إحياء روح ريادة الأعمال في تجمع عُمان لرواد الأعمال
أقامت شبكة رواد الأعمال العُمانيين تجمعها الثاني يوم الاثنين الماضي في مقهى "موود" في العاصمة مسقط، اجتذب هذا الحدث الذي أقيم من أجل بدء حوار مفتوح، حوالي 35 رائد أعمال، حضروا ليتجمعوا حول ريادة المشاريع وممارسة الأعمال التجارية في سلطنة عُمان.
كل من سنحت له الفرصة لزيارة مسقط يتفق بأنها ملاذ للراحة والاستجمام، حيث تتمتع بجو هادئ إذا ما قورنت بجارتها التي تعد محور أعمال الخليج، دبي. ولكن لا تدعوا مظهر البيئة الكسولة في عُمان يخدعكم، حيث تقام لقاءات العمل في المقاهي الشاطئية الهادئة القريبة. ففي فعالية رواد الأعمال الثانية، كان جو التجمع مشحونًا بالطاقة والحماس والرؤى المشتركة، حتى ليخيل إليك بأنك دخلت سوقاً مختلفةً كلياً.
نظمت شبكة رواد الأعمال العُمانيين الفعالية بقيادة رواد أعمال من أجل رواد الأعمال، والذي أطلق حوارًا مفتوحاً حول النظام الإيكولوجي والبيئة المواتية لإحتضان نمو ريادة الأعمال في عُمان. وفي نقاش مفعم بروح الريادة تم التركيز على الاهتمامات العامة لرواد الأعمال والتحديات التي تواجههم والحلول المقترحة للتغلب على التحديات في السوق المحلية.
ومن أهم ركائز الندوة النقاشية كان الحوار المفتوح والشفاف الذي أفتتحت به الفعالية، فقد تكون ريادة الاعمال الحرة مكانًا موحشاً لبعض الرواد، ولذلك فإن الفرصة لمناقشة التحديات والحلول مع غيرهم من الرواد هي ما يدعوهم للاستمرار والتغلب على العقبات. وتعد هذه التجمعات عنصرًا أساسيًا يفتقده رواد الأعمال العُمانيون في الوقت الراهن، بالإضافة لافتقادهم لمصدر معلومات فعال ومؤثر وسهل الوصول إليه. (في الواقع إن تسهيل الوصول للمعلومات هي حاجة وفجوة في السوق بإمكانها أن تصبح فرصة عمل تجارية سانحة لرواد الأعمال الذين يقرؤون هذه المقالة الآن.)
كان أحد أعضاء المجموعة، والذي أتى ليشارك برؤيته الخاصة، هو أنور العاصمي، المؤسس والمدير الفني في "رياليتي سي جي" RealityCG، وهي شركة مختصة بالبث البرامجي، والعلامات التجارية، والاتصالات تسعى لتقديم بيئة للعمل الإبداعي في سوق ناشئة. يُعد العاصمي - الحائز على جائزة أفضل رائد تصميم عالمي للعام 2006 في المملكة المتحدة، والذي نال ترشيحًا لجائزة إيمي عن تصميم الرسومات الخاصة بفيلم "ماكسيمم سنيك" الذي أنتجته قناة ناشيونال جيوغرافيك - عضوًا ناشطًا ومثابرًا في المجموعة، حيث ينجح دوماً في بث سحر التفكير الإبداعي في النقاش، من خلال تعريف بقية المجموعة بفوائد استخدام أحدث تطبيقات تقنية المعلومات للتواصل فيما بينهم.
خلال 45 دقيقة من تجمع رواد الأعمال ضّج المقهى بالتفاؤل والإلهام ومشاركة الجميع نماذج من واقع تجاربهم الشخصية القيمة. وتم التركيز في القسم الاخير من الفعالية على الطرق التي تُمكّن الأعمال الصغيرة ومتناهية الصغر من البقاء و النمو في سوق يتسم بالجمود النسبي كالسوق العُماني. حيث اتفق معظم رواد الأعمال الحاضرين على أن السرّ يكمُن في تقديم منتج أو خدمة عالية الجودة وذات قيمة مضافة من شخص صاحب المشروع، مع مراعاة التركيز على التفاصيل لكل من المنتج (أو الخدمة) والعميل.
قد يُكوّن تجمّع رواد الأعمال
مجتمعًا جديداً ونامياً بالسلطنة، ولكنّ ريادة الأعمال في عُمان ليست
جديدة. فالسلطنة الساحرة بجمالها لها تاريخ عريق وجذور ضاربة في تاريخ
التجارة العالمية حيث كانت مركزًا تجاريًا عالميًا منذ القرن الأول
الميلادي وقبله، فهي مصدر للُبّان وموطن البحّارة القدماء، واليوم
تستيقظ روح الريادة مرة أخرى في عمان بعد سبات طويل
كالجميلة النائمة، وثقوا بأن ريادة الاعمال بعمان هي من تستحق
المتابعة.