الصدارة للفتيات في برنامج شركتنا لتدريب طلاب الثانوية العامة على ريادة المشاريع
مبادرةٌ جديدةٌ تُطلق في الأردن لمساعدة طلاب المدارس الثانوية الحكومية على تطوير مهارات ريادة الأعمال خلال السنة الدراسية.
إن "شركتنا"، وهي منظمة غير ربحية أطلقتها "الجود للرعاية العلمية" ويرأسها ماهر قدورة، تهدف إلى استثمار 200 دينار أردني (حوالي 300 دولار أميركي) في500 مدرسة في الأردن، لمساعدة الطلاب على بدء الأعمال التجارية ما بين يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) 2012 .
يعمل البرنامج الذي يُدار بالتعاون مع وزارة التربية و التعليم على تدريب مجموعة من المعلمين والمشرفين (واحد من كل مدرسة) على مهارات ريادة وتنظيم المشاريع ويتيح لكل منهم قيادة مجموعة من 8-12 طلاب لإنشاء مشروع تجاري صغير في مدرستهم.
يُعامل مبلغ الـ 200 دينار أردني، والذي تم استثماره من قبل مؤسسات أو أفراد (ومضةWamda هي أحدى الشركات الراعية)، تماماً كرأس مال لشركة ناشئة. أي ربحٍ ناتجٍ يعود للفريق ويُقسم بالنصف عند انتهاء فترة الخمسة أشهر، فيقسّم 50% منه على أعضاء الفريق إلى جانب المشرف، ويُعاد استثمار الـ 50% الباقية في مشاريع مُستدامة في المدرسة. كما ستقوم "شركتنا" بمكافأة أكثر تلك المشاريع ربحيّةً بـ 1000 دينار أردني. على أمل أن يصبح هدف الطلاب في الحياة هو السعي لإنشاء مشاريعهم الخاصة.
يهدف البرنامج إلى تحسين تعليم ريادة الأعمال بشكل تدريجيّ بطريقةٍ إرشاديّةٍ عمليّة في معظمها مع ترك جزءٍ نظريّ عن قصد. يُعطى المشرفون 2.5 ساعة من التدريب تتضمن فيديو تعليمي يوضح عملية التسويق، والإنتاج واستراتيجيّات الإدارة الماليّة مع جرعة من الكوميديا. ثم ينقل المشرفون بدورهم الدروس إلى الطلاب، ليقوموا بعدها بتطوير فكرة مشروع مع فريقهم وفي النهاية بتنفيذها. في حال حدوث أي إخفاق في مسار المشروع بالإمكان الاستعانة بمرشدين من "شركتنا" Sherkitna خلال السنة الدراسية. كما يسمح للطلاب إبداء آرائهم في المشرفين لضمان الشفافية.
نجحت حتى الآن بنية البرنامج التدريبي وأنتجت مشاريع تجارية مربحة في 9 من أصل 10 مدارس ابتدأ بها البرنامج بحسب معن زغلول، مدير العمليات في" شركتنا" Sherkitna. وقد لا يكون من المفاجئ في ضوء الاتجاهات الراهنة في مجال التعليم في العالم العربي، أن تثبت فرق مدارس البنات أنهن أكثر اجتهاداً وإنتاجيّةً.
و أشار زغلول: "بعض من أفضل المشاريع جاءت على شكل شركة تطريز، وشركة تصنيع المخللات، وشركة تقدم المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة في المدرسة كخيار إضافي إلى جانب أنواع العصير المتوفر.
"كافة هذه المشاريع كانت تُدار من قبل فتيات. حيث تعد الفتيات في مجتمعنا، في المرحلة العمريّة هذه، أكثر جدية وإنتاجاً وأكثر استعداداً لتحقيق الإنجازات من الفتيان". كما يؤكد زغلول أن "احتياجات السوق هذه تنطبق إلى حدٍّ بعيد على طلاب المرحلة الثانوية، فقد حققت الشركة المتصدرة مبلغ 400 دينار أردني فوق الـ 200 دينار أردني الأصلية في غضون أشهر".
للبرنامج أيضاً أثرٌ اجتماعيٌّ أوسع. فيقول زغلول: "تسجّل معظم الفتيات الآن علاماتٍ دراسيّةً أفضل لأنهن أكثر انخراطاً في الأنشطة". الآباء ممتنون، ومن المرجح أن تستمر هذه الأسر بدعم بناتهن في ريادة مشاريعهن مستقبلاً، حيث أن الكثير منها تدير أعمالاً خاصةً بها.
مما لا شك فيه أن هذا النوع من التعريف والتدريب على إنشاء الأعمال التجارية، في مجتمعٍ لا تعتبر فيه ريادة الأعمال من قبل النساء شيئاً مألوفاً، سيؤثر إيجابيّاً على الاقتصاد الأردني. فمع تزايدٍ سريعٍ في عدد السكان من الشباب مهدّداً بتسريع معدلات البطالة في العالم العربي خلال العقد القادم، لا يوجد وقتٌ أفضل من الحاضر للمبادرة إلى خلق المزيد من فرص العمل والمزيد من الوظائف التي تقودها النساء.
والهدف النهائي، كما يقول زغلول، هو نشر فيروس ريادة المشاريع. فيحصي: "إذا استطاع كل من أعضاء الفريق العشرة في كل من المدارس الـ 500 أن يؤثر على 10 من أصدقائه بنشر روح الريادة سيؤدي هذا إلى تأثر 50000 شخص. وإذا قاموا بدورهم بالتأثير على 5 أو أكثر من أفراد أسرهم سيصبح الناتج 250000 مواطن تأمل "شركتنا " Sherkitna في أن "تصيبهم عدوى" فكرة إنشاء أعمال تجارية. وقد تقوم "شركتنا" في المستقبل، بالتوسع أكثر والتفكير في شراكةٍ مع "إنجاز العرب" والذي يعمل أيضا في مجال تدريب الطلاب على المهارات اللازمة لتأسيس شركة.
"يعتمد معظم المواطنين الأردنيين حاليّاً على الحكومة في مسألة التوظيف، لكننا سنعمل على تشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم. وإذا كنا قادرين على التأثير على 250000 شخص، وقام 10٪ منهم بالفعل بإنشاء شركات، سيكون لهذا تأثيرٌ كبيرٌ على الأردن."