كيف تعمل سيسكو على ربط شبكة من قادة أعمال المستقبل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
ليس سرّا أن شركة سيسكو متعدّدة الجنسيّات للاتصالات تشرف على عمليّة إعادة هيكلة تنظيميّة ضخمة بداخلها. لكنّ ذلك لم يمنع معهد سيسكو لروّاد الأعمال، وهو ذراع سيسكو لتحقيق المسؤوليّة الاجتماعية للشركات، من أن يصبح لاعبا مسيطراً في مجال التدريب على ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يهدف المعهد إلى تعزيز ريادة الأعمال في المنطقة، وتعزيز الازدهار الاقتصادي عن طريق ملء الفراغ الحالي في مجال ثقافة الأعمال. يقول مدير أوّل العمليّات الميدانيّة العالميّة والتحالفات الاستراتيجيّة لدى معهد سيسكو لروّاد الأعمال كريم جربوع: "الشباب يغادرون الجامعات حاملين فكرة لمشروع كبير، لكن هناك مشكلة تتعلّق بامتلاك المهارات البسيطة." ويضيف: "تعتبر سيسكو مراكز التدريب الخاصّة بها محطّة شاملة تساعد روّاد الأعمال على تحقيق اللياقة الفكريّة من أجل تمكينهم تطوير مشاريعهم الخاصة."
ولتحقيق هذه الغاية، يقدّم المعهد ثلاث ورشات عمل تدريبيّة أساسيّة، وتشمل "إنشاء الأعمال"، "تنمية الأعمال"، "تنمية العقليّة الرياديّة"، من بين مواضيع أخرى، وذلك بالشراكة مع المؤسّسات المحليّة، مثل جامعة أبو ظبي التي تحتضن الدورات.
لقد نظّمت مؤسّسة الإميد إيست، أكبر شريك لـ سيسكو، ورشات عمل مشتركة في عُمان هذا العام، وورشات عامّة في رام الله في تاندم بالتعاون مع منصّة البحث عن وظيفة سوق تل (Souktel)، بالإضافة إلى ورشة عمل جديدة تحت عنوان "تنمية مهارات فريق المبيعات" الذي ينطلق في سبتمبر/أيلول.
إنّها ليست مبادرات بالتسمية فقط، فقد استطاع المعهد تحقيق نجاحات ملموسة، ومن ضمنها أنّ أحد الخرّيجين اللبنانيّين تمكّن من الوصول إلى الدور النهائي في مسابقة جائزة دوتش بنك للإبداع. واستخدم أصحاب شركة كينووش (Keenwash) الأردنيّة الخبرات التي حصلوا عليها من خلال التدريب لفتح فروع ناجحة في البحرين واليمن والمملكة العربيّة السعوديّة. بالإضافة إلى أنّ نحو 83% من المشاركين يحصلون على فهم أفضل لكيفيّة استخدام التكنولوجيا في أعمالهم اليوميّة، بالرغم من حقيقة أنّ سيسكو لا تبيع منتجاتها.
ويأمل جربوع أن تلعب هذه النجاحات الصغيرة في كافّة المجالات دورا في بناء قوّة دفع إقليميّة وتحفيز العقليّات غير المتفتّحة بشكل تدريجي، فيقول: "ألتقي أحيانا أشخاصا يعشقون بطاقات الأعمال الخاصّة بهم، والذين يمسكون بزمام الأمور في أعمالهم دون وجود أية مظاهر قياديّة حقيقية لديهم. في سيسكو، أشعر أنه من الضروري تدريب الناس كيف يكونوا قياديّين حقيقتين."
ما يعكسه النهج الذي يتبعه جربوع هو أنه بجانب كون معهد سيسكو لروّاد الأعمال معقلا تحفيزيّا للنشاطات السليمة، فهو يعمل على استنهاض عمليّة التغيير الحقيقيّة في الوقت المناسب.