مسابقة وارتن للابتكار الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط منافسة للأفكار ومقارنة بين التحديات المشتركة
[تعرّف على فريق كارمسولار الكامل في مقابلة مصورة أجرتها معهم ومضة واقرأ المزيد عن المسابقة هنا]
لم يكن أحمد زهران Ahmed Zahran ليكون أكثر حماسا عند تلقي رسالة إلكترونية تؤكد اختيار شركته الناشئة في الدور نصف النهائي من مسابقة الابتكار الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، والتي استضافتها كلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا وكليات التقنيات العليا في دولة الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي.
وكان زهران وزملاؤه المصريون قد بدؤوا قبل أشهر في تطوير KarmSolar، وهو مفهوم لتوفير حل لضخ المياه في المزارع المصرية والمناطق القاحلة باستعمال الطاقة الشمسية، والتي تعتمد حاليا على مولدات الديزل لضخ المياه الجوفية لأغراض الري.
وقال زهران لزميلته يمنى ماضي Yumna Madi "ماتزال مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني من وصل الطاقة المائية، حيث هناك حاجة إلى كميات متزايدة من الطاقة لإنتاج المياه الموجهة للاستهلاك البشري والزراعي والصناعي من جهة، وهناك من جهة أخرى الحاجة إلى كميات متزايدة من المياه لإنتاج الطاقة."
ولقد كانا من مجموعة من 12 مرشحا بلغوا مرحلة نصف النهاية قادمين من مختلف أنحاء المنطقة التي حازت على اهتمام الحكام وكذا كارل تي أولريش، نائب عميد الابتكار وأستاذ ريادة الأعمال والتجارة الإلكترونية في كلية وارتن. ومع تركيز المسابقة على المفاهيم المستدامة التي يمكن تنفيذها عالميا، تراوحت الأفكار المتنافسة بين تقنيات بالبناء الجديدة ونظم توفير المياه. لقد دامت المنافسة عبر يومين في ماي/ أيار للفوز بالجائزة الأولى المقدرة بما يعادل 30 ألف دولار أمريكي.
لكن زهران وفريقه أصبحا يشكلان عن غير قصد مثالا عن بعض الصعوبات الكبيرة التي تقف في وجه التدفق الحر للأفكار والابتكار في المنطقة. لقد أخبروا قبل أيام قليلة من بداية المسابقة بأنهم لن يستطيعوا حضور المسابقة بسبب القيود المفروضة عند طلب الحصول على تأشيرة للدخول إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. ومع عدم وجود خيارات أخرى، سمح للفريق بتقديم عروض افتراضية عن أفكارهم عبر برنام سكايب.
مواجهة العقبات الإقليمية
وقال فرج المحاربي Faraj Al Meharibi، وهو طالب إماراتي كان وراء إدخال أورث سالوتس، وهو مفهوم لتطوير نظام للرصد استخدام مرافق المنازل، إنه يمكن للصعوبات البيروقراطية أن تصبح بسهولة عقبة كبيرة أمام أصحاب المشاريع: " الخطوات التي يجب أن تتبعها لإخراج منتجك إلى النور، والرخص المطلوبة، ومختلف الإدارات المعنية، كل هذا يجعلك تتراجع عن الأمر عند منتصف الطريق".
وقال سايموم حسين Saimum Hossain، و هو متنافس يبلغ من العمر24 عاما من بنغلاديش، إن هناك نفورا من المشاريع أو محاولة تطوير الأفكار الخاصة بسبب المخاطر الكامنة في محاولة العمل لوحدك.
كما قال حسين: "إن البيئة العامة لا ترحب بالابتكار"، وكان يمثل إدخالا لنوع جديد من مواد البناء يدعى جاتين، وهو مصنوع من خليط من المواد الطبيعية كالجوت وبولي كلوريد الفينيل، ويوفر بديلا أرخص وأكثر خضرة من رقائق الالومنيوم المموجة التي تستخدمها الكثير من البلدان الأكثر فقرا في البناء. لذلك: "أنت خارج من التيار الرئيسي."
