English

السعي نحو السياحة الخضراء في شبه الجزيرة العربية: وكالة السياحة المصرية (وايلد غوانابانا)

السعي نحو السياحة الخضراء في شبه الجزيرة العربية: وكالة السياحة المصرية (وايلد غوانابانا)

لقد منيت صناعة السياحة في مصر بخسارة كبيرة في فترة ما بعد الثورة، وتقدّر وزارة السياحة المصريّة خسائر البلاد في هذه الصناعة بما يصل إلى 1 مليار دولارا شهريّا، ولذا ليس من المستغرب أن تقرّر إحدى شركات السياحة المصريّة حاليا على التوسّع تجاه السوق الخليجيّة.

أعلنت "وايلد غوانابانا" (Wild Guanabana) مؤخّرا افتتاح مقرّها الجديد في دبي، في خطوة تهدف إلى التنويع في أسواقها للتغلّب على آثار أزمة القطاع السياحي المصري. وايلد غوانابانا هي إحدى شركات السياحة البديلة والتي اتّخذت اسمها من نوع من شجر الفاكهة الذي ينمو في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبيّة. وتَعد وكالة السفر التي أسّسها المغامر المصري عمر سمرا، ويعمل لحسابها فريق من الروّاد أغلبهم من أصل مصري، بتنظيم رحلات ترويحيّة تعمل على الترويح عن النفس و"تغيير نمط الحياة"، إلى مناطق مختلفة حول العالم، مع التركيز على تحقيق عناصر الاستدامة، لتكون وايلد غوانابانا أوّل شركة محايدة للكربون في المنطقة.

وهذا يبدو كحكاية كلاسيكيّة لشركة ناشئة، فقد أسّس سمرا الشركة بعد أن أدرك بأنّ شغفه بالسفر قد تجاوز شغفه بالمال. امتداد الشركة إلى منطقة الخليج، يتيح الفرصة أمام وايلد غوانابانا لتكوين فكرة عن عدد المسافرين الذين يسعون خلف خيارات الاستدامة. من حسن الحظ، أنه ليس لهم منافسون كثيرون عدا عدد قليل من شركات السياحة البديلة العالميّة التي تعد بتسهيل الوصول إلى "الشرق الأوسط الحقيقي" وليس مناطق انتداب غوانابانا. ومع الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربيّة المتحدة الرامية إلى تطوير "مدينة مصدر" الخضراء، وتدفع باتجاه خلق صورة جديدة كعاصمة للاستدامة، تتطلّع الشركة إلى فرص النجاح في إيجاد زبائنها المستهدفين في المنطقة.

التقت ومضة عمر سمرا للتعرّف على تجربته في تأسيس الشركة:

١- كيف توصلتم إلى قرار إنشاء وايلد غوانابانا ؟

لقد عملت لعدّة سنوات في مهنة ماليّة ناجحة، وكان السفر وتسلّق الجبال من الهوايات التي أمارسها في أوقات الفراغ. وبعد سنة من الخوض في مغامرة انطلقت خلالها في رحلة منفردة حول العالم، أدركت قوّة الدور الذي يلعبه الترحال في تغيير نمط الحياة. وهذه التجربة هي التي أوحت إليّ بالتخلي عن عملي وإعادة تركيز حياتي حول شغفي بمغامرة السفر. وأنشأت وايلد غوانابانا بهدف استخدام السفر لإلهام الآخرين ببذل الجهود من أجل تحقيق رغباتهم مثلي.

٢- ما هي أهم القرارات التي قمتم باتخاذها في الشركة، أو ما هي نقطة التحوّل الرئيسيّة في النهج الذي تتبعونه؟

أهم قرار اتخذناه مؤخّرا هو توسيع عمليّاتنا في دبي من أجل تقديم خدمات أفضل لسوق الإمارات العربيّة المتحدة وأسواق الخليج بشكل عام. فالسوق ليس واعدا فحسب، بل أصبح التنويع الجغرافي ذو أهميّة كبيرة نظرا لعدم الاستقرار في بعض البلدان في المنطقة.

