في سوريا حسابان، واحد باسمهم، والآخر احتياطي.
المعرفة في وارتن بالعربية: بعد الإطاحة بالقادة في بعض البلدان، أي نوع من المشاعر شهدت؟ هل كان هناك ارتفاع حاد في الحماس؟
سالم: أعتقد أن الأمور قد نضجت. لا يتعلق الأمر بشيء فيه تسرع، وهناك جهود أكثر تنظيما. وبشأن بعض القضايا والموضوعات، هناك مستوى ضئيل من التغيير يحدث. وفي بلدان أخرى، يمكنني القول إن هناك حركات متكاملة في المجتمع المدني تجمع مئات الآلاف من الأشخاص من أجل قضية محددة، سواء كانت حكومية أو مجتمعية. إنها أكثر تنظيما الآن في بعض البلدان حيث ينضم عدد أكبر من الناس، ولكن الأمر متقلب أسبوعيا. وحقيقة كون الحكومات تغير ردود أفعالها تجاه هذه الحركات في كل وقت، لا سيما إذا كان تخريبية. وهو ما يجعل هذه الحركات تجد وسيلة خلاقة للقيام بذلك على منصة أخرى. إن المستخدمين الجدد لا يزالون أكثر حماسا تجاه ما يمكن القيام به، وهم يشكلون جزءا كبيرا من هؤلاء الذين انضموا إلى وسائل الإعلام الاجتماعية في ال 12 شهرا الماضية.
مرتضى: أعتقد أن هذه الضجة قد هدأت قليلا، ولكن الناس يدركون أنه بإمكانهم استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لإحداث تغيير اجتماعي، ولفعل شيء حيال مجتمعهم كإنشاء مقاولة. و يدرك الناس إمكانات وسائل الإعلام الاجتماعية المغايرة للجانب الثوري. ويعتقد الكثيرون أن هذا سيكون بمثابة ارتفاع، ثم سينسى الناس أمر وسائل الإعلام الاجتماعية عند انتهاء الثورات. ولكني اعتقد أنها ساهمت في دعم اهتمام الناس، وجعلتهم أكثر ابتكارا بشأن كيفية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية.
المعرفة في وارتن بالعربية: هل يغذي هذا الرغبة في المشاريع الاجتماعية؟
مرتضى: لقد بدأ الناس يدركون إن لم يكن تنفيذ ذلك ممكنا، نعم، يمكنهم استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية من أجل المشاريع الاجتماعية، لإحداث تغيير اجتماعي، وبدء أعمالهم التجارية الخاصة أو خلق الوعي في المجتمع. هناك جميع أنواع الأشياء ذات التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يترتب عن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية.
سالم: هذا يجري في جميع أنحاء المنطقة، ليس في دولة واحدة أو أخرى، وليس في تلك البلدان التي تمكنت من استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية للإطاحة بالحكومات أو تلك التي لم تفعل ذلك. لقد كان رد الفعل إيجابيا في جميع أنحاء المنطقة للتأثير على التغيرات الاجتماعية، أو التغيرات التي تحدث في ثقافتهم.
المعرفة في وارتن بالعربية: من المثير للسخرية أن تتحدث عن هؤلاء المستخدمين "الأقدم" في حين يتعلق الأمر ب 12 شهرا فقط. ولكن هل ترى الفرق بينهم وبين المتبنين "الجدد" لوسائل الإعلام الاجتماعية؟
سالم: في سوريا على سبيل المثال، هناك تعب بين المستخدمين القدامى، بحيث لا يستطيعون فعل أي شيء على الإنترنت بعد الآن، إن الأمر محفوف بالمخاطر، لأنه تم وضع الناس في السجن بسبب استخدامهم الانترنت. لا يتعلق الأمر بمجرد خطر، ولكنه أيضا ليس مؤثرا بما فيه الكفاية، وقضيتهم لا تتحرك في أي اتجاه. ومع ذلك، يعد المنضمون الجدد أكثر تمكنا. وتوقف العديد من المستخدمين الأقدم عن استخدام الفيسبوك.
المعرفة في وارتن بالعربية: إذن هل ترى مستوى أعلى من الوعي بكيفية استخدام هذه التقنيات منه قبل 12 شهرا فعليا؟
سالم: بالتأكيد، وخاصة بين المجموعات الأقدم، وهو ما يثير الدهشة بالنسبة لي. إن المستخدمين الأحدث بطبيعة الحال أكثر معرفة بالتكنولوجيا. ولكن في العام الماضي، انضم الناس من الأجيال الأكبر سنا - من مسؤولين وممارسين ورجال أعمال وأكاديميين، وهم يتعلمون بسرعة. إن الجميع ينضم، ويتكيفون. و لك يعتقد العديد من هؤلاء الناس لم يعتقد أبدا أنهم سيكونون في الفيسبوك، لأنهم اعتقدوا انه شيء صبياني قبل عام 2011. والآن هم يدفعون باتجاه مزيد من أتباعه على تويتر.