ماذا تعني الصداقة بدون الاحتفاظ بالمذكّّرات؟ كيف يستطيع تطبيق "آي سبايس فوتوز" (iSpicePhotos) الذي انطلق من بيروت على جهاز الآيباد تغيير حياتك على الفيسبوك
مع توقّعات نشر شركة أبل (Apple) في الأسبوع المقبل التقرير الربع السنوي الأول حول مبيعات جهاز آيباد، حيث سجّل مبيعات تصل إلى 8.5 مليون جهاز، يبدو أنّ تركيز المشروع اللبناني الناشئ "آي سبايس فوتوز" على تطبيق لتشغيله على جهاز آيباد هو عمل حكيم. يقوم تطبيق آي سبايس فوتوز، والذي تمّ إطلاقه في 22 من يونيو / حزيران، على تطوير سجلٍّ رائعٍ وشيّق لحفظ المذكّرات على الفيسبوك، باستخدام الخوارزميّات من أجل تقديم تفصيل لتاريخ صداقاتك وإدارة وتطوير صور مجموعات الأصدقاء الخاصّة بك. يضمن تطبيق آي سبايس فوتوز تحقيق المصداقية العالية، والانتظام الجيد في العودة بالذكريات إلى الوراء، بالرغم من الشعور بالقلق الذي قد يتملكك أو الشعور بالحاجة إلى الحصول على المزيد من المعلومات التي تتعلّق بمجموعة من الصور تعود إلى العام 2008، والتي قد يتبيّن من خلالها أنّ تصنيفك المفضل قد تغير بشكل ما.
تقدّم مؤسّسو المشروع دافينا عطا الله، وشادي قصوف، وفادي البزري، بفكرة التطبيق ضمن فعاليّات أسبوع يلّا ستارت أب 2010، حيث تحوّل التطبيق من مجرّد فكرة إلى شركة انطلقت في غضون سبعة أشهر بمساعدة المؤسّسة الحاضنة "سيكنس" (Seeqnce). تعمل منصّة التواصل الاجتماعي الجديدة "جوجل بلاس" (Google+) على منح شريط الأخبار الاجتماعية صبغة أقرب إلى المحادثات العامّة، بينما تعمل نظرة آي سبايس فوتوز إلى التاريخ على إنعاش الذاكرة لاسترجاع ذكريات عمليّات التواصل الحقيقيّة التي ساهمت في المقام الأول في إيصالك إلى عالم التواصل الاجتماعي.
التقينا مؤسّس المشروع فادي البزري وطرحنا عليه أسئلة ومضة العشر:
١- كيف توصلتم إلى قرار إنشاء هذه الشركة؟
بدأت آي سبايس فوتوز بفكرة لمزج البنية الفوقيّة التي تتجلّى في مظاهر الحياة الاجتماعية بالصور المنشورة على الإنترنت. لقد تخيّلنا أنّ احتمال حدوث شيء كهذا يمكن أن يخلق قيمة لمستخدمي الفيسبوك. ثمّ جئنا بهذه الفكرة إلى فعاليّات أسبوع يالله ستارت أب 2010 للمشاريع الناشئة، وقدّمنا نموذجا للتطبيق خلال 48 ساعة. لقد أحبّ الحضور مفهوم الفكرة، وقدّموا لها الدعم مما شجّعنا على الدفع باتجاه إطلاق منتج كامل.
٢- ين ترى نجاح مشروعكم؟ في السوق المحليّة, أم الإقليمية, أم العالميّة؟
لقد أطلقنا أول تطبيق للعمل على أجهزة آيباد فقط. هناك ما يقدّر بـ 20 مليون جهاز آيباد في كافة أنحاء العالم، ومعظمها في أمريكا الشماليّة وأوروبّا. ولذلك، فنحن نستهدف السوق العالميّة.