٣- ما هي أكبر الصعوبات التي واجهتكم خلال عملكم (أو ما زلتم تواجهون)، أو ما هي أكبر الأخطاء التي وقعتم بها كرائد أعمال؟

يركّز قطاع السفر في الشرق الأوسط على سياحة السوق الشامل، لكنّه لا يعتمد أركان الاستدامة مطلقا. وقد شرعنا في إنشاء طريقة أكثر أخلاقيّة للسفر. ليس من السهل تغيير الثقافة، لكنّنا بدأنا بتحقيق التقدّم، فقد بعثنا أكثر من 150 شخصا في رحلات حول العالم ولا نزال في البداية.

الخطأ الأكبر الذي وقعنا به هو محاولة عمل كل شيء بأنفسنا. فقد أردنا ضمان عمل كل شيء بالشكل الصحيح، ولم نكن نريد إنفاق أموال كثيرة مقابل الخدمات الإضافيّة. لكنّنا سرعان ما أدركنا أنّه كان من الأفضل أن يتولّى طرف خارجي كافّة الأعمال التي ليست في صميم مجال عملنا، حتى ولو كانت التكلفة أكبر. والنتائج في نهاية المطاف ستكون أفضل بالتأكيد، وهذا من شأنه أيضا أن يمكننا من التركيز على ما نبرع في القيام به. وهذا لا يعني أنّنا لم نحاول المقايضة والتفاوض للتوصّل إلى أفضل صفقة في كل مرّة!

٣- هل ترى نجاح مشروعكم، في السوق المحليّة أم الإقليميّة أم العالميّة؟ وما هي خططكم للنمو والتوسّع؟

تتمتّع وايلد غوانابانا بحضور قوي على الإنترنت، تدعمه قنوات التواصل الاجتماعي، حيث نتلقّى استفسارات حول رحلاتنا من جميع أنحاء العالم. لكنّنا نركّز حاليّا على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحيث نرى أنفسنا كشركة محليّة إقليمية، تقدّم مفاهيم جديدة حول السفر إلى المنطقة. وكما ذكرت سابقا، نحن نتوسّع داخل دبي والخليج.

٥- كم استغرقكم من الوقت حتى حصلتم على التمويل؟

كنّا محظوظين للغاية بالحصول على فرصة تلقّي التمويل من قبل أن ندرك حاجتنا إليه. وعندما حصل ذلك، فكّرنا بالسرعة التي يمكن أن نحقّق بها النمو فيما لو استخدمنا رأسمال إضافي. عمليّة التمويل نفسها استغرقت 6 أشهر.

٦- كيف تدير علاقتك مع شراكاتك إن كان لديك شركاء ؟

لقد أسّست الشركة بمفردي في منتصف العام 2009. وانضمّ إليها شركاؤنا في "صحارى جلوبال انفستمنتس" (Sahara Global Investments)، في أوائل العام 2011 لمساعدتنا على النمو في أعمالنا على المستوى الإقليمي. وقد لعبت شركة جلوبال دورا داعما غير تنفيذي، بحيث يؤمن القائمون عليها برؤيتنا من أجل إحداث ثورة في قطاع خدمات وكالات السفر في المنطقة.

٧- ما هي أداة التكنولوجيا التي لا غنى عنها في عملكم؟

"كلاود" (الحوسبة السحابية)! أو تحديدا، التطبيقات المرتكزة على الحوسبة السحابية. لقد تمكّنا من استخدام الحلول المرتكزة على الحوسبة السحابية بفعاليّة في عدّة مجالات شملت إدارة علاقات العملاء، والنشرات الإخباريّة وبرامج المحاسبة المالية الأساسيّة. بالإضافة إلى ما وفرته هذه التطبيقات من توفير المال والوقت لدعم عملية التطوير، فهي سهلة الاستخدام، مما أدّى إلى خفض كميّة الموارد التي نحتاجها للإنفاق على تدريب موظّفينا. وأدركنا بأنّ الحلول الصحيحة هي تلك التي تركّز على العملاء وتخضع للتحسين والتحديث المستمر لتتناسب مع احتياجاتنا.