وقال برينس أرورا Prince Arora، وهو متنافس ذو 22 عاما من تشيناي، بالهند، والذي شارك بمشروع لنظام لرصد الطاقة مبني على اللوغاريتم، بأن المسألة جعلت من الصعب تعيين فريق لتنفيذ أشغال أخرى بالنسبة لإحدى الشركات الناشئة. "تتجلى الصعوبات في إيجاد التمويل المناسب والأشخاص المناسبين للمبيعات. لقد ركزت حتى في مشروعي على الجانب التقني. أنا لا أعرف كيفية التوصل إلى خطة عمل."
ومن بين كل المجموعات، كان هناك إجماع على أن الحصول على التمويل اللازم لمشروع ما غاية في الصعوبة. وقال حسن قنديل Hasan Qandil، وهو أردني أتى بمشروع لاستخدام العدسات المركزة لإنتاج طاقة شمسية أكثر كثافة وكفاءة: "إن التمويل هو أكبر التحديات". "يجب الإيمان برجال الأعمال الشباب، حتى يكون هناك المزيد من الاستثمارات من جانبهم. "
تباين احتياجات الابتكار
وأفاد قنديل أيضا أنه ازدهار الابتكار مع تحسين التعليم في المنطقة: "إن الجانب التطبيق غير موجود فس التعليم، وتعطي معظم المدارس النظرية فقط. لطالما أردت الخروج من الأماكن المظلمة ومن التصنيفات." ما تزال المنطقة تشعر بآثار الربيع العربي، والانشغالات التي أثارتها الاحتجاجات، بما في ذلك الدعوة العامة لتحسين نوعية الحياة، الجاثمة على عقول المنافسين.
وقال خالد مواتس Khaled Mouats، وهو متنافس من الجزائر، تمثل مشروعه في موديرن وول، المتعلق بمواد البناء التي من شأنها زيادة تدفق الهواء والتبريد داخل المنزل: "يجب أن يشعر الجميع في الشرق الأوسط بالراحة. ليس هناك الكثير من المبدعين العرب. هناك الكثير من الأفكار الجيدة، ولكن لا يوجد أي دعم لهم ".
وقال زهران وماضي إن الثورات قد خلقت فرص للمبدعين. "إننا نشعر بأن الربيع العربي، على الرغم من التحديات وصعوبات التي طرحها، قد فتح الباب أمام العديد من رجال الأعمال الشباب للدخول في مشاريع جديدة". وأضافا "إننا نشعر بالثقة، وقد لاحظنا زيادة في الفائدة من المنظمات المحلية والدولية والمستثمرين في دعم المشاريع الاجتماعية والابتكار في العالم العربي".
وقالت موزة الخيلي Mouza Al Khyeli، وهي المرأة الوحيدة التي وصلت إلى الدور نصف النهائي، إن الابتكار في الشرق الأوسط يجب أن يكون وسيلة لجلب المزيد من التطور في بلد المرء. وتنتمي الخيلي إلى بلدة صغيرة بين أبو ظبي والعين، وتجلى مشروعها في ملتقط لأضواء الشارع يعمل بالطاقة الشمسية. "الشيء الوحيد الذي يهني هو خدمة دولة الإمارات العربية المتحدة. فهذه بلدي، وأريد أن أرد لها الجميل."
وقال علي محمد الشحي Ali Mohammed Al Shehhi، وهو قائد فريق من كلية التقنية العليا في رأس الخيمة للرجال، و المشارك بمشروع آلة للوضوء من شأنها أن تحد من استهلاك المياه في المساجد، حيث يغتسل المومنون قبل الصلاة: "إننا نريد اتباع تعاليم النبي محمد، وذلك بدعم من التكنولوجيا".
ويأمل المحاربي بأن يطمح المزيد من الاماراتيين في التنافس وتطوير منتجات جديدة على الرغم من الصعوبات في أن يكون المرء مقاولا و مبتكرا. وقال "نريد أن نكون الأفضل في كل شيء".
مشورة و فائزون
ولقد أتى حكام المسابقة أيضا من مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك وليد منصور Walid Mansour، المدير التنفيذي للشركة المتركزة في لبنان، شركة فينشر الشرق الأوسط وشركاؤها. وقيم منصور، وهو حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية وارتون، المواهب المعروضة في المسابقة.