٣- ما هي طموحاتكم؟ وما هي خططكم للنمو والتوسّع؟
نخطّط الآن لتصدير تطبيقنا هذا للعمل على أجهزة آيفون أيضا وتمكين الوصول إليه لأكثر من 100 مليون جهاز في العالم. ونخطّط أيضا لإضافة المزيد من المزايا للنسخة الحاليّة من التطبيق وبيع نسختنا المقبلة بسعر أعلى. وأخيرا، نسعى إلى إيجاد طرق أخرى لتعديل الخوارزميّات التي بنيناها، وتكييفها لتنطبق على المنتجات المتعلّقة بتسويق وسائل التواصل الاجتماعي. ونحن حاليّا بصدد مفاوضات مبدئيّة مع أصحاب العلامات التجاريّة والوكالات بهدف تحقيق ذلك الغرض.
٤- ما هي أهم القرارات التي قمتم باتخاذها في الشركة، أو ما هي نقطة التحوّل الرئيسيّة في النهج الذي تتبعونه؟
عندما بدأ فريق العمل بإنشاء تطبيق آي سبايس فوتوز، كان حينها يعمل على مشروع آخر على الإنترنت. ولأسباب عديدة اتّخذنا القرار بتركيز كافّة مواردنا في العمل على إنشاء آي سبايس فوتوز، وتعليق العمل في المشروع الآخر. لم يكن ذلك قرارا سهلا علينا، إلاّ أنّنا شعرنا أنه ضروري من أجل تقديم منتج ذو جودة عالية.
٥- ما هي أكبر الصعوبات التي واجهتكم خلال عملكم (أو ما زلتم تواجهون)، أو ما هي أكبر الأخطاء التي وقعتم بها كرائد أعمال؟
ليس من السهل تكوين فريق عمل ناشئ في لبنان والاحتفاظ به. عادة يتكوّن الفريق من أعضاء مستقلّين، يرصدون وقتا محدودا جدّا للعمل على فكرة غير مؤكّدة بعد. بالإضافة إلى أنّه ليس من السهل إيجاد أشخاص مؤهّلين ومتحمّسين للفكرة، يمكنهم تحمّل ضغط العمل ومواصلة الأداء بكفاءة.
٦- ما هو دورك في الشركة؟ وكيف تدير علاقتك مع شراكاتك إن كان لديك شركاء؟
أنا المؤسّس المشارك في آي سبايس فوتوز، وأعمل مع شريكين آخرين. أركّز في عملي على شؤون التسويق وبناء الإستراتيجيّة العامّة، بينما يركّز الشريكان الآخران على تصميم المنتج وتطويره.
٧- هل كونكم تمتلكون الشركة يعطيكم شعورا أكبر بالأمن من الناحية الماليّة أم لا؟
ليس بعد.
٨- ما دور التكنولوجيا في تمكين أعمالكم؟ وما هي أداة التكنولوجيا التي لا غنى عنها في عملكم؟
الإنترنت ضروري بالطبع، لكنّ لبنان لا تزال تفتقر لخدمة الإنترنت السريع بشكل خاص، وهذا يؤثّر كثيرا على القدرة الإنتاجيّة.
٩- ما رأي عائلتك و/أو زوجتك في العمل الذي تقوم به شركتكم؟ وهل تنصحون الآخرين بأن يصبحوا روّاد أعمال؟
تميل عائلتي إلى تقديم الدعم، إلا أنها دائما تحاول توجيهي برفق إلى اعتماد الفرص الأكثر أمانا بصفتي رائد أعمال. لكنّني أؤمن بضرورة أن يحاول كل شخص إنشاء المشروع الخاص به، فهي الطريقة الوحيدة لمعرفة إن كان نمط الحياة هذا هو الخيار المناسب لك أم لا.
١٠- هل أثّرت الثورات التي شهدتها المنطقة مؤخّرا على النهج الذي تتبعونه؟
نعم، بمعنى أنّ آثار الثورات سوف تظهر على المديين المتوسّط والطويل. فأنا متحمّس للفرص الناشئة في مصر وتونس وليبيا. لقد ثبت بأنّ حصول الشعب على قدر أكبر من الحريّة من شأنه تشجيع الابتكار والنمو، وبالتالي، يتوجّب فتح أسواق جديدة في تلك المناطق. نعمل الآن على رصد الفرص المتاحة في تلك الأسواق في مجالات الشبكة العنكبوتيّة، والهاتف المحمول، وفضاء الإنترنت.