أوكس أنيميشن: مبادرة للتوعية الاجتماعية في سوريا
بقلم: ناينا كيرلي
تبرز شركة أوكس أنيميشن Ox Animation)) السوريّة، كنموذج رائد وناجح في مجال صناعة الرسوم المتحرّكة. تشارك الأخوة وسيم وعامر وناصر عبد الغني في فكرة إنشاء الشركة، التي يقوم عملها على أساس نشر رسوم كرتونيّة تحمل رسائل اجتماعيّة هادفة. منذ تسجيل الشركة في العام 2010، قامت بنشر مجموعة من الأعمال وتشمل سلسلة "اعتماد الحياة الخضراء" التي تتحدّث حول ظاهرة الإحتباس الحراري، وبرنامج الكرتون التعليمي "شيب آند شاب" ("Sheep & Shup") الموجّه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3-6 سنوات، وبرنامج "مراهقون فقط" والذي يعالج التحدّيات الاجتماعيّة التي تواجه المراهقين، و"آي كرتون" (iCartoon)، وهو برنامج يقوم محتواه على المساهمات التي يقدّمها الأطفال من جميع أنحاء العالم العربي، وكلّها باللغة العربية. وبعد استكمال جولة لجمع الأموال في السنة الماضية، أطلقت الشركة الناشئة سريعة النمو مؤخّرا "آن ميش" (AnMish)، وهي خدمة تسمح للمستخدمين بانشاء رسوم باستخدام أصواتهم.
التقت ومضة مع وسيم وعامر وناصر لطرح 10 أسئلة تُجْمِل مسيرة رحلتهم في مجال ريادة الأعمال.
١- كيف قرّرتم إنشاء هذه الشركة؟
لطالما كان لدينا شغف بالرسوم المتحرّكة، وكان لدينا شعور بأن هناك شيء مفقود فيما يتعلّق بالأفكار التي تقدّمها الرسوم الكرتونيّة التي كنّا نشاهدها. لقد أردنا التخلّص من أفكار العنف في رسوم الكرتون واستعادة نوع الكرتون الذي يركّز على تعزيز مفهوم المسؤوليّة الاجتماعية الذي افتقدناه لعدة أجيال.
٢- أين تروا نجاح مشروعكم، في السوق المحليّة أو الإقليميّة أو العالميّة؟
لا تزال صناعة الرسوم المتحرّكة غير ناضحة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أننا نسعى جاهدين إلى تسليط الضوء على مواهب الشباب هنا. رغم تطلّعنا إلى أن نكون شركة عالميّة، لكننا نركّز حاليّا على خلق منصّة لشركات الرسوم المتحرّكة الناشئة في المنطقة من أجل تحقيق المنافسة وإمكانية تبادل الرسوم المتحرّكة التي تعبّر عن مجتمعنا وتعكس ثقافتنا.
٣- ما هي طموحاتكم؟ وما هي خططكم للنمو والتوسّع؟
يمكن تلخيص طموحاتنا في حلمنا بأن نصبح واحدة من الشركات الكبرى في مجال صناعة الرسوم المتحرّكة في الشرق الأوسط، وبالطبع في العالم. نعلم أنه ليس من السهل تحقيق هذا الحلم، إلا أننا نأمل تحقيق رؤيتنا من خلال العمل الجاد، والبحث عن سوق جيدة، وإيجاد الموضع الصحيح لنا. نحن نؤمن بأن مفاتيح النجاح الرئيسيّة تكمن في الاحتفاظ بحلمنا مع الالتزام بوضع أهداف واقعيّة عبر كل مرحلة من مراحل النمو والتوسّع.
٤- ما هي أهم القرارات التي قمتم باتخاذها في الشركة، أو ما هي نقطة التحوّل الرئيسيّة في النهج الذي تتبعونه؟
كانت نقطة التحوّل الرئيسيّة عندما قرّرنا ضم المستثمرين للشركة. لم يكن من السهل إنشاء مشروع في مجال مكلف مثل الرسوم المتحرّكة، فكانت هناك ضرورة لإيجاد المستثمر الداعم للمشروع في ذلك الوقت. ولقد كنّا محظوظين في إيجاد مستثمرين داعمين يثقون بنا ويؤمنون بأفكارنا (هنا قائمة بالمستثمرين الداعمين للمشروع).
٥- ما هي أكبر الصعوبات التي واجهتكم خلال عملكم (أو ما زلتم تواجهون)، أو ما هي أكبر الأخطاء التي وقعتم بها كروّاد أعمال؟
ارتكبنا خطأً في كميّة الأموال التي أنفقناها على المنقولات والإيجار، بحيث واجهتنا مشكلة النقص في السيولة، لكنّنا استطعنا التغلّب على هذه المشكلة من خلال إدارة مواردنا ومصروفاتنا، وتمكّنا والحمد لله من الانتعاش بالعمل الجاد والإدارة المنظّمة.
٦- كيف تديرون علاقات الشراكة, إن كان لديكم شركاء؟
بدأت الشركة بثلاثتنا كمؤسّسين. يتولّى عامر منصب الرئيس التنفيذي للشركة، ووسيم هو المدير الإبداعي، وناصر هو المدير التقني. نتفاعل مع بعضنا البعض بشكل جيّد للغاية، وعلاقتنا مبنيّة على الثقة المتبادلة والتوافق ما بين جميع الأطراف.
٧- هل كونكم تمتلكون الشركة يعطيكم شعوراً أكبر بالأمن من الناحية الماليّة أم لا؟
لا بدّ من ذلك بالطبع! فبالرغم من الاعتقاد بأنّ الوظيفة الثابتة هي أكثر ضمانا من ناحية الأمن المالي، إلا أن إدارة الأعمال الخاصّة والعمل بقدر المستطاع لتحقيق حلمك هو أكثر متعة. لقد استطعنا تحقيق دخل آمن من خلال إيماننا وعملنا الجاد ودعم كل من حولنا.
٨- ما دور التكنولوجيا في تمكين أعمالكم؟
لا نستطيع العمل مطلقا دون التكنولوجيا. الانترنت وأجهزة الكمبيوتر والبرمجيّات، كلّها ضروريّة لاستكمال أعمالنا.
٩- ما رأي عائلتكم في العمل الذي تقوم به شركتكم؟ وهل تنصحون الآخرين بأن يصبحوا روّاد أعمال؟
نعتبر أنفسنا محظوظين بسبب الدعم الذي تلقّيناه من عائلاتنا وأصدقائنا وزوجاتنا والمستثمرين من حولنا، والذين منحونا الثقة لنحتفظ بحماسنا من خلال مساعدتهم ودعمهم. نحن نوافق بأن ريادة الأعمال ربّما تكون محفوفة بالمخاطر، لكنّنا نعتقد أنّها تستحق المخاطرة إن كنت تؤمن بفكرتك وتعمل جاهدا لتحقيق أهدافك.
١٠- هل أثّرت الثورات التي شهدتها المنطقة مؤخّرا على النهج الذي تتبعونه؟
ليس بالضبط. لكن روح الشباب أسعدتنا حيث أيّدت فكرتنا بضرورة تشجيع الشباب في كل مكان. وقد شجّعتنا الثورات على ضرورة بذل قصارى جهودنا للتوسّع في منطقتنا.