٨-  ما رأي عائلتك و/أو زوجتك في العمل الذي تقوم به شركتكم؟

في البداية لم تتفهّم عائلتي السبب الذي يدفعني إلى التخلي عن وظيفة ذات دخل مادّي ثابت للشروع في عمل مختلف تماما وأنا في سن الـ 30. لا شكّ بأنّهم اعتادوا على طبيعتي وتفهموا ميلي لخوض المخاطر مثل تسلّق جبل افرست والسفر حول العالم لمدة 370 يوما، وحاولوا إبعادي عن ذلك. إلاّ أنّهم لاحقا اقترحوا علي متابعة مشروعي جنبا إلى جنب مع الاحتفاظ بوظيفتي الماليّة. كنت أعلم منذ اليوم الأوّل بضرورة منح جلّ وقتي لهذا المشروع. فإن كنت ملتزما بهدف معيّن، فأعتقد بأنّه ينبغي عليك منح وقتك وقلبك وروحك لتحقيق هذا الهدف.

أمّا بالنسبة لزوجتي، فهذه قصّة ممتعة! لقد التقينا قبل أقلّ من سنة عندما اتّصلت للاستفسار بخصوص تسلّق جبل كليمنجارو كجزء من المبادرة الخيريّة لـ وايلد غوانابانا. واجتمعنا من أجل مناقشة مجريات هذه الرحلة، وتسلّقنا الجبل سويّا، والباقي تاريخ كما يقولون! لقد أحبّت الشركة كثيرا، فتركت عملها لتنضم إلى الشركة وتتولّى منصب مدير التسويق وخبير غوانابانا.

٩- هل أثّّرت الثورات التي شهدتها المنطقة مؤخّرا على النهج الذي تتبعونه ؟

لقد تمّ إنشاء وايلد غوانابانا في ذروة الأزمة الماليّة العالميّة الكبرى، واتخذت اسمها من إحدى أشجار الفاكهة الاستوائيّة، وأعتقد انك يمكن أن تقول بأنّ وضعنا خلال فترات التوتّر أكثر ارتياحا من الكثير من الشركات الأخرى. وكأي مشروع تجاري جديد، تحتاج الثورة إلى الالتزام والتضحية. نحن ندرك بأنّ هذا لا بدّ وأن يكون له أثر على أعمالنا، فقد دفعنا إلى الاهتمام أكثر بالتوسّع خارج مصر.

١٠-  ما هي النصائح الخمس التي تقدّمها لرائد الأعمال؟

١- إذا كان لديك الشغف وكنت تمتلك الفكرة أو الفرصة، فابدأ بإنشاء شركتك واترك كتابة خطّة العمل إلى وقت لاحق.
٢- كن عصاميّا. النقود التي تبدأ بها أعمالك، هي شريان الحياة لذلك المشروع، فلا تنفقها على أمور غير ضروريّة، وحاول المقايضة كلّما استطعت.
٣- استخدم كل أداة متوفّرة ترتكز على الحوسبة السحابية (إدارة علاقات العملاء، النشرات الإخباريّة، المحاسبة). هناك من ينفق الكثير من الجهد والمال لتطوير هذه التطبيقات, فلماذا لا نستفيد من ذلك, خاصة وأنها ذات جدوى اقتصادية جيدة.
٤- الالتزام بالقيم الخاصة بك في كل قرار تتخذه، مهما كان صغيرا أم كبيرا. وتلك هي الطريقة الوحيدة لبناء علامة تجاريّة قويّة يمكن أن يعتمد عليها الناس.
٥- قم بتجنيد فريق عمل ممن يلتزمون بقيمهم وشغفهم للعمل، فتلك الأمور لا يمكن تعليمها أبدا.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.