"لقد أعجبت بنوعية التطبيقات ومستوى المشاريع المبتكرة العالي. لقد وكان التنوع واضحا، بمشاريع من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تهدف إلى حل المشاكل ذات الصلة بالمجتمعات المحلية والعالمية".
وأشار منصور إلى أن معظم المتسابقين قد تنافسوا في محاولة للتعبير عن الأفكار وراء مشاريعهم، وقال انه قد ركز على فهم قدراتهم. لقد بينت التجربة له بأنه على أصحاب المشاريع البيئية المستقبليين في المنطقة "العمل على تطوير أعدادهم، وتصور العديد من التطبيقات لأفكارهم، وأن يكونوا واعين بتنفيذ أفكارهم وتقييمها وإن كانت المشاريع تستهلك الموارد أم لا."
وكان من بين الحكام أيضا سامر عابدين Samer Abdin، المؤسس المشارك ل Istikana.com التي يوجد مقرها بدبي، وهي الموفر الأول لخدمات التلفزيون على الانترنت في المنطقة. وكان أيضا قد أعجب ب"نوعية عالية من الإدخالات والمحاضرات وكذلك في مجال الطاقة والدافع لإحداث تغيير." وقال عابدين إن المتسابقين قد أظهروا "إمكانات هذه المنطقة من حيث روح المبادرة، والاحتياجات المحتملة من وجهة نظر تعليمية وقانونية أيضا. "
في النهاية، قال إنه وزملاءه الحكام قد ناقشوا مطولا الأسس الموضوعية للمشاريع المقدمة، وبثوا في خمسة متسابقين زهران ومادي ب KarmSolar؛ والشحي بآلة الوضوء؛ و مشروع يسمى GreenSpark من بنغلاديش، ممثلا بسادمان صفات، والذي استعمل نبتة البريوفيلوم كمصدر للطاقة في للمنازل، ونظام بالرينا للطاقة من لبنان، الذي قدمته نجية شامية، وهو خليط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جهاز أسطح المنازل. ثم باك انرجي، ممثلا برضا علي من لاهور بباكستان، والذي يستخدم روث البقر لتوليد غاز 'نظيف' للتدفئة والطبخ والإضاءة، فضلا عن الأسمدة الحيوية.
ولدهشتهم، منح الحكام على الجائزة الكبرى البالغة 40000 درهم. (11،000 دولار أمريكي) لفريق زهران في مصر. وقد حلت باك-اينيرجي بالمركز الثاني، وجائزة نقدية قدرها 30000 درهم. (8000 دولار أمريكي). واكتفت المشاريع الثلاثة الأخرى بالتعادل، ب 10000 درهم. (2700 دولار أمريكي) لكل منهما.
ومن خلال اتصال عبر برنامج سكايب، ضحك الجمهور وهم يشاهدون زهران وعائلته يحتفلون بالنصر. وقال زهران وماضي: "لم نكن نعتقد أنه كانت أمامنا فرصة للفوز لأنه وللأسف كان علينا تقديم العرض من خلال شبكة الإنترنت. إن هذا لأمر رائع لأنه يذكرنا بأننا نطور حلا توجد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حاجة ماسة إليه. إننا مسرورون جدا بهذا الفوز، ونشعر بمسؤولية أكثر عن جعل مشروعنا ناجحا وبأن حلنا يشكل بديلا فعالا لمولدات الديزل. "
وقدما في غمرة انتصارهما نصائح للمتنافسين في المسابقة مستقبلا والمبتكرين: "لا تشعروا بالخوف ولا تخافوا المخاطرة. كما ننصح الجميع بعدم الاستسلام وتوقع مواجهة العديد من الإكراهات والعقبات، ولكن إذا ما آمنتم بما تفعلونه وأحببتموه فستصلون إليه في نهاية المطاف، ونحن لسنا مستعدين للاستسلام إطلاقا. "
نشرت في ١٤ أيار/ مايو ٢٠١٢ على Arabic Knowledge@Wharton